متحف الإسكندرية القومي كنز من تاريخ مصر

متحف الإسكندرية القومي هو واحد من أهم المتاحف في مصر، ويقع في قلب مدينة الإسكندرية. افتتح المتحف عام 2003، ويحتضن مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تغطي فترات زمنية مختلفة من تاريخ مصر، بدءًا من العصور الفرعونية حتى العصر الحديث. يقع المتحف في قصر أنيق يعود إلى القرن التاسع عشر، كان مملوكًا لتاجر الأخشاب الغني أسعد باسيلي باشا قبل أن تشتريه الحكومة المصرية وتحوله إلى متحف. التصميم المعماري للقصر يجمع بين الفخامة والأناقة، ويعكس روعة الطراز الأوروبي الكلاسيكي.

يضم المتحف أكثر من 1800 قطعة أثرية مرتبة في ثلاثة طوابق، تأخذ الزائر في رحلة عبر مختلف العصور التاريخية. يضم الطابق الأرضي القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الفرعوني، حيث يمكن رؤية التماثيل والتمائم والمومياوات، إلى جانب اللوحات الحجرية والنقوش، التي تحكي عن الحياة في مصر القديمة. في الطابق الأول، توجد مقتنيات من العصور اليونانية والرومانية التي تميزت بها الإسكندرية، وتضم تماثيل للآلهة اليونانية أفروديت ورؤوسًا للملوك والأباطرة الرومان، مما يعكس مدى تأثير الثقافة اليونانية الرومانية في المدينة.

أما الطابق الثاني، فيعرض آثارًا من العصر القبطي والإسلامي، بالإضافة إلى مقتنيات من عصر أسرة محمد علي. تشمل المجموعة القبطية أيقونات خشبية ونقوشاً تظهر تطور الفن القبطي، بينما يحتوي القسم الإسلامي على مخطوطات وقطع من الفخار والزجاج تعكس براعة الحرفيين في تلك الفترة. كما توجد قطع أثرية من عهد محمد علي، بما في ذلك الأواني الفضية والذهب والمجوهرات التي تعكس الفخامة التي كانت تميز ذلك العصر.

إلى جانب القطع الأثرية، يوفر المتحف تجربة تفاعلية للزوار، حيث يتم استخدام الإضاءة والصوت لخلق أجواء تعزز من تجربة الزوار، خاصة في قسم المومياوات الذي يتميز بتقنيات عرض خاصة. بالإضافة إلى ذلك، يُقام بالمتحف العديد من الفعاليات الثقافية والتعليمية التي تستهدف جميع الأعمار، مثل ورش العمل والمحاضرات التي تعرّف الزوار بتاريخ مصر الغني.

بفضل موقعه المتميز وتنوع مقتنياته، يُعد متحف الإسكندرية القومي واحدًا من المعالم السياحية البارزة في المدينة، ووجهة رئيسية للزوار الراغبين في استكشاف تاريخ مصر المتنوع والمثير. يجسد المتحف عراقة الإسكندرية ودورها كمركز ثقافي وحضاري على مر العصور، وهو رمز للتراث المصري الذي يمتد لآلاف السنين.