شيماء شعبان تكتب: حماية الطفل من خطر التأخر الدراسي

المرحلة الابتدائية من أهم المراحل التعليمية في حياة الطفل، حيث تشكل الأساس الذي يبنى عليه مستقبلهم الأكاديمي وتشكيل الشخصية. وبعد التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم، فإن هذه المرحلة تحمل بعض المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على المستوى التعليمي للطفل.

ومن أبرز المخاطر التي تؤثر على مستوى الطفل التعليمي في المرحلة الابتدائية هو الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية مما يؤثر سلبيا على فقدان تركيزه ويعيق تنمية المهارات الاجتماعية واللغوية، بالإضافة إلى أن تعرض الطفل لمحتوى غير مناسب وسلوكيات سلبية عبر الإنترنت يمكن أن يؤثر على القيم والسلوكيات.

ومن المهم في تلك المرحلة توجيه الطفل إلى استخدام التكنولوجيا بشكل سليم وتعليم التلاميذ كيفية التفاعل معها بطريقة آمنة وإيجابية.

نقص الدعم الأسري يؤثر أيضا على الأداء التعليمي للطفل، فوجود بيئة داعمة في المنزل يعزز من قدرة الأطفال على التعلم والتكيف مع التحديات، ويعتبر الدعم الأسري عنصرًا أساسيًا في تعزيز قدرات الأطفال على التعلم والنجاح الأكاديمي.

 ويجب على الأسرة التحفيز المعنوي للطفل للمساعدة على الاستمرار في التعلم ويزيد من ثقته بنفسه، وتوفير بيئة تعليمية في المنزل يساعد الأطفال على التركيز وتحقيق النجاح. وتفاعل الأهل مع الأنشطة التعليمية، مثل القراءة مع الأطفال أو زيارة المكتبات، يعزز من حبهم للمعرفة، كما أن الدعم العاطفي وتوفير الحب والاهتمام يعزز من الاستقرار النفسي للأطفال، مما يساهم في تحصيلهم الدراسي.

أما التوقعات العالية من الأهل والمعلمين فقد تتسبب في ضغط نفسي كبير على الأطفال إذا شعروا بأنهم مطالبون بتحقيق نتائج معينة، قد يؤثر ذلك على ثقتهم بأنفسهم ويؤدي إلى مشاعر الفشل والقلق.

بينما التنمر والتمييز من أهم المشكلات التي تواجه الطفل في هذه المرحلة، حيث قد يتعرض للتمييز بسبب المظهر أو القدرات التعليمية. ويمكن أن تترك هذه التجارب آثارًا نفسية طويلة الأمد، تؤثر على العلاقات الاجتماعية والثقة بالنفس.

ومن الضروري أن نولي المرحلة الابتدائية اهتمامًا خاصًا، من خلال تطوير المناهج، وتدريب المعلمين، وتعزيز بيئة مدرسية آمنة وداعمة وقادرة على معالجة هذه المخاطر مما يساعد على تشكيل جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة ونجاح.