عبدالصادق الشوربجى: سنعيد التوازن المالى للمؤسسات الصحفية خلال الفترة المقبلة
«الوطنية للصحافة».. الاستمرار فى دعم الصحافة القومية
عبدالوكيل أبوالقاسم
وجه المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على تجديد الثقة فيه، كرئيس للهيئة لفترة جديدة، مؤكدًا أن التكليف يحمله مسؤولية أكبر بعد أربع سنوات من العمل المتواصل، كما توجه بالشكر إلى أعضاء الهيئة السابقين، لما بذلوه من مجهود كبير وتحقيق نجاح فى كل الملفات المهمة.
وحول خطة المرحلة المقبلة، أكد رئيس الهيئة، أنه سيتم العمل على استكمال الخطوات السابقة، مضيفًا أن التحدى الكبير الذي يواجه صناعة الصحافة فى مصر والعالم العربي، ليس وليد اليوم، لكنه يرجع إلى فترة كبيرة، إذ تولى المسؤولية خلال الفترة الماضية، فى ظل صعاب كثيرة مثل جائحة كورونا والأزمة «الروسية_الأوكرانية»، اللتان أثرتا كثيرًا فى صناعة الصحافة ورغم ذلك، فقد عمل الهيئة فى هذا الملف واستطاعت تحويل التحديات إلى إيجابيات.
وتابع: «فى الفترة الماضية، أحرزت مؤسسات صحفية تقدما ونجاحا، ولدينا خطة للسنوات الأربع المقبلة، ستحقق من خلالها عدد من المؤسسات الصحفية القومية التوازن المالى»، مشيرًا إلى أنه ضمن خطة العمل، تحدى الصحافة الرقمية من خلال تحديث البوابات الإلكترونية لجميع المؤسسات الصحفية، وهو ما لم يكن موجودًا عند توليه رئاسة الهيئة، علاوة على العمل على استثمار الأصول، بالإضافة إلى نجاح استعادة الأصول الثابتة للمؤسسات الصحفية غير المستغلة بموافقة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء؛ من أجل استثمارها.
وحول المشروعات الاستثمارية الأخرى، كشف أن هناك مشروع إنشاء الجامعة الجديدة لمؤسسة الأخبار، تضم 4 كليات فى مرحلتها الأولى، وينتظر الحصول على التراخيص اللازمة، مع الحفاظ فى نفس الوقت على الأكاديمية، كما تم فتح المظاريف الفنية والمالية لمدرسة الأخبار بالقطامية.
وأوضح «الشوربجى»، أن الدعم الحكومى يغطى 22% من إجمالى مصروفات المؤسسات، لافتًا إلى أن الباقى يجرى العمل على تغطيته عبر المجهودات والاستثمارات؛ وذلك لتلبية احتياجات المؤسسات الصحفية.
وعن ملف المؤقتين بالمؤسسات الصحفية، قال رئيس الهيئة: «تم تشكيل لجان من رؤساء التحرير ونقابة الصحفيين لامتحان بعض المتدربين بالصحف القومية تمهيدًا لتعيينهم»، موضحًا أنه سيجرى استيفاء بعض البيانات الخاصة بالمتدربين فى الفترة المقبلة وذلك للنظر فى التظلمات الكثيرة، وفحص التظلمات والبدء بجدولتها على مراحل خلال الفترة المقبلة.
بدوره، قال الكاتب الصحفى علاء ثابت عضو الهيئة الوطنية للصحافة، رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق: «تجربة رئاستى لتحرير الأهرام كانت ثرية، وعرفت من خلالها حجم التحديات التي تواجه الصحافة، والإعلام بشكل عام، لكنها تظل تجربة جزئية تتعلق بمؤسسة واحدة، أما عضوية الهيئة الوطنية للصحافة فإنها أوسع وأشمل، لأنها تتعلق بمنظومة الصحافة القومية ككل، وتتطلب رؤية واسعة تشمل مختلف المؤسسات، وتعرف إمكانيات وطاقات كل مؤسسة، والمشكلات التي تواجه تفعيلها، وكيفية تجاوزها، حتى ينجح الإعلام الوطني فى تأدية دوره، وأن يكون على مستوى التحديات التي نواجهها، وأن يسهم فى تحقيق آمالنا الوطنية، بدعم كل ما هو مفيد، وأن يشحذ الهمم، ويكشف العراقيل وسبل تخطيها، أى أنه يشارك مختلف مؤسسات الدولة فى تحقيق أدوارها، وأن يقدم للشعب الصورة الحقيقية والمعلومة الدقيقة، ويسهم فى تشكيل الوعى الوطني، فى توقيت نحتاج فيه إلى التماسك والترابط والفهم المشترك والمساهمة الجماعية فى بناء».
وحول مسألة استغلال أصول المؤسسات الصحفية، أكد عضو الهيئة الوطنية للصحافة، أنها ضرورية من حيث المبدأ، فكل أصول يجب أن تكون لها عائد، لكن ليس العائد المالى فقط، بل بالأساس ما هو ضرورى لكى تقدم المؤسسات الصحفية إعلامًا مؤثرا وصادقا وكفؤًا، وهذا هو الهدف الأساسى، مع السعى إلى تحقيق مردود وعائد يسهم فى تطوير المؤسسات، ويزيد من قيمتها السوقية، متابعًا: «نحن فى عالم يقوم على أسس اقتصادية، لهذا علينا أن ندرس السبل المناسبة لتوظيف تلك الأصول، بما يحقق مصلحة المؤسسات الإعلامية ويطورها، وأيضا يحقق الهدف العام من عدم هدر تلك الطاقات والأصول، ويحقق أعلى استفادة منها».
فيما أكد الكاتب الصحفى سامح محروس، مدير تحرير جريدة الجمهورية، وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن المشاكل التي تعانيها الصحف القومية حاليًا ليس للعاملين بها أى ذنب فيها، لكنها حصيلة تراكمات قديمة، ومشاكل اقتصادية عالمية، حيث تواجه عثرات كبيرة بعد جائحة «كورونا» والحرب «الروسية_ الأوكرانية»، فكل هذه الأزمات ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمى والمحلى، وبدون شك على المهنة وصناعة الصحافة، حيث تأثرت أسعار الورق عقب ارتفاع الدولار، ما أثر بشكل كبير على تكلفة إنتاج الصحف الورقية وكلفة إنتاج العمل الصحفى».
وتابع: «هناك جزء آخر متعلق بالتطوير، فهناك من 40 إلى 50% من الأزمة مسؤولية الصحفى، فلا بد من تطوير المحتوى الصحفى، لإعادة القارئ لشراء الصحف، فالقضية ليست التحول الرقمى فقط، فالحل يكمن فيما يتم تقديمه للقارئ ليعود لشراء الصحيفة».
وحول ملف التدريب، شدد على أهمية الاستثمار فى العنصر البشرى من خلال استحداث الأساليب العلمية، وتأهيل العاملين من خلال توفير منح للتدريب الخارجى والداخلى، مشيرًا إلى أنه سيعمل على ملف التدريب حتى يتمكن من إدخال أفكار جديدة لتطوير مستوى العاملين بالمؤسسات الصحفية.
وتابع: «الصحافة القومية كنز ثقافى ومعرفى مهم جدًا للدولة المصرية، ولا يجوز بأى حال من الأحوال التفريط فيه، بل يجب بذل كل جهد للحفاظ عليه»، مشددًا على أن الصحافة القومية أهم أذرع القوى الناعمة التي تملكها مصر على الإطلاق.
واستطرد: «خلال الأسابيع الماضية، احتفلنا بمرور أكثر من مائه عام على تأسيس دار الهلال ومجلة «المصور»، وقبلها الأهرام والأخبار، فضلًا عن أن عمر جريدة الجمهورية تجاوز السبعين عامًا، وهذا يعنى أن هذه المؤسسات والجرائد المصرية أقدم من دول كاملة، ولا بد من وجود الملاءة المالية، فهناك أفكار كثيرة لا بد من استثمارها»، مضيفًا أن “بيزنس” الإعلانات مهم جدًا، علاوة على استغلال الأصول فى مجال “التعليم” و”الأندية”، مثل مؤسسة الأهرام، إذ يجب تعميمه فى باقى المؤسسات، ولا بد من تشكيل لجنة لإدارة أصول المؤسسات الصحفية.
وشدد محروس، على أن ملف حوكمة وإدارة المؤسسات الصحفية القومية، سيكون له الأولوية خلال الفترة المقبلة، للنهوض بالمؤسسات الصحفية القومية التي تواجه عثرات كبيرة، مضيفًا: «لدينا تجارب عالمية فى إدارة المؤسسات الصحفية الورقية سنستفيد منها، علاوة على تطوير نظم الإدارة والتمويل والإصلاح المالى والإداري والهيكلى، وإحداث تطوير شامل للمؤسسات القومية».