أحمد عاطف آدم يكتب: استراتيجية خبيثة والهدف "شاذ"
يظل التوجيه المستمر لفلذات أكبادنا منذ نعومة أظفارهم، والانتباه لخطورة الأدوات الاتصالية والتكنولوجية المختلفة، وصناعة "الميديا" بكل أشكالها، هي كلمة السر والملاذ الآمن ضد كل الخطط التي تحاك لزعزعة قيمنا، مما يصعب علينا مستقبلًا منع تشوش أفكار أبنائنا وربما تشوهها أيضًا، من بين تلك الصور المحزنة التي هزتني بشدة ودفعتني لكتابة هذا المقال، ما قرأته على صفحة صديقة إعلامية عزيزة "بالفيس بوك"، كتبت موقفا تعرضت له مع طفلتها الصغيرة، التي لم تتجاوز الأربع سنوات قائلة: "بنتي بتحب ترسم على وشها، فاختارت رسمة فيها "رينبو"، ومعنى الكلمة باللغة العربية أي "قوس قزح"، ثم أكملت منشورها: "بتقولي بكل فرحة، انتي عارفة يا مامي أنا بحب (الرينبو rainbow) أوي، قلت في سري طيب هنقنعها بإيه دي لما تكبر إنه بقى إشارة لحاجات مش مظبوطة، يلا بكرة تكبر ونفهمها الصح من الغلط".
وشعار "الرينبو" أو قوس قزح الذي اختاره المثليون والمتحولون جنسيًا رمزًا لهم، من المؤكد أنه كان مدروسًا بعناية فائقه قبل اختياره، ولم يتم إطلاقه صدفة لهذا الغرض - لأنه يرتكز على سحر جاذبية وتناسق ألوانه، وقدرته على إحداث التأثير الحسي فيمن يشاهده، ومن ثم تحقيق الإقناع ثم الانتشار المطلوب،، كما أن ارتباط الشعار بظاهرة لونية طبيعية تحمل رسالة واضحة بأن الشذوذ الجنسي هو ظاهرة طبيعية لا ذنب لممارسيه في التصاقها بهم، ومن حقهم العيش بين الناس ليمارسوا حقوقهم "اللاشرعية" بلا قيود، تلك الرؤية دعمتها شخصيات كرتونية ببرامج تبث على بعض الفضائيات العربية دون رقابة وفلترة واجبة لخبث صانعيها ومروجيها، حيث تظهر خلالها شخصيتان كرتونيتان ذكوريتان وهما يقبلان بعضهما من الفم، وهو توجه حميمي شاذ.
ومنذ بضعة أشهر أفرد موقع غربي تقريراً مطولًا بالصور عن أهم الشخصيات الكرتونية التي قدمها صناع الكارتون لنشر "المثلية الجنسية"، لمحاولة ترويج شخصيات لتقبلها مجتمعيًا.
ومما لا شك فيه أن المعضلة الكبرى بالنسبة للمجتمعات الغربية الغاصبة والمحتلة للحريات المسؤولة عند محاولاتها فرض الشذوذ والمثلية الجنسية على الشعوب المنضبطة، تصطدم دائمًا بحائط صد ورفض شديد لاختراق قناعات أفرادها الدينية المجرمة لفكرة "الشذوذ" بصفة عامة، ومحاربة مروجيه بلا هوادة،، فخلصوا إلى حتمية البدء من أسفل هرم الثروة البشرية لتلك المجتمعات وهم أطفالها، بدغدغة مشاعرهم البريئة، واستمالتهم بالترفيه الكارتوني تارة، ثم الدرامي والسينمائي المسموم بمراحل مراهقتهم تارة أخرى، وهذا ما حدث في فيلم "أصحاب ولا أعز" الذي تم عرضه على إحدى المنصات العالمية عندما قام أبطال العمل بتشجيع صديقهم الشاذ على تواجده بينهم حينما أعلن عن هويته الجنسية غير السوية، لذا يجب أن ينتبه الآباء والأمهات لتلك الاستراتيجية المدمرة التي تتسلل من نوافذ الإنترنت وتطبيقاته وبرامج الميديا المعدة خصيصًا لهذا الغرض، والمتلونة بألوان قوس قزح، ومراقبة تسلل تلك الآفات وتدميرها بالتوجيه المستمر ومراقبة صغارنا، ومن أبلغ الآيات القرآنية الحكيمة التي تطالبنا بهذا السلوك هي الآية ١٧ من سورة "لقمان"، حيث قال الحق سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ صدق الله العظيم.