عاجل
الأحد 2 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

وزارة الثقافة المصرية قدمت صالونًا ثقافيًا بعنوان "مصر مسرح للأحداث في روايات لوفينو"

وزارة الثقافة ألقت الضوء على التاريخ  المصري القديم من خلال روايات ألفريدو لوفينو بصالون الأوبرا الثقافي 

 



 روايات لوفينو  تبرز جوانب خفية من الحضارة الفرعونية في صالون الأوبرا على المسرح الصغير

 

واصلت وزارة الثقافة المصرية إبداعها الفني والفكري، بتقديم أنشطة ثقافية مميزة من خلال دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتورة لمياء زايد، التي تحرص ضمن نشاطها الثقافي والفكري على إثراء الساحة المصرية بفعاليات تحمل الطابع الثقافي الراقي، وبالتعاون مع مؤسسة مصر الآن للتنمية والثقافة، نظمت صالونًا ثقافيًا مميزًا بعنوان "مصر مسرح للأحداث في روايات لوفينو" على المسرح الصغير، استضافت خلاله الكاتب الإيطالي البارز ألفريدو لوفينو، أستاذ علم المصريات بجامعة تورينو ونائب رئيس دار الحكمة بإيطاليا، والدكتور وسيم السيسي، الباحث في تاريخ مصر القديمة، بحضور المترجم إسلام فوزي، والدكتور فوزى عيسى، الأستاذ بقسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن جامعة عين شمس، مع حضور مميز من جمهور الثقافة والفكر، وعدد كبير من الجاليات الإيطالية بالقاهرة. افتتح الدكتور فوزي عيسى، الصالون بكلمة معبرة عن سعادته بوجوده في دار الأوبرا المصرية، تلك المنارة الثقافية العريقة. وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة في تنظيم هذا الحدث الفريد.

ثم بدأ بتناول محاور الصالون، متطرقًا إلى الرواية الأولى بعنوان "الشهر الثالث من الفيضان"، والتي تدور حول جريمة قتل في مصر القديمة، يتهم فيها شخص بريء ويحكم عليه ،كان فقط يسعى لإنقاذ زوجته الأميرة. تلي ذلك استعراض أحداث الرواية الثانية "انتقام الملكة"، والتي تحكي عن عالمة آثار تبحث عن والدها المختفي خلال بعثة أثرية، وتكتشف أثناء رحلتها مقبرة نفرتيتي زوجة إخناتون.

وسرد عيسى، كيف أن لعنة الملكة مع اقترابهم من مقبرتها أدت إلى إغلاق المقبرة على والدها وعالم الآثار، مشيرًا إلى براعة التصميم الهندسي للمقبرة وحمايتها بواسطة باب مخفى بالرمل الناعم وصخرة ضخمة. واختتم كلمته بشكر الدكتور وسيم السيسي، على حضوره الكريم.  وقد تميز اللقاء بمشاركة الباحث المرموق الدكتور وسيم السيسي، الذي أضفى على الحوار بعدًا أعمق من خلال مناقشاته الغنية عن تاريخ مصر القديمة وأهمية تناولها في الأدب العالمي، حيث عبّر  عن تقديره الكبير للحضور، متحدثًا عن إعجابه الكبير برواية "انتقام الملكة"، ومشيدًا بقدرة لوفينو على حل لغز الجريمة ببراعة.

ولفت إلى عبقرية تصميم المقبرة الفرعونية، موضحًا تفاصيل الصخرة والرمال الناعمة التي تحكم إغلاق الباب المخفى. كما أشار إلى خطأ تاريخي شائع يتمثل في الاعتقاد بتعدد الآلهة في مصر القديمة، موضحًا أن إخناتون ونفرتيتي كانا من أوائل دعاة التوحيد. واستشهد بكتابات على هرم أوناس من الأسرة الخامسة منقوشة بالهيروغليفية، التي تشير إلى عقيدة التوحيد، وتعني "واحد أحد ليس له ثاني"، واشار أن الخلافات فى تلك الحقبة الزمنية كانت سياسية فى الأساس وليست دينية، مستعرضًا عدة أقوال وكتابات خلال تلك الفترة تدلل على عظمة الإله الواحد، واختتم حديثه بعرض تسجيلي لأقوال مفكرين وعلماء آثار، تؤكد مفهوم التوحيد في مصر القديمة.

في ختام الصالون، تحدث الكاتب الإيطالي ألفريدو لوفينو، معربًا عن امتنانه الشديد للحضور، ووجّه شكره للدكتور وسيم السيسي، على ملاحظاته القيمة، والدكتور فوزي عيسى، على ترجمة رواياته إلى العربية، وكذا الشكر للمترجم أسامة فوزي، وعبر عن سعادته البالغة بوجوده في مصر برفقة ٢٥ من أصدقائه الإيطاليين، معتبرًا هذه اللحظات من أسعد الأوقات في حياته. وأعلن لوفينو عن مشروعه الجديد لنشر كتاب يتضمن دليلاً سياحيًا باللغة الإيطالية عن مصر من العصر الفرعوني حتى العصر الحديث الحالي، ليصبح الكتاب رقم ٣٦ في مسيرته.

كما أشار إلى التحديات التي واجهته في كتابة رواياته التسع، مؤكدًا أنه منذ سبعينيات القرن العشرين يدور النقاش حول وحدانية الإله في مصر القديمة. مع الإشارة إلى الفروق الجلية بين تناول الدراسات لهذه القضية واتسامها بالجمود بلا روح، عن فن الرواية التي تعيش شخصياتها بداخل المؤلف أو بداخلنا. وأعرب عن سعادته الكبيرة بترجمة روايته إلى العربية، مختتمًا حديثه بتأكيد حبه لمصر وإيطاليا على حد سواء. وعلى مدار الصالون، تفاعل الجمهور مع المناقشات العميقة التي تناولت التاريخ المصري القديم وأسرار الحضارة الفرعونية، فيما كانت الترجمة الدقيقة التي ألقاها إسلام فوزى جسرًا ممتدًا بين ثقافتين عريقتين، ليخرج الحضور وقد استمتعوا بليلة فكرية ثرية تعزز من روابط الثقافة بين مصر وإيطاليا.

وبهذا الصالون الثقافي، أكدت وزارة الثقافة، من خلال دار الأوبرا المصرية، رسالتها المستمرة في بناء جسور المعرفة بين الحضارات المختلفة، لتظل مصر دائمًا وأبدًا قبلة للفكر والفن، ومسرحًا للأحداث العالمية، سواء في الماضي أو الحاضر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز