جمال عبدالصمد
النماذج الوطنية.. حواديت مصرية
تلقيت دعوة كريمة لحضور ندوة توعوية وتثقيفية نظمها حزب حُماة الوطن بالإسكندرية، وكان اللقاء تحت عنوان “التحديات العالمية والإقليمية في ظل التوازنات الجديدة.. استراتيجيات المواجهة والتكيف”، في حضور قيادات وكوادر من الحزب المنظم، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من ثلاثة آلاف مدعو، في مشهد صحي يعكس مدى اهتمام الكثيرين بالحياة السياسية وخاصة فئة الشباب.
شهد اللقاء العديد من اللقطات التي أثارت إعجابي الشخصي، أولاها عندما قام القيادة الشابة محمد مجاهد "أمين حزب حماة وطن بالإسكندرية" بمطالبة الجميع بالوقوف دقيقة حداد على روح الفريق جلال هريدي "أحد مؤسسى سلاح الصاعقة المصرية ورئيس حزب حماة الوطن"، واصفًا إياه بأنه رمزًا وطنيًا ترك إرثًا غنيًا للوطن، تمكن من خلاله بناء كوادر قيادية سياسية مؤهلة قادرة على نقل خبراته إلى الأجيال الجديدة، حيث استرسل في كلمات تعكس معاني إنسانية عديدة ومنها: الاحترام المتبادل بين الأجيال داخل الأحزاب السياسية، وهي علاقة تساهم في بناء مؤسسات قوية ومستدامة، بالإضافة إلى الإشادة بالنماذج المضيئة التي هي بمثابة القدوة الحسنة من أصحاب الخبرة الواسعة والحنكة السياسية التي اكتسبوها على مر السنين ولم يبخلوا على احد بها، وغيرها من الرسائل التي تنم عن جوهر القيم والمبادئ للأجيال القادمة على الساحة السياسية.
إلى أن جاءت كلمة اللواء الدكتور سمير فرج، الذي استطاع بما يمتلكه من أدوات وسمات شخصية تميزه عن غيره، فمن خلال براعته وأسلوبه الشيق في سرد التفاصيل وتسلسل الأحداث جعل الحضور وانا أحدهم بمثابة طلبة في محراب العلم، فعندما بدأ في الحديث سادت حالة من الصمت التام، وأصبح الجميع يتابع بشغف وتركيز كلمته التي كانت ثرية بالموضوعات الهامة والمعلومات الغزيرة والمتنوعة، حيث استخدم لغة بسيطة وواضحة، وهي الكلمات والعبارات الصادقة النابعة من القلب، لتجنب الملل وجذب جميع الفئات العمرية، كما استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة، حيث حذر من الأحداث الملتهبة بالمنطقة العربية، وفي نفس الوقت طمأن الجميع وبث روح الأمل والتفاؤل في المستقبل، وشجع الحضور على المشاركة في بناء الوطن والجمهورية الجديدة.
وقد شهدت محاضرة اللواء الدكتور سمير فرج العديد من المعلومات والبيانات المهمة والحيوية، التي بدورها لعبت دورًا هامًا في كشف الحقائق، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والمعلومات المشوهة للحقيقة، حيث قام باستعراض جميع أشكال التحديات والمخططات المتنوعة التي تحاك ضد مصر وشعبها، حيث ناقش أبرز القضايا الإقليمية والدولية المؤثرة على الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى قيامه بتسليط الضوء على الوضع الراهن بالمنطقة العربية، والكشف عن الألاعيب والتهديدات والمخاطر التي تستهدف أمن واستقرار دول عديدة، وفي مقدمتها دول الجوار: السودان، ليبيا، غزة، اليمن، سوريا، وقد أشاد بالدور المحوري الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية، واصفًا إياها بالركيزة الأساسية لضمان استقرار البلاد وحماية حدودها.
وفي النهاية، أثبت اللواء سمير فرج للجميع أنه يتمتع بقدرة عالية فى التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، بما يمتلكه من وعيًا وطنيًا عميقاً، يعمل من خلاله على خدمة وطنه وشعبه، بدءًا من المناصب القيادية العسكرية التي تقلدها، مرورًا بالمناصب الأكاديمية والإدارية، وصولًا إلى المناصب القيادية المدنية وبالعمل المجتمعي، مما جعل مسيرته حافلة بالبطولات والإنجازات والخبرات المتنوعة والتي جعلته شخصية مؤثرة، وأهلته لأن يحمل على عاتقه رسالة هامة وسامية وهي مهمة توعية وتثقيف جيل المستقبل من شباب الوطن، وهذا ما يؤكد على أن اللواء الدكتور سمير فرج نموذج مثالي يحتذى به للشباب.
ختامًا.. مصر تمتلك حضارة عريقة امتدت جذورها عبر آلاف السنين، هي أرض خصبة ولادة للنماذج الوطنية التي تعشق تراب الوطن. ففي كل عصر يظهر أبطال وأعلام يضيئون سماء الوطن بنور إنجازاتهم وتضحياتهم.
أخيرًا، ابن مصر الأصيل هو ذلك الإنسان الذي يحمل في قلبه حبًا عميقًا لمصر، ويتفانى في خدمتها وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعتها وعزتها. هو من يؤمن بأن مصر هي أم الدنيا، وأننا جميعًا أبناؤها. لذا من الضروري علينا أن نتحد ونتكاتف في هذه المرحلة الحرجة فهي ضرورة ملحة. وعلينا جميعًا أن نكن حذرين من الشائعات والأخبار الزائفة التي يروج لها أعداء الوطن، والتي تهدف إلى زعزعة استقرارنا وإضعاف عزيمتنا. تحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر