أسلاف شعب الهوسا
د. إسماعيل حامد
تنتسب شعوبُ الهوسا إلى جد قديم لهم، وهو يُعد بمثابة الشخصية التي تصور دور البطولة في تاريخ هذا الشعب الأفريقي، وكان اسم جد شعوب الهوسا: بايا يزيدا، أو "بايزيدا"، أو "بايا- جيدا"BaYajida، وكذلك يقال له أيضًا تسميات: أبويازيدو Yazid, Abu Yazidu Abu...الخ،
ويقال إنه كان من ذوي الأصول العربية، حيث إنه كان من أمراء بغداد. ثم جاء بايا جيدا من بغداد على رأس جيش كبير، واستقر في بلاد البرنو في تشاد، وتحالف مع ملك هذه البلاد، وتزوج ابنة ملك هذه البلاد، وكان اسمها: ماجيرا.
وتذكر الروايات المحلية لدى شعب الهوسا أن ملك البرنو غار من زوج ابنته بايا- جيدا، بل وأضمر هذا الملك الشر لبايا جيدا، وأراد التخلص منه، عندها أخبرته زوجته بما ينوي أبوها السلطان، فهرب بايا جيدا إلى بلاد الهوسا في نيجيريا، واستقر في مدينة داروا (داروة).
وعلى هذا بدأت قصة هذا الشعب مع هذه الشخصية المهمة في تاريخ الهوسا. ويسكن شعبُ "الهوسا" بلاد الهوسا شمال نيجيريا حالياً، وكذلك في بعض الأقاليم داخل دولة النيجر حاليا، وشعوب الهوسا ينتشرون على أية حال في عدة مقاطعات، منها: سكتو، وكانو، وزاريا، وباوتشي، وكاتسنة (كاتسينا)، وجوبير..الخ.
وتأسست في بلاد الهوسا "سبعُ ممالـك"، تُعرف بـ(هوسا باكواي)، Hausa Bakwai وهي تشتهر بأنها (الممالك السبع الحقيقية)، أو (الممالك الشرعية) Seven Legitimate State. ويطلق على السبع الأخرى في: (بانزا باكواي) Bakwai Banza، ويُقصد بها "السبع ممالك غير حقيقية، أو "الممالك الغير شرعية"Seven Illegitimate States .
ولقد تأثـر شعب "الهوسا" ببعض "المؤثرات الزنجية" ولعل ذلك يكون أمراً طبيعياً، ولاغرابة في ذلك بحكم الجوار الجغرافي. ويُشير البعضُ إلى أنه منذ القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي بدأت تظهر ممالـك الهوسا باعتبارها كيانات سياسية في "السودان الأوسط"، وإن كان يغلب عليها "الطابع الأسطوري"، لاسيما وأنه كان يحكمها في ذلك الوقت ملوك يتصفون بالقداسة، إذ كان الحاكم يُعتبر بأنه بمثابة "ملك نصف مقدس" Semi-divine King.
ويُعد ابن بطوطة (ت: 779هـ/1377م) من أقدم من تحدث من المؤرخين والرحالة القدامى عن تلك ممالك "بلاد الهوسا"، وتحدث ابن بطوطة عن بعض تلك الممالك، ومنها: "مملكة جوبير" (غوبر).