هاني سويلم: لا توجد ندرة مائية بدول منابع النيل.. ولا مبرر للتنافس على المياه
مي زكريا
قال الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري إن مصر تعاني من ندرة مائية، حيث تُعتبر من أكثر الدول جفافًا بمعدل أمطار سنوي لا يتجاوز 1.3 مليار متر مكعب، بالمقابل تتجاوز كمية الأمطار المتساقطة في دول أعالي نهر النيل 1600 مليار متر مكعب سنويًا، ولا يصل مصر منها سوي 3% من هذه الامطار ، وهو ما يؤكد انه لا يوجد ندرة مائية بدول اعالى نهر النيل وبالتالي لا يوجد مبرر للتنافس على المياه، بل على العكس يجب ان تكون مصدرا للتعاون بين دول الحوض.
واضاف «سويلم» في الجلسة الافتتاحية لـ "أسبوع القاهرة السابع للمياه" الذي ينعقد تحت عنوان "المياه والمناخ: بناء مجتمعات قادرة على الصمود" بحضور الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء ورؤساء الوفود والسفراء ورؤساء المنظمات الدولية أنه في مواجهة هذه التحديات تبذل مصر جهودا ضخمة ومتواصلة على كافة الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية موضحا انه على الصعيد الوطني نقوم بتطوير شامل من خلال العديد من المشروعات والإجراءات تحت مظلة "الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0"، حيث نقوم بتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي بأحدث التقنيات والخبرات ومصر تعمل خلال رئاستها لمجلس وزراء المياه الأفارقة «الامكاو» على الدفع بإحراز تقدم في ملف المياه على مستوى القارة الافريقية، فضلاً عن إبراز تحديات القارة على الأجندة العالمية، واجراء مناقشات مع المانحين لحشد المزيد من التمويل لتحقيق الأمن المائي في القارة.
وأوضح وزير الري أنه على الصعيد الإقليمي تتمسك مصر بأهمية انتهاج قواعد ومبادئ القانون الدولي للمياه العابرة للحدود، بغرض ضمان تحقيق الإنصاف، وتجنب الضرر، وتحرص مصر على تعزيز أواصر التعاون مع دول حوض النيل، وهو ما يتمثل في العديد من مشروعات التعاون الثنائي التي تنفذها وتمولها الدولة المصرية في كينيا، وأوغندا، وجنوب السودان، والكونغو الديمقراطية، وبوروندي، وتنزانيا، ورواندا، والتي تتمثل في تنفيذ مئات المشروعات في مجالات أهمها تطهير المجارى المائية من الحشائش المائية وسدود للحماية وحصاد المياه وتوفير المياه لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية ومقاومة تأثيرات التغيرات المناخية والتدريب وبناء القدرات.
وأشار «سويلم» إلى أنه على الصعيد الدولي انخرطت مصر وبفاعلية في كافة المبادرات الدولية المائية، حيث تمكنت بالتعاون مع الشركاء الدوليين من وضع المياه في قلب العمل المناخي، كما قامت بدور فعال في القيادة المشتركة مع دولة اليابان في الحوار التفاعلي الثالث حول المياه والمناخ، والذي أسفر عن توصيات تساعد في رسم خارطة الطريق لأجندة عقد المياه حتى عام ٢٠٢٨.
ولفت وزير الري إلى أن مصر تعمل على التحول الرقمي في جميع القطاعات، ونتوجه حاليا لاستخدام المواد الطبيعية صديقة البيئة في حماية الشواطئ وتأهيل الترع، بالإضافة إلي التحول التدريجي من توزيع المياه بالمناسيب للتصرفات، والتحول الرقمي في إدارة المنظومة المائية، هذا بالإضافة الى ادخال تكنولوجيا المعالجة المتطورة وتحلية المياه من أجل الزراعة، وحوكمة إدارة المياه الجوفية، والاهتمام بالتدريب ورفع كفاءة العاملين، كما يعد البحث العلمي أحد أهم ركائز منظومة الري 2.0.
ولفت «سويلم» الي انه بالإضافة إلى إطلاق مبادرة (AWARe) للتكيف مع التغيرات المناخية والتي انضم اليها أكثر من 30 دولة حتى الآن، فقد تم تدشين "المركز الأفريقي للمياه والتكيف المناخي"PACWA، حيث تم بالفعل تدريب مئتى متدرب من أفريقيا، وتم توفير الاعتمادات المالية لتدريب ما يزيد على ثلاثة آلاف من الاشقاء الافارقة خلال الثلاثة أعوام القادمة، كما تم عقد شراكات مع كل "منظمة الأرصاد العالمية WMO واليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة FAO والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP" بهدف تقديم الدعم الفني وصياغة مشروعات على الأرض بالدول الأفريقية والنامية.
ويتميز أسبوع القاهرة للمياه هذا العام بمشاركة أكثر من ثلاثين كيانًا إقليميًا ودوليًا، حيث يشتمل الاسبوع خمس جلسات عامة و155 جلسة فرعية، كما يشمل الحدث معرض يشارك فيه 25 مؤسسة محلية ودولية.
وينعقد أسبوع المياه الأفريقي تحت شعار "وضع المياه والصرف الصحي في قلب تحقيق أجندة ٢٠٦٣ .. أفريقيا التي نريدها".