اليوم .. الذكرى الـ57 لعملية المدمرة "إيلات"
عمر علم الدين
تحل اليوم 21 أكتوبر الذكرى السابعة والخمسون على تدمير المدمرة الإسرائيلية “إيلات” عام 1967 بواسطة القوات البحرية المصرية حيث سطرت البحرية المصرية صفحة مجيدة فى تاريخ بطولاتها العسكرية.
تعد عملية "إيلات" أول عملية نوعية تقوم بها القوات المسلحة بعد حرب 67، وكان لها أثر فى العديد من النواحي، قامت باستعادة روابط الثقة بين الشعب والجيش، واكدت قدرت القوات المسلحة فى فعل المستحيل لأجل رفعة شأن البلاد وحماية ترابها،كما استعادة الثقة فى القدرات التسليحية الموجودة داخل الجيش المصري.
قامت إسرائيل بشراء المدمرة “إيلات” من إنجلترا لتشترك في حرب العدوان الثلاثي على مصر في 1956، وكذلك اشتركت في نكسة 1967، مما أدى لغرور الجيش الإسرائيلي لشدة قوتها وتجهيزاتها العالية، وسرعان ما اخترقت “إيلات” المياه الإقليمية المصرية في بورسعيد محاولة لإظهار سيادتها البحرية واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها .
لكن القوات المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي فأصدرت القيادة العليا أوامر بالتعامل مع المدمرة الإسرائيلية وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد قوتين بحريتين للقيام بالمهمة الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر ومساعده الملازم أول حسن حسنى، وكانا على الزورق ٥٠٤، أما الزورق الثانى ٥٠١ فكان يقوده النقيب لطفى جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع، وتم تجهيزهما بصواريخ بحرية من طراز كومر ،وبالفعل أصابت القوات المصرية المدمرة الإسرائيلية إصابات مباشرة، وأخذت تميل على جانبها، فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي كان يتكون من نحو مائة فرد، إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية.
وتعد هذه المرة الأولى فى تاريخ القوات البحرية الذي يتم فيه تدمير مدمرة بحرية بصواريخ يطلقها زورق بحرى وقد علق الخبراء العسكريون في جميع أنحاء العالم علي هذه المعركة بأن هذا الهجوم يعتبر الأول من نوعه في استخدام الصواريخ سطح بهذه الكيفية وانبثقت عقيدة جديدة في الحرب والأسلحة البحرية. وعلي الجانب الأخر طالبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين سقطوا في الماء عند غرق المدمرة .
فاستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل في عملية الإنقاذ التي تمت على ضوء المشاعل التي تلقيها الطائرات ، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم كدليل علي احترام الجيش المصري للأعراف الدولية .
وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية فى التاريخ وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهوري بمنح كل الضباط و الجنود الذين شاركوا في العملية أوسمه و أنواط وأصبح غرق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر 1967م عيد للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية .