مازالت ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر العطرة تسيطر على مشاعر المصريين بل العالم أجمع، وأن الإيمان بالله والوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة.. أهم أسباب انتصارات أكتوبر.
هذا ما اكده علماء الدين مشيرين الي ان حرب أكتوبر لم تكن معركة عسكرية فقط وإنما كانت معركة شعب يدافع عن حقه بكل الطرق وفي شتى الميادين، وهو ما جعل المصريين ينتصرون في هذه المعركة المصيرية التي أثبتت للعالم قوة وبسالة الشعب المصري، وأنه شعب يرفض الذل والهزيمة مهما طال الزمان هذا مااكده علماء الدين.
وشددو ا على أهمية بث روح أكتوبر و العبرة من هذه الحرب وأن تتجدد فينا العزيمة والإصرار على استلهام دروسها، لنستفيد من هذه التجربة في مواجهة تحديات الواقع التي تحيط بنا من كل جانب، لأن الأعداء يتربصون بمصر، من خلال تفتيت شمل الأمة وإحداث الفرقة بينها.
وطالب العلماء بضرورة التمسك بالوحدة لأنها طريق النصر على الأعداء، وأن ننحي الفرقة جانبًا لأنها مهلكة الأمم، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ﴾، مؤكدين انه عندما كان المصريون على قلب رجل واحد استطاعوا أن يحققوا النصر على العدو،
وناشد العلماء كل القوى سواء كانت دينية أو ثقافية أو سياسية أن تلتف خلف المصلحة الوطنية لتبث روح الأمل والعزيمة في نفوس الشعوب،
كما حث العلماء الشباب على ضرورة التسلح بالقرآن الكريم وسنة النبي ﷺ، والتحلي بالقيم الأصيلة والابتعاد عن كل ما يهدد عقيدتهم وأخلاقهم ليكونوا حماة الوطن وأعمدة المستقبل، محذرين إياهم من الانجراف وراء الأوهام الفكرية التي يبثها الأعداء للعبث بعقولهم من أجل إضعاف قوة هذا الوطن والنيل منه في شبابه.
( الفتح المبين والنصر العظيم)
في البداية يؤكد أستاذ دكتور أحمد الشرقاوي .وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم والأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر ان الله - عز وجل- عظم حب الأوطان في نفوس أهلها وأبنائها، وليس أدل على ذلك من تسلية المولى - عز وجل- لقلب نبيه - ﷺ - عندما تحالف عليه مشركوا مكة، وتكاثرت عليه المؤامرات الخبيثة، فضيقوا عليه وعلى أصحابه في حياتهم وأنماط معيشتهم، فأراد الله جبر خاطره - ﷺ - فأذن له بالهجرة من مكة إلى المدينة وهو يعلم قدر حب رسوله لمكة، التي نشأ فيها، وتربى على ترابها، وتعمق فى قلبه نسيم أماكنها، وأجزاء ضروبها، وميادين أسواقها، وملاعب غلمانها، فقال الله - عز وجل- له : ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد )، أي لرادك بعد فترة إلى مكة وقد كان، فقد عاد إليها منتصرا، ودخلها فاتحا، رحيما بأهلها، عطوفا على أبنائها ونسائها، حريصا على تحصيل مصالحها وحفظ منافعها وصون مكانتها ورفعتها،
ويضيف الشرقاوي إن الانتماء إلى الأوطان جزء من كمال الإيمان، فالانتماء إلى الوطن هو فى ذاته سبب رئيسي من أسباب تحقق النصر، وما ذلك على الله ببعيد فهذه انتصارات أكتوبر المجيدة التي نعاود الآن ذكراها فى نفوس الناس كافة، فكانت نصرا وفتحا مبينا، وفى هذه المناسبة العظيمة أرى أنه من الأهمية بمكان أن نبين للنشء وللناس كافة التفرقة بين مصطلحين رئيسين، مصطلح الولاء، ومصطلح الانتماء، فالولاء للإنسان، والانتماء للأوطان، فاختلفا معنى كل منهما عن الآخر، فإذا اجتمعا تحقق النصر، فالولاء يتمثل في حب القيادة التي تحكم البلاد والعباد، والاقتناع بأعمالها وتصرفها الحكيم، والانتماء يتعلق بحب الأرض، التي كانت مهدا للعيش فيها، والنماء على أرضها، والتغذي على أصولها وأعرافها وعاداتها المستقيمة الأصيلة،
وأكمل: اننا نرى في هذا النصر العظيم نصر أكتوبر المجيد أن الولاء قد اجتمع مع الانتماء، حيث إلتف المصريون جميعا خلف القيادة السياسية الحاكمة،حبا وإيثارا، قولا وفعلا وعملا، فتحقق النصر المبين، وعلى هذا أقول إن الانتماء للوطن إنما يتعلق بتمام الإيمان في نفوس الناس، عقيدة وسلوكا، من أجل ذلك نؤكد على ضرورة نشر التوعية لأبناء المجتمع بأكمله، سيما النشء والشباب، لنبين لهم معانى الولاء والانتماء، والتفرقة بينهما، وأثر هذه التفرقة فى تعظيم حب القيادة الحكيمة، والإخلاص لها من أجل تحقيق النصر العظيم فى الأوساط المختلفة، وأن اجتماع الولاء والانتماء في عمل مخصوص وتصرف مخصوص فى زمن مخصوص هو النصر المبين بعينه، هذا ويعتبر نصر أكتوبر أنموذجا فريدا يدرس على مر الأيام والأجيال في الأمور الحربية وغيرها مما يتعلق بفنون الحرب والقتال من أجل إعلاء كلمة الحق والعدل ودفع الظلم والجور عن الناس جميعا، وأن النصر فى الحروب ليس بكثرة التعداد والعتاد، وإنما هو ببذل الجهد والاستطاعة الكاملة وحسن التوكل على الله وتأكيد العزم واستحضار العزيمة وسلامة القصد وصلاح النية، فالأمر ليس بالتعداد المجرد فى العتاد والرجال وإنما مدار النصر على الإخلاص وبذل الوسع واستفراغ الطاقة فيما هو موجود وممكن.
ويؤكد وكيل قطاع المعاهد الأزهرية لشؤون التعليم ان إلايمان بالقضية التي من أجلها يحارب المجتمع هو منبع النصر ومنشؤه، قال الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وبناء عليه: فإن الله - عز وجل- لم يحملنا أكثر مما نطيق ولا أكثر من وسعنا، قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، وقال أيضا: ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) إذن الاستطاعة في إعداد ما هو ممكن دون تحمل مشقة، لأنه بذل بقدر المستطاع، وهو سبب لتحصيل النصر، ومن ثم فهو جزء من العقيدة الصحيحة للإنسان وتمام الإيمان، فالإيمان بالقضية يتولد منه الإخلاص، والإخلاص والعزم وحسن القصد والإرادة الصحيحة القاطعة- من أجل إعلاء كلمة الحق والعدل - كل ذلك يقوم مقام التمام لما كان من نقصان فى الرجال والعتاد، وهذا ما حدث فعلا في الأنموذج الفريد الذي نحن بصدد معاودة ذكراه الآن، وهو نصر أكتوبر المجيد، فانتصارات أكتوبر التي نحيا بها ونفاخر بتحقيقها فى الأوساط العالمية والإقليمية والوطنية دليل على ذلك كله.
من جانبه يشير الدكتور خالد صلاح وكيل وزارة أوقاف القاهرة ان في تاريخ الأمم أيام خالدة لا تنسى، وتظل الأمة في حاجة إلى تذكرها واستلهام دروسها وعبرها وهي ترنو لمستقبلها ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور﴾، ومن أهم الأيام في تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973 م حين حققت مصرأول نصر حقيقي في تاريخها الحديث وذلك حينما أخذت بالاسباب ومنها :- الصدق مع الله تعالى، وبوضوح الهدف الذي يقاتل من أجله الجندى المصري بصدق العزيمة وحسن التوكل على الله ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ وأنه إن قتل مات شهيداً، وإن عاش عاش حميداً.
ومن ثم كانت صيحة المجاهدين في الميدان (الله أكبر) وكان يقين جنودنا أن الله أكبر من كل تحصينات العدو
إذا جـلجلت "الله أكبر" في الوغى تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا
ومن خاصم الرحمن خابت جهوده وضـ اعت مساعيه وأتعابه سُدى
كانت قلوب الجنود في المعركة تردد التكبير مع الألسن فكان النصر هو المكافأة الإلهية، فهل نعي هذا الدرس ونحن نؤسس لعصر جديد من الانتصارات بإذن الله؟
و يستكمل الدكتور خالد صلاح ان السبب الثاني من أسباب النصر هو تزكية روح التحدي في قلوب الشعب المصري وتقوية الأمل في نفوسهم وكانت معارك الاستنزاف ميدانا لبعث هذه الروح فى نفوس قواتنا المسلحة الباسلة وتوكيدا على أن هزيمة العدو ممكنة رغم كل الدعايات الجبارة عن جيشه الذي لا يقهر وتحصيناته التي لا يمكن اختراقها وحلفائه الذين لا يمكن أن يسمحوا بهزيمته، فكانت الضربات الموجعة التي وجهها جنودنا في عمليات الاستنزاف إعلانا بأن النصر قد انعقد غمامه، وقد أقبلت أيامه، وأن الشدائد التي تمر بها مصرنا هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله، وأن مع العسر يسرين، ولا تزال هذه الطريقة من أنجح الطرق في مواجهة عدو متترس بترسانة هائلة من الأسلحة الحديثة. وهذا درس ينبغي ألا يغيب عن اذهاننا
ولفت وكيل اول وزارة أوقاف القاهرة الي السب الثالث من أسباب النصر: وهو متانة الجبهة الداخلية وقوة الوحدة الوطنية، إذ أدرك المصريون جميعا مسلمين ومسيحيين أنه لا يمكن أن نواجه التحديات إلا بصف وطني متماسك، ولحمة قوية متينة على سائر المستويات، ومجتمع مترابط، وصف متحد، وقد كانت صيحة (الله أكبر) نشيد الجندي المصري المسلم والمسيحي على السواء.
ويؤكد الدكتور خالد صلاح انه لم يسمح العقلاء في الأمة للفتنة الطائفية أن تطل برأسها أو حتى أن تلعب بذيلها، فصدر الجميع عن روح وطنية رائعة، وحمل الجميع أرواحهم على أكفهم فداء لوطنهم ولعزتهم، وفي ذلك أكبر دليل على سلامة النسيج الاجتماعي الوطني المصري
حفظ الله مصر قيادة وشعبا
د. عبد المنعم فؤاد: بنداء "الله أكبر" قهر المصريون الجيش الذي قالوا إنه لا يقهر
من جانبه يؤكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، إن هذه الأيام تأتي لتذكرنا بعد أكثر من خمسين عامًا، بيوم من أيام الله؛ يوم النصر والعزة والكرامة للمصريين، الذين أثبتوا أن المؤمن في كل زمان ومكان، إذا تمسك بوعد الله، وإذا تمسك بتقوى الله، وإذا استغاث بالله، فإن الله ينصره أينما كان، وهذا اليوم هو يوم السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان،
ويؤكد فؤاد عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر أن هؤلاء الذين نراهم الآن يتحركون بطائراتهم ليضربوا غزة وفلسطين ولبنان، ويظنون أنهم يملكون القوة على الأرض، وأنه لا جيش أكبر منهم؛ في مثل هذه الأيام من العام 1973م رأينا الجندي المصري يكتب للتاريخ أن من يتمسك بمعية الله ويستغيث بالله ويرفع نداء «الله أكبر»، لا يمكن لأحد أن ينتصر عليه، في أي وقت وفي أي حين.
ويضيف فؤاد أن هذه الفئة التي حاولت أن تزين للعالم أنهم لا يقهرون، وأن جيشهم هو الجيش الذي لا يقهر، قد هزموا بصيحة «الله أكبر»، وبصيحة «الله أكبر» قُهِروا، وبصيحة «الله أكبر» سجل التاريخ فضائح الهزيمة لهذا الجيش الذي ادعوا أنه لا يُقهر،
منبر الجامع الأزهر هو الصوت الذي يدعم التحركات الوطنية في الدفاع عن الأرض
ويلتقط خيط الحديث الدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر الشريف،
إن الصراع بين الحق والباطل هو صراع أزلي، بدأ منذ عصيان "إبليس" لله -سبحانه وتعالى- ورفضه مستكبرًا السجود لآدم عليه السلام، ليتجذر هذا الصراع من بعدها في نفوس البشر، بسبب توعد هذا اللعين وغوايته للبشر، والتاريخ مليء بالقصص التي تجسد هذا الصراع، وحرب أكتوبر المجيدة على سبيل المثال فصل من فصول هذا الصراع في العصر الحديث، حيث واجه المصريون تحديات عظمى للدفاع عن حقهم في العيش بسلام وكرامة، كما أن هذه الحرب دليل على عزيمة وقوة المصرين في مواجهة العدو الغاشم الذي حاول الاعتداء على أموالنا ومقدراتنا، والذي لا زال يعبث من حولنا بمصير الشعوب البريئة.
وبين عودة، أن منبر الجامع الأزهر كان هو الصوت القوي الذي يدعم التحركات الوطنية في الدفاع عن الأرض، فمن فوقه وقف فضيلة الإمام الأكبر آنذاءك الشيخ عبد الحليم محمود، وطلب من جمهور المصريين أن يلتفوا صفًا واحدًا خلف قواتنا المسلحة الباسلة في معركة الكرامة والعزة دفاعاً عن الأرض؛ لأن الكرامة والعزة لا تشترى إلا بتضحيات الأبطال، الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لما أورثوه لنا من عزة، وكرامة، وأمن، واستقرار، مؤكدًا على أهمية أن نأخذ العبرة من حرب أكتوبر، وأن تتجدد فينا العزيمة والإصرار على استلهام دروسها، لنستفيد من هذه التجربة في مواجهة تحديات الواقع التي تحيط بنا من كل جانب، لأن الأعداء يتربصون بمصر، من خلال تفتيت شمل الأمة وإحداث الفرقة بينها.
وطالب خطيب الجامع الأزهر بضرورة التمسك بالوحدة لأنها طريق النصر على الأعداء، وأن ننحي الفرقة جانبًا لأنها مهلكة الأمم، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ﴾، فعندما كان المصريون على قلب رجل واحد في حرب أكتوبر المجيد استطاعوا أن يحققوا النصر على العدو، كما يجب على كل القوى سواء كانت دينية أو ثقافية أو سياسية أن تلتف خلف المصلحة الوطنية لتبث روح الأمل والعزيمة في نفوس الشعوب، فلم تكن حرب أكتوبر معركة عسكرية فقط وإنما كانت معركة شعب يدافع عن حقه بكل الطرق وفي شتى الميادين، وهو ما جعل المصريين ينتصرون في هذه المعركة المصيرية التي أثبتت للعالم قوة وبسالة الشعب المصري، وأنه شعب يرفض الذل والهزيمة مهما طال الزمان.
ودعا عودة الشباب على ضرورة التسلح بالقرآن الكريم وسنة النبي ﷺ، والتحلي بالقيم الأصيلة والابتعاد عن كل ما يهدد عقيدتهم وأخلاقهم ليكونوا حماة الوطن وأعمدة المستقبل، محذرًا إياهم من الانجراف وراء الأوهام الفكرية التي يبثها الأعداء للعبث بعقولهم من أجل إضعاف قوة هذا الوطن والنيل منه في شبابه.
د. عباس شومان: صحن الجامع الأزهر شاهد على تحطيم كل الحملات التي استهدفت مصر والعالم الإسلامي*
يقول الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء الأزهر ورئيس رابطة خريجي جامعة الأزهر أن صحن الجامع الأزهر كان شاهدًا على تحطيم كل الحملات التي استهدفت مصر والعالم الإسلامي، وأن أعداءنا يعرفون تمامًا أن إخضاع مصر يعني السيطرة على العالم الإسلامي بأسره، وقد تجلى ذلك في الفشل المتكرر للإنجليز والفرنسيين والصهاينة وكل قوى الطغيان، التي واجهت المقاومة الشرسة من شعب مصر الأزهر.
مؤكدا أن وحدة الشعب المصري خلف قيادته في مواجهة التحديات. هذه اللحظات التاريخية تعكس قوة الشعب المصري وعزيمته على استرداد كرامته وأراضيه، وهو ما يتجلى في مواقف الأزهر الشريف الذي يظل رمزًا للعزة والكرامة في مواجهة كل أشكال العدوان.
وأكد الدكتور عباس شومان أن من أهم أسباب النصر كان الإيمان بالله والتوكل عليه، حيث كان جنودنا على يقين بأن من توكل على الله فهو حسبه، ولقد تجلى هذا الإيمان في روح الجنود الذين كانوا يحاربون من أجل قضية عادلة. فبالتأكيد، لم نكن معتدين، بل كنا نرد العدوان ونسعى لاستعادة أراضينا التي سلبها العدو.
كما أشار شومان إلى أهمية الأخذ بالأسباب، موضحًا أن التوكل على الله لا يعفي من العمل الجاد والإعداد الجيد، فقد أُمرنا بالإعداد للقوة، وبهذا الشكل استعددنا لما استطعنا، وأخذنا بتوجيهات الله عز وجل، حيث قمنا بتحضير ما أمكننا.
وشدد فضيلته على أهمية الاحتفاظ بذكرى انتصارات أكتوبر كدليل على قوة الإرادة المصرية والإيمان القوي بالله، مما يجعل من الأجيال القادمة تواصل السير على نفس النهج في مواجهة التحديات،
وأشار إلى أن التفكير الجماعي بين الشباب والفتيات والرجال حول كيفية دعم رجال الجيش كان أحد أسباب النصر، وكذلك من أسباب النصر التخطيط الدقيق الذي قامت به القيادة السياسية والعسكرية في اختيار التوقيت المناسب لبدء الحرب، واستخدام أفكار مبتكرة لم يسبق لها مثيل.
ويدعو الدكتور عباس شومان إلى أهمية الوحدة الوطنية التي سادت بين المسلمين والمسيحيين، حيث لم يكن هناك تمييز بينهم في مواجهة العدو، وقد تحقق النصر بمدد من الله، رغم انقطاع مدد البشر، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة تعزيز التضامن ووحدة الصفوف بين المصريين، خاصة في ظل استمرار التهديدات، مشيدًا بالقيادات السياسية والعسكرية التي لم تغفل عن تسليح الجيش رغم معاهدات السلام، حرصا واستعدادا لأي احتمالات أو غدر من المغادرين، .
د. إبراهيم الهدهد: الإيمان بالله والثقة في تأييده كان أساس النصر
يقول الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن الفرح بالنصر نعمة كبرى، وعلينا أن نفرح بيوم النصر حق الفرح، لأنه عطاء من الله، يجب على العبد أن يشكر الله عليه، لأن النصر ليس عن كثرة عدة وعتاد، وإنما هو منحة من الله، شريطة الأخذ بالأسباب.
وأضاف أن المتتبع لتاريخ العصر الأول للمسلمين، يجد أن النصر حليفهم في أغلب حروبهم، رغم قلة عدتهم وعتادهم مقارنة بجيوش أعدائهم، بسبب إيمانهم بالله، وتمسكهم بمنهجه، لأنهم علموا أن الإيمان بالله هو السبب في النصر، ثم بعد ذلك تأتي الأسباب المادية.
وبين الهدهد، أن المسلمين الأوائل نجحوا في غرس عوامل النصر في نفوس أبنائهم، من خلال غرس قيم العدل والحق وتنشئتهم على مكارم الأخلاق، لأن حسن الأخلاق من الإيمان، ومن توفرت فيه هذه العوامل جعل الله النصر حليفه ضد الظلم والطغيان، والروح التي ظهرت من شعب مصر في حرب أكتوبر المجيد، دليل على الإيمان الصادق، لذلك أرهب الجندي المصري العدو ومن يقف خلفه في أي مكان في العالم، ببسالته في أرض المعركة، والتي كان السبب فيها هو الإيمان بالله.
وأوضح الهدهد، أن مصر ستظل حجر عثرة في قلوب كل أعداء المسلمين في العالم، بسبب تمسك شعبها بالله سبحانه وتعالى، والتاريخ يشهد على عظمة الجيش المصري، الذي انكسر أمامه التتار والصليبيون مرورا بالصهاينة الذين شهد العالم على فضيحتهم أمام الجندي المصري، فمصر ستظل محفوظة بفضل ما حباها الله بها من مكانة، وما وهبه لها من جنود لا يفرطون في كرامتها وعزتها.
ويؤكد الدكتور مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين ان القوة الإيمانية والتمسك بحبل الله وإعداد العدة والأخذ بالأسباب كانت من أهم العوامل التي أدت لنصر أكتوبر المجيد فقد هزموا بصيحات الله اكبر التي زلزلت أرض المعركة فقد قال سبحانه وتعالى (إذ تستغيثون ربكم استجاب لكم أني ممدكم بالف من الملائكة مردفين واجعله الله الا بشري لكم ولتطمئن به قلوبكم والنصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم) كما قال تعالى (وكان حقًا علينا نصر المؤمنين)
ويضيف عبد السلام ان جنونا البواسل أخذوا بالأسباب وهي إعداد العدة بجانب القوة الإيمانية بقوله تعالى (واعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم وماتنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وانتم لاتظلمون)
ويشير عبد السلام ان روح أكتوبر ستظل علامة فارقة فى تاريخ العسكرية المصرية، وان الإرادة الصلبة التي يساندها الإيمان القوى والتخطيط المحكم تستطيع صناعة المعجزات، وأن القوى الكامنة بداخلنا هائلة، وأحرى بنا أن نحسن استغلالها لنحقق بها أعظم الإنجازات فى ميادين الحرب وميادين السلام معا.
وناشد أمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين الشباب بضرورة بذل الجهد والعمل المستمر حتى تصل مصرنا الحبيبة إلى بر الأمان وتحتل مكانتها اللائقة بين الدول
معركة الكرامة
وأكد الدكتور محمد الهادي مدير مركز الثقافة الإسلامية بمسجد النور بالعباسية أن ملحمة انتصارات حرب 6 أكتوبر المجيدة سطرت أعظم نموذج للتلاحم والانتماء وحب الوطن بين أفراد الشعب المصري وقواته المسلحة. مطالبا المصريين بالتوحد والتكاتف مع قواتنا المسلحة فى دحر الإرهاب وبناء مصر القوية الحديثة من خلال العمل الجاد والإخلاص للوطن، واستلهام روح أكتوبر فى مواجهة التحديات
ويوضح الهادي مدير مركز الثقافة الإسلامية بمسجد النور فضل المجاهدين المرابطين في سبيل الله المدافعين عن الأوطان حيث اعد الله لهم أجرا كبيرا
عن أبى الدرداء - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: «إن فى الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين فى سبيله, ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض».
وعن عبد الرحمن بن جبر - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: «من اغبرت قدماه فى سبيل الله, حرمه الله على النار». .