عاجل
الخميس 2 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الإرهابيون التونسيون اعترفوا بتلقى تدريبات متقدمة لإحداث الفوضى فى الوطن العربى

النائبة التونسية السابقة مباركة البراهمى لـ«روزاليوسف»: إخوان تونس أرسلوا عشرات الآلاف من المرتزقة لتدمير سوريا

كشفت مباركة البراهمى، نائبة البرلمان التونسى السابقة، الناشطة فى مجال المجتمع المدنى، عن تفاصيل إرسال عشرات الآلاف من المرتزقة التونسيين لسوريا فى عهد حكم الإخوانى راشد الغنوشى لدولة تونس، قائلة: هربوا الآلاف من التونسيين لسوريا خلال حكمهم لتونس بدعوى الجهاد ضد الطاغية، ودعم الديمقراطية، واليوم العديد من قيادات الإخوان التونسيين مسجونون على خلفية إدخال مواطنين تونسيين إلى سوريا، فى مقدمتهم رئيس الحكومة الإخوانية الأسبق على العريض ووزير العدل الأسبق نورالدين البحيرى». 



وقالت «البراهمى» فى حوارها مع «روزاليوسف»: «الإرهابيون التونسيون ممن تم إلقاء القبض عليهم اعترفوا بأنهم تلقّوا تدريبات متقدمة فى سوريا»، مضيفة أننا كبرلمانيين قمنا بزيارة سوريا والتقينا عبر السلطات الإرهابيين التونسيين الموقوفين وكشفوا ظروف دخولهم إلى سوريا وأهدافهم، متابعة: «أن الديمقراطية والحرية شعارات فضفاضة ومساحيق تستعملها الجماعات الدينية المتطرفة لغسل مشروعاتهم المعادية للأمة العربية»، وإلى نص الحوار:

■ كيف تم اغتيال زوجك النائب محمد البراهمى؟

 الاغتيال تم بفتوى من الجماعة الإرهابية لمواقفه المناهضة للإخوان ولمشاريعهم فى المنطقة العربية، فالإخوان أداة هدامة تستعملها القوى الخارجية المناهضة لبلداننا ولأمتنا خاصة إسرائيل، التي تستهدف تقويض مجتمعاتنا، وهدم وتفتيت دولنا حتى لا تقوم لنا قائمة وهذا كله يخدم صالح وأهداف إسرائيل، وبسبب مواقفه وصوته العالى تم اغتياله بـ14 طلقة يوم 25 يوليو 2013 أمام منزله، وهو يوم ذكرى عيد الجمهورية فى تونس.

■ لماذا صدرت هذه الفتوى؟

 بسبب مواقفه وتصريحاته كان يقول إن الإخوان مشروع هدام فى المنطقة، وآخر تصريح له فى 1 يوليو 2013 داخل البرلمان التونسى حيا فيه الشعب المصري على استرجاع ثورته من الإخوان بعد الحركة التصحيحية التي قام بها الشعب فى ثورة 30 يونيو، والتي أعقبها إحالة قيادات الإخوان الذين قتلوا ونكلوا بالشعب المصري للقضاء والمحاكم.

خلال نفس الجلسة، وجه أيضًا التحية للجيش المصري على استجابته لثورة الشعب ضد حكم الإخوان، وجميعنا تابع بحرص تطبيق القانون ضد كل من أجرم فى حق الدولة المصرية من التخريبيين.

 

محررة «روزاليوسف» مع  النائبة التونسية خلال الحوار
محررة «روزاليوسف» مع النائبة التونسية خلال الحوار

 

■ من أصدر فتوى الاغتيال؟

 جماعة الإخوان هى من أصدرت فتوى «الاغتيال»، إذ يتبعها كتيبة عقبة بن نافع التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة وجند الخلافة الموالية لتنظيم داعش وغيرها من الفصائل، وظهرت فيديوهات فى وسائل التواصل الاجتماعى عن مقاتلين توانسة تدربوا فى سوريا وعادوا ونفذوا الجريمة، وقالوا نحن من قتلنا محمد البراهمى وقبله قتلوا المناضل اليسارى شكرى بلعيد واعترفوا بذلك. 

هؤلاء يرفعون شعار أيها التونسيون نحن قادمون إليكم بالذبح، ولم تتخذ حكومة الإخوان وقتها أى إجراء ورفعنا أمرنا فى هذه الجريمة للقضاء، ووقتها كانوا جاثمين على أجهزة الدولة وكانت المسألة معقدة جدًا، وبسبب مواقفى صدر أيضًا ضدى فتوى بالقتل، وذلك بعدما فضحت مشروع الإخوان فى تونس، لكن الدولة وفرت لى حراسة أمنية.

■ ما وجهة نظرك فيما يسمى الربيع العربى؟

 الربيع العربي مشروع صهيونى بـ«امتياز»، الهدف منه إسقاط الأنظمة الوطنية والتسلل لتفكيك الدولة، وفى تونس التجربة كانت مختلفة عن سوريا والعراق وليبيا، فتونس بها مجتمع مدنى قوى جدًا ومؤسسة الدولة قوية وحاولوا أن يسقطوها لكنها لم تسقط.

■ كيف ترين ما يحدث فى سوريا الآن؟

 ما يحدث اليوم فى سوريا، بعد إسقاط النظام السورى وتدمير الجيش، مؤشر سيئ جدًا ربما تعود الفترة الدموية ونحذر من المشاريع التي تستهدف الدول الوطنية فى البلدان العربية، ولا يجب أن ننسى مشاهد المذابح والتفجيرات التي مرت علينا عبر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعى.

أقول ربنا يحقن دم الأبرياء، هؤلاء هدامون الإرهابيون يتقدمون ويتقدم خلفهم الاحتلال الإسرائيلى، واستطاعوا بالتواطؤ اليوم احتلال سوريا، وهذا ما يتمنونه إسقاط الدول والأنظمة الوطنية الثابتة والمتماسكة، ولذلك نقول الحذر ثم الحذر. 

وفى تونس بعهد الإخوان، أرسلوا عشرات الآلاف من المرتزقة التوانسة لسوريا وللخارج، ودربوهم خلال فترة حكم راشد الغنوشى، ثم حصلوا على مكافأة وعائلاتهم أسكتوهم من أجل الوصول بسوريا إلى أن تحتل إسرائيل أراضى جديدة منها، فالإخوان خدم الكيان الصهيونى ينفذون مشاريعهم بكل جدية وانضباط.

■ ما الشواهد على ذلك؟

 أخذوا الآلاف من التوانسة وسفروهم ورتبوا شبكات التسفير لسوريا من أجل قتال الشعب السورى، بدعوى الجهاد ضد الطاغية ودعم الديمقراطية، لذا نرى ما نراه اليوم فى سوريا، وهذه هى الديمقراطية التي وصلوا إليها، فالشعب يذبح على الهوية، وسوريا أصبحت محتلة من جانب إسرائيل.

■ ..حدثينى عن خلفية تسفير التونسيين إلى سوريا؟

 اليوم العديد من قيادات الإخوان موقوفون بالسجون، على خلفية تسفير الشباب، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الأسبق على العريض ووزير العدل الأسبق نورالدين البحيرى، فخلال فترة تأسيس الدستور بالمجلس الوطني صرح العديد من قيادات الإخوان تحت قبة المجلس بالانتصار للثورة السورية، والتي أسميها «ثورة الإرهاب»، ومنهم أبويعرب المرزوقى، والحبيب اللوز، والصادق شورو، وغيرهم.

 

 

 

وعدد من الإرهابيين ممن تم إلقاء القبض عليهم اعترفوا بأنهم تلقوا تدريبات متقدمة فى سوريا، بعد تسفيرهم إلى هناك، وكوننا برلمانيين عندما قمنا بزيارة سوريا التقينا عبر السلطات السورية العديد من الإرهابيين التونسيين الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية، وتحدثنا مطولًا إليهم عن ظروف مجيئهم إلى سوريا، والتي تتلخص فى تسهيلات من تونس ودعم ورعاية من جهات فى سوريا حتى وصولهم إليها. 

إلى جانب ورود تصريحات مصورة «فيديوهات»، من طرف بعض هؤلاء الإرهابيين بمسؤوليتهم عن تنفيذ عمليات إرهابية فى تونس ومنها الاغتيالات السياسية، وهدّدوا التونسيين «بالزحف والذبح والتنكيل».

■ البعض يرى أن الربيع العربى استهدف نشر الديمقراطية؟

 الديمقراطية والحرية والشعارات الفضفاضة، مجرد مساحيق تستعملها الجماعات الدينية لزعم أن ما يفعلوه يحقق صالح الشعوب والتنظيمات تنفذ مشروعات معادية للأمة العربية.

■ تحدثت عن مخططات الإخوان فى تونس.. ما هذه المخططات؟

 تسلموا الحكم وأصبحوا على رأس الدولة أغلبية برلمانية، وشكلوا الحكومة، وسيطروا على دواليب الدولة، ودخلوا فى علاقة ثأر مع الشعب، وعندما تسلموا الحكم فى تونس استغلوا رجال الأعمال الذين طالبت الثورة بمحاسبتهم وإرجاع الأموال التي أخذوها بدون ضمانات، وتحالفوا معهم واستعانوا بهم فى الحملات الانتخابية، كما وظفوا الدولة وإمكانياتها لصالح حزبهم الإخوانى، واستغلوا فقر الناس وكانوا مكلفين بمهمة وظهرت الجماعات الإرهابية فى تونس، وبعضهم تستر تحت مسمى نشر الإسلام والدعوة الإسلامية، وبوادر العنف لم تظهر فى البداية ولكن ظهر التعنيف للمعارضين وضربهم وتهديد نواب البرلمان.

وقالوا سنسحق كل من يعارض الشرعية وكل ذلك كان لتهيئة الشارع التونسى لنشر الإرهاب وإطلاق الرصاص والقتل، والذي ظهر فى أول سيطرتهم على السلطة ودواليب البلاد، وتم فى البداية اغتيال المناضل شكر بلعيد، وهو مناضل يسارى فى 6 فبراير 2013 وبعدها فى 25 يوليو اغتالوا الشهيد محمد البراهمى فى ذكرى عيد الجمهورية. 

 ثم بعد ذلك كثرت العمليات التي تستهدف الأمن والجيش والحرس الرئاسى، ووقع حدث كبير فى قلب العاصمة، وهو تفجير أتوبيس يحمل أعوان الحرس الرئاسى وبصمتهم تركت جراحًا عميقة جدًا لدى التونسيين.

■ ماذا عن دعاة عودة ما أسموه بالربيع العربى؟

 لو كان ربيعا لكنا تمسكنا به رغم الجراح، ولو كان عربيًا كان سيحتفى به الشعب العربى وسيفرح لنا العالم، فالربيع هو أن تتحول حياة الناس من البؤس والشقاء والفقر والحرمان والجهل إلى حياة أرقى ووضع أفضل، ولكن ما حدث إغراق أبناء هذه الأمة فى الدماء والجراح، وهو مشروع صهيوني بامتياز، وأصبحت منطقتنا مهددة فى أمنها واستقرارها منذ أن تمكن الإخوان من السلطة فى العديد من الدول العربية.

فى تونس على سبيل المثال، ما زلنا مهددين لأن هؤلاء تدعمهم قوى خارجية والإخوان أدواتهم الداعشية لخدمة مشروع صهيونى لضرب المنطقة وما حدث من مجازر ووصولهم للحكم حدث بقرار صهيونى أمريكى، وتدربوا فى المراكز الأمريكية والأوروبية، واستطاعوا الوصول للبسطاء بالحديث عن الجانب الدينى، وتمكنوا من السلطة وغربت شمسهم فى بعض البلدان، وراشد الغنوشى فى السجن، والأمين العام لحركة النهضة بالسجن، ورئيس كتلة حركة النهضة بالبرلمان بالسجن والعديد من رجال الأعمال الفاسدين الذين تداخلت مصالحهم مع الإخوان، أيضًا أصبحوا فى السجن بتهم كبيرة وثقيلة ومنها اتهامات بالتآمر مع دول أجنبية والتنسيق مع تنظيم إرهابى وسرقة الأموال العمومية من خزينة الشعب، وغير ذلك كثير لم يكن ربيعًا عربيًا ولكنه كان ربيعًا أمريكيًا إسرائيليًا. 

أما ما حدث فى سوريا أكبر فضيحة وكانوا يتباكون على الديمقراطية وحقوق الإنسان، فجاءهم «الجولانى» وإذا أرادوا فليستمتعوا بديمقراطية داعش ودخول إسرائيل لبلدهم.

 

 

 

■ تحدثت عن إشادة زوجك بالتجربة المصرية بعد 30 يونيو، فماذا قال؟

 الشعب المصري قدم عددا كبيرا من الشهداء فى مواجهة إرهاب الجماعات الخبيثة والسرطانية، وهنا يجب أن نترحم على شهداء العمليات الإرهابية من قوى الأمن والجيش ومن المدنيين الأبرياء، وزوجى عرف عنه معارضته للفكر الإخوانى، وكان متدينا ويحج البيت الحرام، ويصلى، ولم يتم المدة النيابية لأنه تم اغتياله قبل إتمام هذه المدة 25 يوليو 2013، فهو له مواقف عديدة وكان يشرح مخططات الإخوان فى سوريا وليبيا التي مزقتها الميليشيات المسلحة. 

وكان دائمًا يقول هؤلاء مجندون لتحقيق أمن إسرائيل، ولو كانوا مجاهدين فليحرروا فلسطين ويتركوا الأنظمة الوطنية التي تحاول الحفاظ على المجتمعات، ونقول فى مصر ذهب محمد مرسى، وبقيت الدولة وتنفس الشعب المصري الصعداء، وانشغلت الدولة المصرية بالبناء، وهذا نراه واضحًا للعين خلال زيارتنا لمصر، فمصر غادرها الإخوان وتشهد استقرارا اجتماعيا وأمنيا وتقوم بالبناء، وتونس الآن بخير بدون ما يسمونه «النهضة الإخوانية». 

■ حدثينا عن التجربة الانتخابية التي خضتها؟

 بعد وفاة زوجى، خضت الانتخابات فى أكتوبر 2014، وحصلت على مقعد البرلمان حتى 2019، وقلت للإخوان إنكم إرهابيون وعصابة معادية للشعب التونسى، وإن إرادتكم ليست بأيديكم ولديكم أجندات تنفذونها، وأنتم أعداء تونس ومصالح تركيا تهمكم أكثر من مصالح بلدنا.

«النهضة التونسية» كانت تمثل تنظيم الإخوان العالمى، وعارهم إراقة دماء الأبرياء وتنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية ولا يوجد لهم وازع وطني.

وصلتنى التهديدات الإرهابية لتصفيتى فى يناير 2020، والداخلية فرضت إجراءات للحماية وأرواحنا ليست أعز من غيرنا، فهؤلاء جماعة إرهابية منافقة من يختلف معهم فى الرأى يقتلوه. 

■ ماذا سيحدث للحرائر السوريات؟

 لا شك لا بد من احترام هيبة الدولة، تحت شعارات الحرية والديمقراطية هل نقبل بالدواعش، ويا ويل الشعب السورى من هذه الجماعات التي تمارس القتل على الهوية والتنكيل والإعدامات، وشاهدنا من قبل مشاهد مفزعة ولا حرية ولا ديمقراطية، ونحذر من التنكيل بالشعب السورى على يد هذه الجماعات.

■ ما هى رسالتك لتحقيق الأمن فى البلدان العربية؟

 أقول فقط يكفى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طهر البلاد من عصابات الدم فى مصر، ونعلم حجم الجرائم التي ارتكبوها فى حق الشعب المصري، وكم أراقوا من دماء وذبح وتفجيرات وقتل وتفجير الكنائس ليدخل الشعب المصري فى حرب أهلية، نفس الأمر بالنسبة لقيس سعيد يكفى أنه نقى البلد من الإرهابيين.

والتنقية لا تعنى أنهم لن يعودوا فهم مجرمون وخبثاء، إرهابيو القلب مظلمو الفكر وقد يتسللون فى أى فرصة، وما يحدث فى سوريا قد يفتح شهيتهم وهنا نقول لا بد من الدفاع عن أمن الشعوب. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز