عاجل
الخميس 6 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اقتصاد الحرب

6 مليارات دولار خسائر قناة السويس بسبب الصراع الحالي في الشرق الأوسط

الدكتور محمد الشوادفي استاذ الاقتصاد
الدكتور محمد الشوادفي استاذ الاقتصاد

أكد خبراء الاقتصاد أن الحروب التي خاضتها مصر بداية من حرب 48 مرورا بـ56 ثم نكسة 67 وصولا الي حرب 1973 اثرت بالسلب على تعطيل مسيرة مصر التنموية حيث تعثرت كافة الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والطرق حيث ان الحروب في القرن الماضي استنزفت موارد الدولة وزادت من اعبائها وعرقلت مسيرة التنمية لاجيال قادمة وادي الي تكدس الفصول وانخفاض عدد الجامعات وتغير خطط التنمية وعدم مواجهة الزيادة السكانية مشيرا الي ان المعارك التي خاضتها مصر في القرن الماضي ما زالت الدولة تدفع فواتيرها لا سيما حرب 1967 وما ترتب عليه من ضياع موارد الدولة وزيادة الانفاق العسكري بتجديد المعدات.



 

وكشف الخبراء ان الدولة اضطرت إلى التخلى عن الخطة الخمسية الثانـية 64/1965 - 69/1970 التـى كانـت تسـتهدف بـناء الصـناعات الثقيلة واستكمال ما تم خلال الخطة الخمسية الأولى، واستبدلت بها خطة ثلاثـية، ثم خططا سنوية لتسريع وتيرة الإنجاز.نتيجةً لذلك تراجع معدل النمو فى الناتج المحلى خلال الفترة من 1966 إلى 1971 ليصبح الإجمالى المحلى نحو 2٫9%.(3) هكذا، مر الاقتصاد القومى بفترة ركود تصل إلى ثمانى أو تسع سنوات ما بين 64/1965 و1973، استنادا إلى ذلك الانخفاض الكبير فى معدل نمـو الدخل القومى (أقل من 3٪ خلال هذه الفترة) الذي لم يكن يتجاوز كثيرا معدل النمو السكانى. وفـى عام 66/1967، لم يزد الدخل القومى على الإطلاق، الأكثر من ذلك أن الدخل القومى تناقص فى السنة المالية التالية 67/1968 بنسبة 2%. وخـلال السـنوات الخمـس التالـية للخطـة الخمسـية الأولـى، انخفضـت نسبة الـزيادة فـى الـناتج المحلـى الإجمالـى لتصل إلى 17٪ بعد أن كانت 37٪ خـلال سـنوات الخطـة الخمسـية الأولـى.كان السبب فى هذا التدهور فى مسـتوى الـناتج هـو تدهور حجم الاستثمار، حيث هبطت نسبته من 18% فـى أواخـر سنوات الخطة الخمسية الأولى إلى 12٪ عام 1972، كما هبطت نسبة الادخار من 14٪ إلى 8٪ خلال الفترة نفسها. ومـع انـتهاء حقبة الستينيات، كانت سياسة الإحلال محل الواردات قد تجـاوزت إمكانـياتها ولـم يـنجم عـنها سوى إحلال نوع معـين مـن الـواردات محـل نوع آخـر، ورغم ذلك لم تخفف العبء على ميزان المدفوعات، بل زادته.

 

 

يكشف الدكتور محمد الشوادفي استاذ الاستثمار والتمويل بجامعة الزقازيق ان الحروب تؤثر تاثيرا كبيرا علي الاقتصاديات في العالم ويكفي ان ندلل علي ذلك بانه عقب الحرب العالمية الاولي والثانية اقترضت بريطانيا من مصر حيث ان الاقصاد المصري كان قويا في تلك الفترة وكان يصل الجنيه المصري بعجة دولارات او جنيهات استرليني

ويشير الشوادفي الي ان البغض قد يتساءل كيف تبدل حال الاقصاد المصري بعد ان كان قويا وتكمن الاجابة في خوض مصر 6 حروب متتالية في اقل من 60 عاما وقد اثرت بالسلب علي التنمية الاقتصادية لذا لجأت مصر إلى ما يسمى اقتصاد الحرب(1) خلال الفترة من 1967 إلى 1973، حيت اتخذت مجموعة من التدابير وإجراءات الطوارئ بغرض الحفاظ على رصيد النقد الأجنبى وتوفير الموارد للمجهود الحربى وتسليح الجيش خلال تلك الفترة. فبعد هزيمة 1967، اتخذت بعض الإجراءات من أجل بناء الجيش المصري وتوفير الموارد المالية لتسليح الجيش والاستعداد للحرب التالية والي كان من اهمها

إعادة النظر فى خطة الاستيراد والتصدير بسبب تفاقم العجز فى الميزان التجاري. والاعتماد على المنتج المحلى. وتأجيل تنفيذ المشروعات الطويلة الأجل. وكذا تخفيض الإنفاق الحكومى ومعالجة الجهاز الإداري للدولة. وتقليص عدد الوزارات

ويوضح الشوادفي ان الحروب اثر بالسلب علي تعثر الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والطرق وكافة المجالات حيث ان الحروب في القرن الماضي استنزفت موارد الدولة وزادت من اعبائها وعرقلت مسيرة التنمية لاجيال قادمة وادي الي تكدس الفصول وانخفاض عدد الجامعات وتغير خطط التنمية وعدم مواجهة الزيادة السكانية مشيرا الي ان المعارك التي خاضتها مصر في القرن الماضي مازالت الدولة تدفع فواتيرها ولاسيما حرب 1967 وماترتب عليه من ضياع موارد الدولة وزيادة الانفاق العسكري بتجديد المعدات

وتطرق الدكتور محمد الشوادفي لفترة حرب 1973 وانتصارات الجيش وقد اتخذ ت مصر طريق السلام حتي تستفيق الي التنمية الا ان المعارك المختلفة في المنطقة ادت الي مشاكل كثيرة متعلقة بالاقتصاد القومي ولاسيما منذ 2019 الي اليوم مدللا علي ذلك بالحرب الروسية الاوكرانية والي ادتت الي زيادة تكاليف الغذاء والطاقة وارتفاع معدلات التضخم في اوروبا وارتفاع أسعار المنتجات في كل دول العالم الامر الذي انعكس علي أسعار واردات الدول النفطية وانعكس ذلك علي مجمل الانفاق في الاسرة المصرية باعتبار ان معظم احتياجات الاسرة والمجتمع مستوردة الامر الذي ادي الي مشاكل في الاقتصاد الوطني وانعكس بصفة تحديدية بما يسمي بالشح الدولاري ثم ادي من ناحية ثانية الي انخفاض الواردات الدولة من الروافد الاساسية للدخل المصري خاصة السياحة باعتبار ان سوق اوروبا الشرقية من الأسواق التقليدية

وتطرق الدكور الشوادفي للحروب الاخيرة ومن اهمها حرب غزة ادت ايضا الي انخفاض مصر من قناة السويس وبالتالي فان الحروب الداخلية المباشرة اثرت علي الدولة المصرية في زيادة الانفاق علي السلاح وعطل من ناحية اخري خطط التنمية المستهدفة والحروب الخارجية التي حدثت في هذا العقد اثرت علي التدفقات النقدية وخاصة النقد الاجنبي مما ادي الي العسر المالي الذي تواجهه الدولة في توفير احتياجاتها من النقد الاجنبي وكذا اضطراب الاقليم وماترتب عليه من مشاكل كبيرة والتي ادن الي انخفاض الاستثمارات في المنطقة بصفة عامة وتخوف المسثمرين

 

ولفت الدكتور الشوادفي الي ان هناك مجموعة من العوامل جعلت اداء الاقتصاد ضعيفا منذ عام 1965 اقتصاديا ضعيفا. فبـدءا مـن عـام 1966 لم تنفذ خطط الاستثمار، ولـم تـتحقق زيـادات فـى دخول الأفراد بسبب أعباء حرب 1967 واسـتمرار أعـباء التسـليح بعـدها، فضلا عن تفاقم الضغط السكانى الذي تآكلـت معه ثمار التنمية، وزيادة الاستهلاك الخاص والعام، بالإضافة إلى تزايد الاتجاه نحو خفـض تكالـيف المعيشـة، واستمرار ارتفاع معدلات التضخم، واختلال ميـزان المدفـوعات، ومـا اسـتتبعه مـن زيـادة فـى المديونية، خاصة الديون القصـيرة الأجل مع قصور موارد الدولة من العملات الأجنبية بسبب إغلاق قناة السـويس، وتوقـف الموارد السياحية، واستيلاء العدو على حقول البترول فى سيناء

 

وطالب الشوادفي بضرورة اعادة النظر في كيفية الاعتماد علي الذات وضرورة التركيز علي الصناعة والانتاج باعتبار ان الارادة المصرية هي الاساس في حل المشكلا ت مؤكدا ان الموقع الاسنيراتيجي لمصر جعله يتاثر بالاحداث العالمية مؤكدا ان مصر هي مركز استقرار العالم

 

 

 

 

ومن جانبه يؤكد الدكور محمود عنبر اساذ الاقتصاد بجامعة أسوان ان التكلفة الاقصادية لاي حالة حرب هي تكلفة باهظة لم تؤثر علي الاجيال الحالية بل ان اثارها السلبية تظلم الاجيال القادمة وتوثر علي فكرة التنمية المستدامة والتي من اهدافها الحفاظ علي مستوي رفاهية معين للاجيال الحالية دون المساس بحقوق الاجيال المستقبيلية في التنمية وبالتالي عدم وجود اي استقرار امني وسياسي يؤدي لهروب الاستثمار ودفق الاموال الاجنبية او استثمارا حالية لان راس المال كما يطلق عليه ( جبان ) وليس له وطن ولا يبحث عن مكان الا الذي يعظم ارباحه

ويقول عنبر ان التكلفة الاجمالية للحروب وابان انقسام العالم الي انقسامين معسكر غربي ومعسكر شرقي اصبحت مختلفة عن الفكر التقليدي للحروب لان الامر تطور اكثر الي استخدام فكرة العقوبات الاقتصادية كااحد انواع الصراع وبالتالي استخدام هذا الامر يستطيع ان يركع اقتصاد اي دولة

ويشير الدكتور محمود عنبر ان الدولة المصرية لها ميزة مطلقة لها قدر كبير من التوازن مابين القوي الاقليمية والدولية وفيما يتعلق بالشرق الاوسط العالم كله يدرك قوة الدولة المصرية سواء اقتصاديا وعسكريا وتاثيرها لافتا الي ان هناك جبهات كانت تريد ان تدفع دفعا لتةجيه ضربات عسكرية سواءمايتعلق بملف جنوب مصر السودان ومنابع المياه في اثيوبيا اوفيما يتعلق بحالة الصراع العربي الاسرائيلي او فيما يتعلق بحدودنا الغربية مع الجانب الليبي مشيرا الي ان كفاءة الدولة المصرية استطاعت ان تتحقق ما كانت ترمي اليه دون ان يكلف الدولة المصرية دخول صراع مسلح لان عاقبته الاقتصادية ستكون سلبية بعد ان استطاعت مصر التغلب علي سلسلة طويلة العقبات ووضعت نفسها في مصاف الدول المتقدمة وقد حصلت مصر على كثير من الاشادات الدولية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز