عاجل
الخميس 2 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

محمد درويش يكتب: ثقافات لا تمثلنا

كثرت الكتب في العقود الأخيرة التي تتحدث عن النجاح وكيفية تحقيق النجاح في الحياة على مستوى الاصعده في الحياة النجاح الدراسي والنجاح في العلاقات الاجتماعية والنجاح في الحياة العملية والحياة الزوجية.



وما بين المبالغات والواقع تدور أحداث هذه الكتب، فضلا على أن هذه الكتب مترجمة عن ثقافات لا تمثلنا لأن النجاح مرتبط.بالثقافة والأيديولوجية الاجتماعية التي نعايشها في مجتمعاتنا الشرقية الأصولية. ما هو النجاح؟ وكيف نصل إليه؟ من وجهة نظري بعد قراءة ومعايشة وتجارب فشل ونجاح عايشتها واختلج وجداني بها بين حلاوة النصر ومرارة الهزيمة وبين شهد الانتصار على النفس وعلقم الإحباط   أستطيع القول إن النجاح هو تحقيق الأهداف تدريجيا بتوازن ودقة وشرف.

نعم لا بد أن يكون للإنسان أهداف ينشدها وأحلام يريد تحقيقها وفي سبيل ذلك لا بد أن يخطط لها خططا قصيرة المدى وطويلة المدى لتحقيقها ولا بد أن تكون هذه الأهداف سامية بعيدة كل البعد عن المزالق، مستخدما فيها وسائل نظيفة لتحقيقها، هذا هو النجاح الحقيقي الذي يفتخر به ويعلم الإنسان بداخله أنه قد حقق شيئا ذا قيمة أما غيره من النجاحات الزائفة غير المتوازنة فهي درب من دروب خداع النفس قبل خداع الآخرين.

ولا بد للوصول إلى النجاح الحقيقي من أسس وقواعد يتكأ عليها من يرنو إلى أهدافه ومراميه أولها الصلة بالله وأن تكون أهدافك متصلة برضاه سبحانه وتعالى واستمداد العون والتوفيق منه فاستمداد إمداد التوفيق من الينبوع الأصلي يجعل الإنسان قويا روحيا وإذا قويت الروح  فالنفس ستقوى، وبالتالي يكون مريد النجاح في أهبة الاستعداد لتحقيق أهدافه ومآربه وذلك طالما استخدم وسائل نظيفة في رحلته بعيدا عن المكر والخداع فالله مطلع على النوايا فازرع الخير ستحصد نبتا يانعا وإذا ما زرعت الشر فستحصد شوكا رائعا.   ثانيها التخطيط الرشيد والتركيز على الأهداف، لا بد من تخطيط كما وكيفا لتحقيق الأهداف وتجزئة الأهداف والمهمات لإتمامها بواقعية وحرفية، وذلك.يتطلب معرفة القدرات الحقيقية للنفس بعيدا عن التهويل أو التهوين حتى لا نصاب بالإحباط إذا ما فشلنا في تحقيق الأهداف  في وقتها المطلوب أو لم يكن هناك واقعية للإنجاز على أرض الواقع فمعرفة النفس وقدراتها الحقيقية هو بداية الهداية ونور التنوير لمريد النجاح والتفوق والألق.

وبعد ذلك.يأتي التركيز علي الأهداف بمعرفتها أولا والدوافع الحقيقية لتحقيقها ثم شدة التركيز عليها إلى أن تصل إلى مرحلة العشق والهيام بها إلى أن تصل إلى حلم يراود ذلك العاشق وفي تلك المرحله تتولد قوة روحية لا تصفها العبارة تجعل النفس والروح والعقل مرتبطين، نحو تحقيق الأهداف، وتلك هي بصيرة النجاح إذا ما صح الوصف.   ثالثها: العمل علي تحقيق تلك الأهداف بدأب وديمومة، خاصة إذا لم تتحقق الأهداف على الوجه الذي نريده ففي النهاية سنصل إلى نقطة التحول المضيئة لا بد من العمل والجد طالما درجنا في سلم النجاح وهذا العمل المخلص لا بد وأن يتوج بالنجاح يكفي أن الله يشهده وملائكته ورسله والمؤمنون (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). (سورة التوبة آية ١٠٥).

ولا شك أن جهود المرء إذا لم يصاحبها توفيق الله فهي هباء منثور إذ ذرة من توفيق الله تختصر على الفرد سنين من الكد والعمل.. فضياء توفيقه هو ضياء هداية ورشاد ولنا في هداية أبي بكر رضي الله وضلال أبي لهب أسوة لأولي الألباب فأبو بكر نظر لرسول الله نظرة توفيق فرآه رسولا نبيا أما أبو لهب فحرم التوفيق فتعامت عيناه عن أنواره وفضائله.   فاللهم كن لنا عونا ونصيرا ولا تحرمنا توفيقك وابعدنا عن مواطن الزلل.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز