عاجل
السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي

صدق أو لا تصدق: الطريق إلى داعش يبدأ من بلجيكا!

أسئلة كثيرة حول مصير من يطلق عليهم اسم FTF، أو «المقاتلون الإرهابيون الأجانب»، لا سيما أولئك الذين يعتبرون بلجيكيين.. تجددت الأسئلة بعد سقوط الأسد فى سوريا.



ففى الشهور القليلة الماضية، غادر عدد كبير من هؤلاء المقاتلين من بلجيكا بعد تلقى تدريبات قتالية مكثفة لتنفيذ أعمال مسلحة فى سوريا.

حتى وقت قريب، تم العثور على عدد كبير من القوات البلجيكية، فى منطقة إدلب، مصير المقاتلين الإرهابيين الأجانب البلجيكيين فى المنطقة غير مؤكد حتى الآن والبعض غادر بالفعل منطقة الصراع السورى وعادوا لبلجيكا بتعهد عدم الخوض فى هذه الأفعال ويخضعون لمراقبة متعددة التخصصات فى إطار استراتيجية مكافحة الإرهاب والتطرف.

 

التطرف فى المدارس

 

زادت التقارير عن الكلمات والسلوكيات المتطرفة فى المدارس البلجيكية، لطلاّب هم أبناء الفارين من بلادهم الأصلية الحالمين بالثراء ومعيشة رغدة المصدومين بالحقيقة وقبح الواقع والعيش على فتات معونات الحكومة فى بيوت خشبية أو من صفيح.

فقر لم يروه حتى فى بلادهم يصاحبهم اليأس والمال لا يطرق بابهم إلا مرتديا زى التطرف والعنف دولارات سخية وتدريبات شاقة، سفر إلى الشرق الأوسط وينتهى الشخص إرهابيا يطبق الحد والقتل الجائر وشريعة الغاب.

 عانت بلجيكا طويلا من الإرهاب وكلما انهار نظام أو دولة هرع الآلاف يطلبون اللجوء والنهاية معروفة، لم يعد الأمر يحتمل لابد من إنقاذ عقول هؤلاء المقاتلين الأجانب والتعامل معهم بشكل أكثرقربا ودقة وفى سنوات أبكر كثيرا من أن يقدروا فيها على حمل السلاح.

 

مغالاة فى إظه ار الهوية الدينية 

 

 بعد صدور كتاب عن «صعود الإسلاموية فى المدارس البلجيكية الناطقة بالفرنسية» أطلق ممثلو العالم العلمانى «صرخة الإنذار» خاصة أن هذه الظاهرة لا تزال حديثة يرفض أصحاب المصالح فى المدارس هذا التركيز على الإسلام ويدعون إلى مراعاة الفروق الدقيقة فى مواجهة القضايا التعليمية.

صعود الإسلام السياسى الجهادى فى المدارس البلجيكية الناطقة بالفرنسية هو موضوع تحقيق غير مسبوق أجراه الصحفيان لورانس دونت وجان بيير مارتن.

 

أسلمة المدارس

 

فى كتابهم، «ليس لله شىء فى صفى»، وهو عبارة عن سلسلة تحقيقات صحفية تم ضمّها فى كتاب يتحدث عدد كبير من المعلمين حوالى ستين شخصا يكسرون لأول مرة حاجز الصمت بشأن الانتهاكات الدينية المثيرة للقلق فى المدارس بين الأطفال وأوساط المراهقين ألا وهو أسلمة المدارس.

من خلال شهادات بلا اسم خوفا من الاستهداف، نرى حجم المشكلة، هؤلاء المعلمون يتحدثون لأول مرة بصوت عالٍ وواضح للتنديد بإساءات الممارسات الإسلامية فى الفصول الدراسية.

«فى بلجيكا، المدارس التي استهدفها الإسلاميون: «الفتيات الصغيرات محجبات قسرا يجرى لبعضهن عمليات ختان سرا ويقولون عملية تجميل ويضربن بقسوة والأولاد الصغار مجبورون على قراءة كتب عن الجهاد والقوامة وضرب النساء ومعاقبة الزوجات «تعاليم الإسلام»!!

فى المقابل وكرد فعل لهذه المحاولات الشرسة لفرض كل ماهو إسلامى طالبت المؤسسات التعليمية هناك «بإعلاء الهوية المجتمعية».

 

الاستراتيجية الإسلامية

 

«يشكو المدرسون أن الأطفال المسلمين عنيدون جدا منذ رياض الأطفال فصاعدا، يرفض الطلاب تلوين الخنازير الصغيرة! فى سن السادسة، عندما تسأل طفلًا من هو أهم شخص بالنسبة له، يجيب الله»، يخلطون بين الدين والخرافات، يعتبرون شارب الخمر ملعونا وكل من هو غير مسلم كافر وكل امراة بلا حجاب منحرفة!

 

تشوه الأفكار

 

يقول المدرسون البلجيكيون المشاركون فى الحوار: إن رؤية هؤلاء الأطفال تتشوه أفكارهم وقناعاتهم مع شعورنا بالعجز عن فعل شىء إضافة لتهديدنا بالتهم الجاهزة أننا أعداء للدين، وبالتالى أعداء لله أى كفار ملحدين ليكون مصيرنا القتل ذبحًا فى النهاية!

فى بلجيكا، كما هو الحال فى فرنسا، يتعين على الأساتذة أحيانًا مواجهة تحديات وصراعات أمام تلاميذهم تفوق قدراتهم على المحاربة بإصرار.على سبيل المثال الرافضين أن ترتدى الفتيات الحجاب فى المدارس يواجهون تكتيكات ملتوية وخبيثة تضعها الفتيات الراغبات فى ارتداء الحجاب داخل المؤسسات التعليمية، مع الضغوط التي تمارسها بعض الأسر، مع جبن بعض المسؤولين الذين يفضلون أحيانا غض البصرفى حالة وقوع صدام.

 ويصل الأمر أحيانا حد التطاول اللفظى ووصفهم بـ «كارهى الإسلام أعداء الله وعبدة الطاغوت» واتهامهم بالتفاهة وأن نهايتهم معروفة.

إن إيواء إرهابيين وصمة تحاول بلجيكا التنصل منها بالنصيحة فى المدرسة ودور العبادة وتحرير الناس من الخوف للتحدث علنًا عن موضوع كان حتى الآن من المحرمات.

تحقيق الهدف يمثل اليوم نجاحًا كبيرًا رغم أنه لم يعجب الكثيرين ووصل الأمر بتلقى تهديدات من مجموعة صغيرة من الشباب، معظمهم من الطلاب، يطالبون بإزالة الكتاب الذي يحوى شهادة المدرسين من الرفوف وإلا أحرقوه. مجموعة أوراق مضمومة فى كتاب تخيفهم لهذه الدرجة.

تجدر الإشارة إلى أن المعلمين فى بلجيكا، وهم عمومًا تقدميون إلى حد ما ويميلون إلى اليسار إلى حد كبير، واجهوا حتى الآن صعوبة فى طرح موضوع صعود الإسلاموية فى المدرسة. خوفًا من أن يوصفوا بأنهم «كارهون للإسلام»، أو أن يستهدفهم زملاؤهم، أو رؤساؤهم، أو نقاباتهم، أو آباؤهم. 

 

الوعى الجماعى

 

 اليوم اعترف ستون معلمًا يعملون من المدرسة الابتدائية إلى التعليم العالى اعترفوا أنهم غالبًا ما يشعرون بالعجز والوحدة الشديدة عند مواجهة هذه الأسئلة وهذه الاعترافات بداية لرفع مستوى الوعى الجماعى وكشف الحقائق والتعامل معها حتى تنتهى وينتهى معها التهديدات ومأساة الإرهاب.

 

نساء وأطفال

 

يوجد 8000 طفل وأكثر من 4000 امرأة، بالإضافة إلى مقاتلى داعش، وفصائل أخرى، منها متطرف ومعتدل من سكان 53 دولة يحاربون فى سوريا !

هذا الوضع بهذا العدد وهذه الظروف يعد أزمة دولية ويجب إيجاد حل دولى.لها «للأسف، لم تستجب العديد من الدول تم إعادة أقل %10 من الأطفال بداعش إلى بلدانهم الأصلية».

بلجيكا تعمل بنشاط، برغبة أكيدة لإعادة أطفال الجهاديين المحتجزين فى معسكرات فى سوريا إلى وطنهم.

 

صداع مزمن

 

وفقًا لآخر الإحصائيات، بلجيكا لديها أعلى معدل للمقاتلين الإرهابيين الأجانب فى أوروبا لا يزالون فى شمال غرب سوريا تم التعرف على 596 مقاتلًا إرهابيًا أجنبيًا بلجيكيًا، فى منطقة الصراع العراقى السورى اعتبارًا من 27 نوفمبر 2024.

 ويعتبر هؤلاء المقاتلون بلجيكيين، ليس بسبب جنسيتهم، بل لأنهم كانوا يقيمون فى بلجيكا وقت مغادرتهم إلى هذه المنطقة.

بعض من هؤلاء البلجيك ينتمون حاليا لهيئة تحرير الشام، الجماعة التي أطاحت ببشار الأسد،كما تم العثور على عدد محدود من المقاتلين البلجيكيين، حتى وقت قريب، فى منطقة إدلب.

فى بلجيكا أيضا فى شمال أفريقيا وتم اكتشاف الشبكات اللوجستية التي تستخدمها الحركات الإرهابية الجهادية وتم إنشاء شبكات مرتبطة بتنظيم القاعدة فى بلجيكا وتمكنت من تجنيد أشخاص متطرفين هناك للحصول على الدعم اللوجستى والتسهيل والتمويل والتجنيد.

هكذا ظهرت ظاهرة «المقاتلين الإرهابيين الأجانب». وهؤلاء هم البلجيكيون المتطرفون الذين سافروا إلى سوريا والعراق لتنفيذ هجمات إرهابية أو ليصبحوا نشطين كمقاتلين جهاديين. كانت موريل ديجوك، البلجيكية المتطرفة التي نفذت هجومًا انتحاريًا فى العراق عام 2005، أول انتحارية غربية تخدم جماعة إرهابية إسلامية.!

وفى أعقاب الهجمات، ارتبط الإرهاب فى السنوات الأخيرة بالجهادية العنيفة. لكن الإرهاب يمكن أن يشير أيضًا إلى معتقدات وأيديولوجيات سياسية معينة، وفقًا لجان تشارلز بريسارد، رئيس مركز تحليل الإرهاب، وهو مركز أبحاث متخصص فى قضايا الإرهاب الإسلامي، فإن «بعضهم شغل مناصب مهمة داخل حركة هيئة تحرير الشام التي كان مقرها آنذاك فى منطقة إدلب». تشير تقديراتنا إلى أن هناك ما يقل قليلًا عن 200 فرد من الجنسية الفرنسية - رجال ونساء وأطفال قد تم تدريبهم داخل هذه المنطقة الجغرافية.

 

نقلا عن مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز