عاجل
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
التطوير والهوية

حكايات مصيرية

التطوير والهوية

في عام 1939 غنت المطربة أسمهان "محلاها عيشة الفلاح" في فيلم "يوم سعيد"، وهي من كلمات الشاعر بيرم التونسي، ومن ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، وبعدها غنت نجاة الصغيرة الأغنية وسجلها محمد عبد الوهاب أيضًا.



تقول كلماتها؛ ما أحلاها عيشة الفلاح متطمن قلبه مرتاح.. يتمرغ على أرض براح.. والخيمة الزرقا ساتراه دي القعدة ويا الخلان.. والقلب مزقطط فرحان.. تثاقلها بجنة رضوان..  يا هناه اللي الخل معاه دي الشكوى عمره ما قالهاش إن لاقى والا ما لاقاش.. والدنيا بقرشين ما تسواش.. طول ما هو اللي حبه حداه يا ريف أعيانك جهلوك وعزالهم شالوه وهجروك لمداين مزروعة شوك ياما بكرة يقولوا يا ندماه.

يقول عبد الوهاب: "إن هذه الأغنية هي القطعة الوحيدة في حياته". كان امتداح الأغنية لحياة الفلاحين شيئًا غريبًا وقتها، حيث إن النظرة إلى الفلاح كانت مختلفة عن النظرة التي سادت بعد ثورة يوليو عام 1952، عندما أعيد تقسيم الأراضي على الفلاحين وصاروا من ملاك الأراضي. وهنا لا بد أن نؤكد على أهميه الريف المصري لمصر كافة فهو المصدر الرئيسي لتوفير الغذاء والكساء لشعب مصر من خلال الزراعة. يتضح ذلك جليًا في مبادرة الرئيس السيسي التي أطلقها مطلع ٢٠٢١، لتطوير الريف المصري بشكل حقيقي، حيث يكون القاطن في "الريف" مثلة مثل من يسكن "المدينة" في توفير  الخدمات والبنية الأساسية "مسكن وطرق وخدمات حقيقية"، ولكن على الفلاح المصري أن يستفيد من هذه الخدمات مع الاحتفاظ بالهوية الريفية. لأن المبادرة تهدف إلى "حياة كريمة" مع توفير الخدمات الحكومية وخلق قرى منتجة بشكل حقيقي.. أيضًا حتى لا يظن البعض أن التطوير  يهدف إلى ترك الأرض وخلق قرية مستهلكة بعدما كانت منتجة إنما التطوير يهدف في الأساس إلى زيادة الإنتاجية وزراعة الأرض بأساليب حديثة مع استخدام التكنولوجيا في مجال الزراعة حتى نكتفي ذاتيًا من جميع المحاصيل ونفتح أسواقا جديدة للتصدير ليعود ذلك على الاقتصاد المصري بمزيدٍ من القوة، ويتحقق ذلك بعدة أمور منها: -  إعادة الدورة الزراعية الثنائية حتى نتغلب على تفتيت الحيازات ونستطيع تطبيق نظم الري والميكنة الحديثة. - الإسراع في تطبيق نُظم الري الحديثة من ري بالرش والتنقيط والري تحت السطحي.  - تطوير الإنتاج الحيواني والداجني بإدخال نظم تحافظ على الصحة العامة وتطبق أحدث نظم الإنتاج في العالم. - قيام المدارس والوحدات الصحية بدورها الحقيقي في خدمة المجتمع الريفي. - التركيز علي المحاصيل الاستراتيجية ودعمها في شكل تحديد أسعار اقتصاديه تحميها الدولة. -  إنشاء مشروع قومي بأموال مصرية خالصة لاستنباط أصناف مصرية مقاومة للجفاف والملوحة والحرارة والبرودة والأمراض والحشرات. - تفعيل دور التعاونيات في حماية المزارع من جشع التجار وخلق آلية للسيطرة على سوق المبيدات والأسمدة. - دعم الإرشاد الزراعي بتوفير المرشد الزراعي الكفء ودعمه بالوسائل التكنولوجية الحديثة. - دعم الصناعات الريفية والعمل على تمويلها من أجل تعظيم الفائدة من الإنتاج الزراعي. - دعم الفلاح المصري بتوفير آلية منضبطة للاقتراض والسداد حتى لا تتراكم المديونيات على الفلاح. كل ما سبق يعمل على رفع حقيقي لمستوى معيشة الريف المصري حتى لا يتحول إلى مدينة تبحث عن توفير احتياجاتها هي الأخرى.. وحتى نستعيد دوره الرئيسي في الاقتصاد القومي بتحقيق الأمن الغذائي المصري.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز