حكومة تصفية الحسابات
العالم يخشى «ترامب»
ابتهال مخلوف
منذ إعلان فوزه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، لم يدع الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب دقيقة بدون الإعلان عن خريطة تشكيل إدارته وقرارات خطيرة تكشف عن ملامح مثيرة للسياسة الأمريكية سواء فى الداخل أو مع العالم.
وفى خطوة أحدثت هزة فى الأسواق العالمية، هدد ترامب بفرض رسوم على كل المنتجات الواردة للولايات المتحدة من الصين وكندا والمكسيك فى أول يوم له بالبيت الأبيض بعد حفل تنصيبه فى 20 يناير المقبل، بهدف وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات للولايات المتحدة.
وأكد ترامب فى منشور على منصة تروث سوشيال أنه سيستخدم أمرا تنفيذيا لفرض 25% تعريفة على البضائع من كندا والمكسيك حتى يتوقف المهاجرون والمخدرات عن القدوم إلى لبلاده خاصة مخدر الفنتانيل.
وهدد أيضًا بفرض تعريفة إضافية بقيمة 10% على كل المنتجات القادمة من الصين، مبررًا ذلك بأنه يتم تهريب من الصين مخدرات لبلاده ولم ينفذ مسؤولون صينيون عقوبة الإعدام، على أى تجار مخدرات يتم القبض عليهم.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هذه الرسوم الجمركية ضد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لواشنطن تهدد بزرع الفوضى فى علاقات أمريكا الدبلوماسية والتجارية، وسوف تنعكس سلبًا على سلاسل التوريد العالمية والشركات متعددة الجنسيات.
وحذرت الصين، عبر ليو بينجيو، المتحدث باسم السفارة الصينية فى واشنطن، من أن “لا أحد سيحقق النصر فى حرب تجارية”، فيما رفضت كندا هذه الرسوم الجمركية مذكرة ترامب بدورها “الأساسى لإمدادات الطاقة” لواشنطن.
وقالت وزيرة التجارة الكندية مارى إنج: “ فرض الرسوم على الواردات سيؤدى إلى مزيد من التوترات بين الولايات المتحدة وكندا، وهو ما يعارض مصالحنا المشتركة”.
وفور إعلان ترامب تراجع الدولار الكندى والبيزو المكسيكى أمام الدولار، الذي ارتفع بمقدار 2% مقابل البيزو و1% أمام الدولار الكندى.
كما انخفضت الأسهم الأوروبية لتراجع أسهم شركات السيارات وسط مخاوف أن تشهد أوروبا مصيرًا مشابهًا فى حرب تجارية عالمية محتملة.
وشهدت البورصة اليابانية انخفاضًا، حيث تراجع مؤشر “نيكاى” اليابانى بنسبة 2% بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين وجارتيه كندا والمكسيك.
وخلال 3 أسابيع فقط كشف دونالد ترامب عن غالبية التعيينات فى إدارة البيت الأبيض ومستشاريه والمناصب الوزارية، وأبرز المناصب الأمنية والاقتصادية الحساسة فى إدارته الجديدة.
وأثار اختياره لمات جيتس وزيرًا للعدل عاصفة بين نواب الحزب الجمهورى فى مجلس الشيوخ جراء ارتكابه فضائح أخلاقية فاضطر إلى تعيين المدعية العامة السابقة لفلوريدا، بام بوندى، بديلة له وهى من المقربين منه وعضو فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة البرلمانية التي كانت ترمى لعزله عام 2020.
وفى بادرة اعتبرها المراقبون من قبيل تصفية الحسابات مع خصومه، كتب ترامب على منصته «تروث سوشال»: «لفترة طويلة، استُخدِمت وزارة العدل أداة ضدى وضد جمهوريين آخرين، لكن ليس بعد الآن».
ويعد البعض هذه التعيينات بمثابة هيكلة المؤسسات الأمريكية وتحديًا للنظام السياسى التقليدى فى واشنطن وأداة بيد ترامب للانتقام من خصومه مثل وزارة العدل وال إف بى آى، لفتح تحقيقات رسمية ضد الرئيس بايدن وعائلته وطرد المدعى الخاص جاك سميث، الذي حقق بدور ترامب فى اجتياح الكونجرس فى يناير 2020.
ورشح لمنصب وزارة الدفاع العسكرى المتقاعد والإعلامى فى شبكة فوكس التليفزيونية «بيتر هيكست» الذي طالما هاجم الوزارة وكبار موظفيها خاصة من تم تعيينهم بناء على التنوع العرقى، وذلك رغم تورطه فى فضيحة جنسية، أرغمته على الدخول فى تسوية مالية مع المرأة التي اتهمته باستخدام العنف ضدها.
وكان الرئيس الأمريكى المنتخب قد رشح حاكم ولاية أركنسو السابق مايك هاكابي، وهو أيضا قس مع مدنى سفيرا لواشنطن فى إسرائيل، وهو من أشد المؤيدين لإسرائيل ولا يعترف بوجود الشعب الفلسطينى.