مرتل المصحف برواية حفص عن عاصم.. 105 أعوام على ميلاده
عادل عبدالمحسن
تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى 105 لميلاد الشيخ الجليل محمد صديق المنشاوي، حيث ولد في مثل هذا اليوم 20 يناير من عام 1920 بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في صعيد مصر، هو قارئ قرآن مصري، سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، وكان قارئًا في الإذاعة المصرية.
أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجَدّه تايب المنشاوي وجَدُ والده جميعهم قرّاء للقرآن، وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن، ويجيدون تلاوته، منهم شقيقيه أحمد صديق المنشاوي ومحمود صديق المنشاوي. تأثر بوالده الذي تعلم منه فن قراءة القرآن الكريم، فأصبحت هذه العائلة رائدة لمدرسة جميلة منفردة بذاتها في تلاوة القرآن، بإمكاننا أن نطلق عليها "المدرسة المنشاوية".
انتقل إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد، فحفظ هناك ربع القرآن عامَ 1927، ثم عاد إلى بلدته المنشاة، وأتم حفظ ودراسة القرآن، على يد مشايخ مثل محمد النمكي ومحمد أبو العلا ورشوان أبو مسلم الذي كان لا يتقاضى أجرًا على التعليم. تميز الشيخ المنشاوي بصوت خاشع ذي مسحة من الحزن حيث كانت له بصمة خاصة في التلاوة، فلُقِّب بـ"الصوت الباكي". بدأت رحلته مع التلاوة بتجواله مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، وفي عام 1952 سنحت له الفرصة كي يقرأ منفردًا بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه مترددًا في الأنحاء. سجل القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي.
ذاع صيته ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة وجمال صوته وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية. حصل الشيخ " محمد " على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان، وكان على رأس قراء مصر في حقبة الخمسينيات من القرن العشرين مع قراءٍ مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيرهم من القراء، والذين لا زالوا إلى يومنا هذا على رأس القراء المستمع لهم، لما عندهم من رونق في أصواتهم تزوج مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام. في عام 1966 أُصيب بمرض دوالي المريء، ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن الكريم حتى رحيله عن الدنيا يومَ الجمعة 20 يونيو 1969عن عمر ناهز 49 عامًا.