عاجل
السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مصادر تمويل جديدة لتطوير المؤسسات الصحفية المصرية

مصادر تمويل جديدة لتطوير المؤسسات الصحفية المصرية

بعد تعرَّض النموذج التجاري التقليدي للصحف "Traditional journalism" القائم على الإعلانات خلال العقد الماضي لأزمةٍ بسبب انحدار عائدات إعلانات الصحف؛ وفقًا لمركز بيو للأبحاث (2017م)؛ حيث انخفضت عائدات إعلانات الصحف بنسبة 62٪ تقريبًا، في الوقت الذي زادت فيه إيرادات الإعلانات الرقمية من 17٪ في 2011م إلى 29٪ في 2016م، وهو ما انعكس على انخفاض معدل التوظيف في غرف الأخبار في الصحف بنسبة 37٪ للفترة من: (2004م- 2015م) من: 65،440 إلى 41،400 ألف محرر.



ومع استحواذ الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي على نصيب الأسد من كعكة الإعلانات حول العالم؛ ومنها صحافة الإعلام الاجتماعيSocial Media News”" من إعلانات صحافة التيار السائد" main stream journalism"؛ حيث إنه من المتوقع أن يصل الإنفاق الإعلاني في سوق الإعلانات الرقمية إلى 740.3 مليار دولار أمريكي فى نهاية العام 2024الجاري، كما أنه من المتوقع توليد 70٪ من إجمالي الإنفاق الإعلاني من خلال الهاتف المحمول في عام 2028؛ ووسط انخفاضات حادة في حركة المرور من وسائل التواصل الاجتماعي، وما تتضمنه من قيم وتمثلات تتناسب مع طبيعة الشركات الرأسمالية التي تعمل في إطارها وسائط الإعلام الاجتماعي (Social Media News)؛ ثمة مصادر أخبار رقمية جديدة تصنف ضمن الجيل الثالث من وسائل الإعلام الرقمية بعد "المدونات، والمواقع الإخبارية الإلكترونية" تمثل نموذجاً جديداً من نماذج التمويل للأخبار الرقمية؛ ومنها مواقع تطبيقات تجميع الأخبار الإلكترونية الدولية والعربية مثل "نبض، أخبراك.نت، زاجل، جوجل نيوز، أوبرا نيوز"؛ وغيرها. وتعتمد مواقع تجميع الأخبار علي خدمة ملخص مكثف للموقع Syndication Simple Really (Rss) التي أطلقتها شركة "نت سكيب Net Scape "عام 1999م لتوحيد طرق بث الأخبار والمعلومات على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" نمطًا من أنماط المُمارسات التقنية والاجتماعية والاقتصادية، وواحدة من أهم الخدمات الإعلامية التقنية والتي تهدف إلى تسهيل الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة من خلال نسقٍ موحدٍ، وتهدف إلى زيادة عدد المُطلعين والزائرين للمواقع، وقد تم دعم إصداراتها جميعًا في متصفحات الإنترنت الحديثة مثل: "إنترنت إكسبلور، وفاير فوكس، ومجمّعات الأخبار".

ووفقًا لتقريرٍ صدر عن "Outsell" أشار إلى أن مُجمّعي الأخبار الأكثر أهمية من الصحف التقليدية؛ حيث 57% من مُستخدمي الوسائط الإخبارية يذهبون إلى المصادر الرقمية، ومن المرجّح أيضًا أن يتحوَّلوا إلى المُجمَّعات بنسبة (31%) مقارنة بالمواقع الصحفية بنسبة (8%) أو المواقع الإخبارية بنسبة (18%)، ويُظهر معهد رويترز في تقريرٍ صدر عنه عام (2015م) أن المُجمِّعين "Yahoo! News ، Google News Buzzfeed، Huffington Post ،MSN" يجتذبون 80٪ من الأخبار عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، وفي كوريا الجنوبية كل "Naver, Daum" اللذان حصل كلٌّ منهما على 55.4٪ و22.4٪ في مسار أخبار الإنترنت في عام 2016 ، بينما كان المسار إلى الصفحات الرئيسية للصحف 4٪ فقط في عام 2017م بحسب مؤسسة الصحافة الكورية، وهو ما أثار نقاشًا ساخنًا حول تأثيرات أخبار المُجمّعات على المدونات والمواقع الإلكترونية الإخبارية لإنتاج محتوى عالي الجودة وباعتبارها تُمثل الجيل الثالث من وسائل الإعلام الرقمية.

بتتبّع خريطة مواقع تجّميع الأخبار الدولية والعربية حول العالم؛ نجد أن أكثرها تفاعلاً من قبل جمهور المُستخدمين من القراء كل من مواقع: "أوبرا نيوزOpera News،  سي إن إن CNN جوجل نيوزGoogle News، أخبارك.نت Akhbarak.net، هافنجتون بوست The Huffington post، فرانس 24 France 24، ريديت Reddit، ياهو نيوز Yahoo  News، فيدلي Feedly، نيويورك تايمز The New York Times، رويترز Reuters News،  أ.ب نيوز Ap News، فليبورد Flipboard، نبض Nabd، الجارديان The Guardian، فاينينشال تايمزFinancial Times، مايكروسوفت نيوز Microsoft News، سمارت نيوز Smart News، ذا نيو ريبابليك The New Republic، زاجل Zagel ، ديللي نت Dailyhunt؛ وما تلاها من مجٌمعات إخبارية عربية أنطلقت منذ عام 2003 نجد أنها تجاوزت على المدى القصير نسب تحميلات كبيرة من المستخدمين تجاوزت الآلاف بل وصل بعضها للملايين لما تقدمه من خدمات إخبارية من آلاف المواقع الإخبارية الإلكترونية على نحو تفاعلى وفوري؛ وهي مجمعات تتبع من حيث أنماط ملكيتها بين التبعية لشركات البرمجيات، ويتبع بعضها لشركات اتصالات؛ بينما يتبع بعضها لمحركات بحث وشركات تكنولوجية ذات نشاط عالمي.

وبالنظر لمجمعات الأخبار كنماذج أعمال إخبارية جديدة تعظم من مصادر التمويل للمؤسسات الصحفية المصرية؛ نجد أن بعضها تصل إعلاناته لملايين المستخدمين، بينما أتجه بعضها لتقديم خدمات إخبارية باشتراك شهرى، بينما حقق البعض منها نسبة ارباح كبرى نتيجة استحواذها على حصة كبيرة من الإعلانات المبرمجة، بينما أطلق بعضها انطلاق خدمات للاشتراك بدون إعلانات، وهي خدمة اشتراك شهري وسنوي تقدم للمستخدمين تجربة خالية من الإعلانات وساهمت في تنويع مصادر إيرادات لتلك التطبيقات لما لاقته من رواج وقبول لدي المستهلك للأخبار في مصر والوطن العربي وعلي المستوى الدولي؛ وهو ما دفع تلك التطبيقات للانتشار والتوسع كنماذج أعمال رقمية في غضون سنوات قليلة وصدارة المشهد الإعلامي حول العالم وفي عالمنا العربي.

فى الوقت نفسه، يتوجب أن نلفت نظر القائمين على مؤسساتنا الصحفية لخطورة ظاهرة الباك لينك Backlink الباك لينك وهي الروابط الخارجية أو الروابط النصية أو الوصلات الواردة، لربط المواقع التجارية بمقالات وصفحات موجودة في مواقع أخرى لتحسين ترتيبها في محركات البحث، وتتمتع بثقة قوية لدى جوجل ومحركات البحث الأخرى؛ حيث تُعد تلك الظاهرة شكل من أشكال التحايل التي تتبعها المواقع الإخبارية في تعاملها مع مواقع تطبيقات الأخبار المُجمعة، وكذلك والتي تعد من بين التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية حول العالم، ومصادر الإعلام الاجتماعي التي تعد مصدراً من مصادر الأخبار يتصدر اهتمامات الأجيال الرقمية المستهلكة للاخبار في مصر والوطن العربي وعلى المستوى الدولي؛ وهي الأخبار التي تظهر بشكل كبير في أوقات الانتخابات والنزاعات والحروب، ويكفي الإشارة إلي أنه خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020، حققت 20 قصة كاذبة عن الانتخابات من مواقع الأخبار المزيفة أكثر من 8.7 مليون مشاركة وردود فعل وتعليقات على فيسبوك مقارنة بأكثر من 7.3 مليون من 19 موقعًا إخباريًا رئيسيًا، ووفقًا لأفراد لديهم خبرة في إدارة مواقع الأخبار المزيفة، فإن شبكات الإعلانات لا تهتم بجودة هذه المواقع قبل أن تختار نشر الإعلانات،طالما أن المواقع تلبي الحد الأدنى من الحدود "على سبيل المثال، عدم وجود مواد إباحية"، وإن المتطلب الرئيسي لمعظم شبكات الإعلان هو أن تأتي حركة المرور من الأشخاص، وليس الروبوتات.

ويشير تحليل لبيانات الإعلانات البرمجية التي أجرتها " News Guard" وهي منظمة تنشر صحفيين مدربين لتتبع المعلومات المضللة عبر الإنترنت، "Comscore " التي تقيس مقاييس الجمهور والزيارات والإعلان لعشرات الآلاف من المواقع الإلكترونية، أن العلامات التجارية الكبرى ترسل 2.6 مليار دولار إلى مواقع الويب التي تنشر معلومات مضللة كل عام من قبل المعلنين البرمجيين، بما في ذلك مئات الملايين من العائدات لدعم الادعاءات الصحية الكاذبة، والأساطير المناهضة للقاحات، والمعلومات المضللة الانتخابية، والدعاية الحزبية، وغيرها من أشكال الأخبار الكاذبة.

وأن صناعة الإعلان البرمجي العالمية التي تبلغ قيمتها 155 مليار دولار، يتضمنها 2.6 مليار دولار من الإنفاق الإعلاني العالمي على مواقع الويب التي تنشر معلومات مضللة كل عام، وهو ما يتوجب الإنتباه له في مؤسساتنا الصحفية وإنتاجنا للمحتوى الإخباري الرقمي علي مواقع التواصل الاجتماعي وتجفيف منابع الاخبار الكاذبة والمضللة التي تستهدف مؤسسات الدولة المصرية والشخصيات العامة؛ وتساهم في تحقيق عوائد زائفة لا تصلح تماماً كمصدر من مصادر التمويل لمؤسساتنا الصحفية نظراً لأن ضررها أكثر من نفعها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز