د.نعايم سعد زغلول رئيس المركز الإعلامى لمجلس الوزراء لـ«روزاليوسف»: نقف بالمرصاد لمحاولات تزييف الوعى وتشويه الحقائق
حوار - حسن أبوخزيم
فى ظل ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية هائلة، لا سيما مع تزايد الاستخدام الموسع لتطبيقات الذكاء الاصطناعى، أصبحت عملية نقل المعلومات وتداول الأخبار والمعلومات بين الأفراد وسرعة انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الإلكترونية المختلفة أمرًا يسيرًا، الأمر الذي أكد ضرورة إيجاد وسائل وأساليب للتحقق من صحة المعلومات والتصدى للشائعات، للحفاظ على مصداقية المعلومات وسلامة المجتمعات.
فى هذا الإطار أكدت الدكتورة نعايم سعد زغلول، رئيس المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، فى حوارها لـ «روزاليوسف»، أن الشائعات تمثل تهديدًا حقيقيًا للمجتمعات، إذ تسهم فى النيل من الأمن القومى، وزعزعة الاستقرار الداخلى للدول وضرب الاقتصاد الوطني، والتشكيك فى شفافية الدولة وقدرتها على التعامل مع الأزمات، وخلق حالة من انعدام الثقة بين الدولة ومؤسساتها من جانب والمواطن من جانب آخر، ونشر روح اليأس والإحباط بين المواطنين، وإثارة الفتن بين فئات المجتمع. وإلى تفاصيل الحوار..
■ بداية.. حدثينا عن دور المركز الإعلامى لمجلس الوزراء فى التصدى للشائعات ومواجهتها؟
- يتبع المركز الإعلامى للمجلس عدة آليات فعالة للتصدى للشائعات ومكافحة انتشارها، انطلاقًا من طبيعة الدور المكلف به فى الرد على الشائعات وتوضيح الحقائق، منذ عام 2014 حتى الآن.
■ كيف تطورون استراتيجية العمل وآليات ذلك؟
- تهدف الأليات إلى ضمان وصول المعلومات الصحيحة للمواطنين وبناء ثقة المجتمع بمؤسسات الدولة باعتبارها مصادر رسمية للمعلومات، فهناك حرص شديد على ضمان الوصول لجميع شرائح وفئات المجتمع من أجل توضيح الحقائق ورفع الوعى لديهم، كما أن هناك حرصًا على تطوير استراتيجيات وآليات العمل بشكل مستمر وفقًا لمعطيات المرحلة ومتطلباتها.
■ إذا ما أبرز تلك الآليات التي تلجئون إليها؟
- تتمثل تلك الآليات فى الرد الفورى على الشائعة، إذ يحرص المركز الإعلامى على الرد بشكل فورى على الشائعات، خاصة تلك التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر إيمانًا بخطورة تلك الشائعات وما قد تسببه فى إحداث حالة من البلبلة ونشر الفزع والذعر بين المواطنين، حيث يتم إعداد بيان تفصيلى يتضمن نفى الشائعة وتصحيح المعلومات المغلوطة الواردة بها مع تعزيز البيان بمعلومات إضافية دقيقة وموثقة عن الموضوع محل الشائعة، ملحقًا به انفوجراف مبسط وبشكل جذاب يتضمن أهم المعلومات التي تخص الرد على الشائعة، وجمع الحقائق المرتبطة بالموضوع، تسهيلًا على المواطن فى الحصول على المعلومة.
■ ماذا عن التقرير السنوى للشائعات طرفكم؟
- إصدار التقرير السنوى للشائعات يعتمد على آليات ومنهجية علمية من خلال التحليل الكمى والكيفى وقياس دقيق وتفصيلى لما يتم رصده من شائعات على مدار العام، ما يساعد فى التنبؤ بطبيعة ونوعية الشائعات المحتمل رصدها مستقبلًا وبالتالى العمل على اتخاذ الإجراءات الاستباقية لمواجهتها مبكرًا ودحضها فى مهدها، إذ أن نتائج التقرير الأخير الصادر عن المركز الإعلامى لحصاد شائعات كشفت عن أن عام 2023 الأعلى استهدافًا بالشائعات بنسبة 18.8% مقارنةً بـ 1.1% عام 2014 من إجمالى الشائعات على مدار السنوات الـ 10 الماضية، ما يؤكد أن الشائعات تزداد عام تلو الآخر.
■ ما أبرز القطاعات التي تستهدفها الشائعات؟
- تعد القطاعات المرتبطة بحياة المواطن بصورة مباشرة الأكثر استهدافًا للشائعات، ويتزايد معدل انتشار الشائعات خلال الأزمات، إذ تزايدت خلال الـ 3 سنوات الأخيرة عما سبق، نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على مصر.
■ كيف تروجون لإنجازات الدولة المصرية؟
- المركز الإعلامى لمجلس الوزراء يحرص على الترويج والتسويق الإعلامى للجهود التي تبذلها الدولة بجميع وزاراتها والمشروعات القومية المنفذة فى مختلف القطاعات والمجالات، وعرض أنشطة الحكومة للمواطن بصورة إعلامية مبسطة وشاملة اعتمادًا على استخدام الوسائل الحديثة المختلفة للعرض، وذلك من خلال إصدار تقارير معلوماتية مبسطة ومتنوعة على شكل «انفوجرافات» و«فيديوهات» تحتوى على بيانات ومعلومات تفصيلية ومدققة ذات الصلة، ونشرها إعلاميًا بشكل مكثف.
■ وسائل وأساليب رصد الشائعات.. ما أبرزها؟
- فى إطار حرص المركز الإعلامى لمجلس الوزراء على الإلمام بمختلف مصادر نشر المعلومات المغلوطة لمجابهتها على الفور، فإنه يتم انتهاج عدد من الأساليب فى رصد الشائعات لتشمل جميع وسائل التواصل الاجتماعى، باعتبارها المصدر الرئيسى لنشر الشائعات، كذلك المواقع الإلكترونية والقنوات والمنصات الإعلامية ذات التوجهات المعادية للدولة، مع تخصيص بريد إلكترونى لاستقبال استفسارات المواطنين، وتخصيص أرقام واتساب، فضلًا عن متابعة ورصد استفسارات وتعليقات الرواد والمتفاعلين على الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء على «فيسبوك» التي تحظى بمتابعة وتفاعل ما يزيد على 5.8 مليون متابع، مع الرد عليها بشكل فورى ومستمر، إلى جانب متابعة تعليقات الرواد على الحساب الرسمي لمجلس الوزراء على موقع «إكس» والرد عليها.
■ كيف يتم الإبلاغ عن الشائعات؟
- هناك عدد من الوسائل للإبلاغ عن الأخبار المغلوطة، إما عن طريق الإرسال على أرقام «واتس آب» التابعة للمركز الإعلامى لمجلس الوزراء «01155508688 – 01155508851» على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، أو عبر البريد الإلكترونى [email protected].
■ اطلعينا على نماذج لأحدث الشائعات التي تم رصدها والرد عليها مؤخرًا؟
- تداول رسائل صوتية على تطبيق «واتس آب» تزعم إصدار شركة المياه منشور تحذيرى بعدم استخدام المياه لأغراض الشرب بدءًا من الساعة ٣ صباحًا حتى الساعة ١٠ مساءً نتيجة لتلوثها بميكروب سام، وإصدار قرار بتحصيل قيمة برامج رحلات العمرة بالدولار، وتداول منشور منسوب لوزارة التربية والتعليم يزعم تأجيل تنفيذ قرارات إعادة هيكلة المرحلة الثانوية إلى العام الدراسى 2025/2026، كذلك إصدار قرار بحذف أى مواطن يمتلك إنترنت أرضى أو أكثر من نوع هاتف محمول من بطاقات الدعم التموينى، واصدار قرار بإلغاء صرف السكر التموينى المدعم على البطاقات التموينية، كذلك اعتزام الهيئة الاقتصادية لقناة السويس اقتراض 19 مليار جنيه لمدة 13 عامًا لاستكمال مشروعات تطوير الموانئ.
■ ما أحدث نماذج لتقارير معلوماتية «الانفوجرافات» التي تم إعدادها ونشرها إعلاميًا؟
- تقرير معلوماتى بعنوان «فى عيد الفلاح الـ 72.. الدولة المصرية تواصل تطبيق استراتيجيتها لدعم وتمكين الفلاح» تم من خلاله تسليط الضوء جهود الدولة فى سبيل تحقيق تنمية زراعية مستدامة، وتقرير معلوماتى بعنوان «تعزيزًا للشمول المالى والاستثماري.. خطوات مهمة وبدايات مبشرة لصناديق الاستثمار المصرية فى الذهب» وقد تم من خلاله تسليط الضوء على جهود الدولة لتعزيز الشمول المالى والاستثمارى، والعمل على بناء قطاع مالى غير مصرفى متطور ومحفز للنمو الاقتصادى، وآخر بعنوان «بعد نجاح المرحلة الأولى فى تقديم ملايين الخدمات الصحية للمواطنين.. حملة 100 يوم صحة تواصل نجاحاتها للعام الثانى على التوالى» وقد تم تسليط الضوء من خلاله على إطلاق الدولة للمرحلة الثانية من حملة 100 يوم صحة بعد نجاح المرحلة الأولى، وذلك لتحقيق التغطية الصحية الشاملة لمختلف فئات المجتمع، وكإحدى أوجه تحقيق الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا، مع مراعاة التواجد فى أماكن التجمعات للوصول لأكبر عدد ممكن من المستفيدين.
كذلك تم إعداد تقرير معلوماتى بعنوان «بعد أن أصبح الأمل واقعًا تعيشه سيناء ومدن القناة.. أرض الفيروز تبدأ فى جنى ثمار ملحمة مشروعات التنمية فى العقد الأخير» وقد تم من خلاله تسليط الضوء على جهود الدولة لإدماج سيناء فى قلب عملية التنمية الشاملة على الأصعدة كافة خلال العقد الأخير من الزمن، بالتزامن مع تثبيت دعائم الأمن والاستقرار بها، إذ تعتبر شبه جزيرة سيناء محورًا أساسيًا ضمن استراتيجيات التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة، لما لها من أهمية جغرافية ومكانة تاريخية، بالإضافة إلى كونها أحد أهم أركان الاقتصاد بما تمتلكه من موارد ومقومات طبيعية وبشرية، لتشهد أرض الفيروز خلال السنوات الماضية قفزات ملموسة فى تحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل وبناء الإنسان والارتقاء بالخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية مع تحقيق التنمية الزراعية والصناعية والسياحية والثقافية، علاوة على تعزيز الاستثمارات فى القطاعات الحيوية وربط بوابة مصر الشرقية مع محافظات الجمهورية، ما لاقى إشادة واسعة من جانب المؤسسات الدولية لجهود مصر فى هذا الملف.
■ هل يلعب الذكاء الاصطناعى دورًا فى الترويج للشائعات؟
- بالطبع.. يلعب الذكاء الاصطناعى دورًا مزدوجًا فى مجال المعلومات، إذ يمكن استخدامه فى التصدى لأى معلومات مغلوطة، وعلى الجانب الآخر يمكن أن يساهم الترويج للشائعات، إذ بات أداة قوية يمكن استغلالها لإنتاج ونشر معلومات مضللة بشكل أسرع وأكثر إقناعًا، حيث يمكن للتطبيقات المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعى أن تنشر وتعمم المعلومات بشكل آلى ومستمر دون الحاجة لتدخل بشرى، فضلًا عن قدرتها على تحديد الفئات المستهدفة وتوجيه المعلومات المراد نشرها إليهم بشكل مباشر، كذلك قد يعتمد الذكاء الاصطناعى فى فلترة الأخبار وتصنيفها على معايير مثل التفاعل والانتشار، دون الأخذ فى الاعتبار مصداقية المعلومات أو صحتها أو الثقة فى مصدرها، ناهيك عن إمكانى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لنشر شائعات بشكل أكثر تطورًا، بحيث يسهل تصديقها من خلال عمل صور ومقاطع فيديو مفبركة وتقديمها بصورة أقرب للشكل الواقعى، ما يجعل من الصعب التحقق من صحتها، الأمر الذي يعزز انتشار الأخبار الكاذبة وتصديقها بسهولة.
■ كيف ترون قضية الوعى وأهميته حاليا؟
- بدور المركز الإعلامى نؤكد أهمية معركة الوعى، فهى أهم معركة فى مواجهة أخطر حروب العصر الحديث وهذا ما يردده الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، دائمًا فى كل تصريحاته وخطاباته الرسمية للشعب.