عاجل| تفاصيل لحظة انطلاق الأبطال.. 51 عامًا على هزيمة إسرائيل
عادل عبدالمحسن
بينما كانت عقارب الساعة إلى الثانية من مساء يوم السادس من أكتوبر عام 1973 انطلق الأبطال إلى صناعة المجد والانتصار وتلقين العدو المتغطرس درسًا لن ينساه.
اليوم الأحد السادس من أكتوبر، تحل الذكرى الـ51 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، هذا اليوم الذي يُعد من أعظم الأيام التي مرت على المصريين، حيث تعد حرب أكتوبر بلا شك أحد أهم وأعظم الأحداث التاريخية في العصر الحديث، والتي غيرت العديد من المفاهيم والأفكار السياسية والاستراتيجية والعسكرية، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل امتدت آثارها إلى العديد من مناطق الصراع حول العالم. فحرب السادس من أكتوبر هي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقت واحد على إسرائيل عام 1973.
كانت إسرائيل قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري، بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية، أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة.
وساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي. عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف.
وفي حين، توغلت القوات المصرية 20 كم شرقًا داخل سيناء، تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولًا إلى سهل الحولة وبحيرة طبرية.
كانت في تمام الساعة الثانية نفذت 220 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة "كان أقصى عمقٍ ممكنٍ للطائرات المصرية وعليه غطت الضربة الجوية النصف الغربي من سيناء عدا هجوم واحد قصف مطارًا جنوب العريش".
عبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية "حوالي 30 م" لتفادي الرادارات الإسرائيلية، وقد استهدفت المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي النفط ومخازن الذخيرة، وقد جاء في تقرير قائد القوات الجوية عقب الهجوم أن الضربة حققت 95% من أهدافها الموضوعة.
بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائقَ بدأتِ المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرقي القناة بشكلٍ مكثفٍ تحضيرًا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة، لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح المياه.
وفي تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقعُ النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف، لتأمين عبور المشاة من نيرانها. في تمام الساعة 14:30 كان ألفا ضابطٍ وثلاثين ألف جنديٍّ من خمس فرق مشاة قد عبروا القناة، واحتفظوا بخمسة رؤوس جسورٍ واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية.
اجتمع مجلس الأمن في مساء 21 أكتوبر، وأصدر صباح يوم 22 أكتوبر القرار 338 الذي قضى بوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المشتركة في موعدٍ لا يزيد على 12 ساعة من لحظة صدور القرار، ووافقت كل من مصر وإسرائيل رسميًا على القرار. وتخليدًا لذكرى انتصارات أكتوبر تحتفل القوات المسلحة المصرية بعيدها يوم 6 أكتوبر من كل عام، وأُنشئت في مصر عدة متاحفَ سواء في القاهرة أو في مدن القناة عُرضت بها بعض القطع من مخلفات الحرب، ولعل أشهر تلك المنشآت بانوراما حرب أكتوبر في شارع صلاح سالم بالقاهرة والتي تعرض تسجيلاتٍ بالصوت والصورة تحكي قصص المعارك الحربية المصرية بست لغاتٍ مختلفةٍ هي العربية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية، والفرنسية، واليابانية.
كما وثقت السينما المصرية لحظة النصر في حرب السادس من أكتوبر بمجموعة من الأفلام رصدت فترة الحرب وسُجلت في تاريخ السينما كعلامات معبرة عن تلك الفترة، والتي تُعرض على شاشات التليفزيون المصري في شهر أكتوبر من كل عام احتفالًا بذكرى النصر، ومن هذه الأفلام" حتى آخر العمر والرصاصة لاتزال في جيبي والعمر لحظة" ليخلد التاريخ قصة جيش وشعب جسور أبى الهزيمة والاحتلال على مر العصور .