الذكري الـ 26 علي رحيل "بنت الشاطئ" عائشة عبد الرحمن
سلمي السلنتي
تمر اليوم ذكرى رحيل الدكتورة عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ إذ رحلت فى 1 ديسمبر 1998.
ولدت عائشة محمد على عبد الرحمن في 1912 بدمياط، لأسرة محافظة متوسطة الحال وكان والدها عالمًا من علماء الأزهر كذلك كان جدها عالمًا في الأزهر وواحدًا من رواده، فتفتحت مداركها منذ الصغر على العلم كما تربت تربية إسلامية أسهمت كثيرًا في رحلتها العلمية.
تلقت بنت الشاطئ تعليمها الأولى في كتاب القرية فحفظت القرآن، ولما أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر رفض والدها عملا بتقاليد ذلك الزمان، التي تقضى بعدم خروج البنات، فتلقت تعليمها بالمنزل، وأبدت تفوقا على مثيلاتها في الامتحان، ثم حصلت على شهادة المعلمات وشهادة الكفاءة عام 1931 ومنها إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية، والماجستير مع مرتبة الشرف.
اقتحمت مجال الكتابة الصحفية منذ كانت سنها 18 سنة في مجلة “النهضة النسائية”، وبعدها بعامين بدأت الكتابة، كانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار، فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمي إلي شواطئ دمياط التي كانت تجلس عليها لكتابة المقالات.
فكانت أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوائل من اشتغلن بالصحافة من السيدات، ومن مؤلفاتها التفسير البيانى للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، فضلا عن سيرتها الذاتية بعنوان “على الجسر.. سيرة ذاتية”، تزوجت من أستاذها بالجامعة أمين الخولى، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وواصلت مسيرتها العلمية فنالت الدكتوراة عام 1950، وناقشها فيها الدكتور طه حسين.
شغلت بنت الشاطئ عدة مناصب منها أستاذ التفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان، والخرطوم، والجزائر، وبيروت، وجامعة الإمارات ، وكلية التربية للبنات في الرياض ما بين عامى، وخرجت من تحت يدها أجيال من العلماء والمفكرين فى الدول التي قامت بالتدريس بها.
حصلت الدكتورة عائشة عبد الرحمن على العديد من الجوائز كما حظيت بالتكريم في عدد من المناسبات، فنالت وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1973 من مصر، وجائزة مجمع اللغة العربية لتحقيق النصوص 1950، وأخرى في القصة القصيرة عام 1953، الجائزة الأولى في الدراسات الاجتماعية والريف المصري 1956، وحصلت في المغرب على وسام الكفاءة الفكرية عام 1967، جائزة الدولة التقديرية 1978، جائزة الآداب من الكويت 1988، كما حصلت على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1994، كما تم إطلاق اسمها على الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في عدد من الدول العربية. توفيت بنت الشاطئ في 1 ديسمبر 1998.