عالم أزهري: أهل العلم لهم منزلة كبيرة في الدنيا والآخرة
محمود هيكل
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن جميع الشرائع السماوية حثت على طلب العلم، ولقد اهتم الإسلام بقيمة العلم، ويكفي للتدليل على ذلك أن أول ما نزل من القرآن هي كلمة "اقرأ" في قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" [العلق:1]، وهذا دليل واضح على أهمية العلم في تكوين عقل الإنسان، وفي رفعه إلى المكانة السامية.
وتابع عمارة، خلال خطبة الجمعة، اليوم، بمسجد جامعة كفر الشيخ، أنَّ اللَّه اختص أهل العلم والإيمان دون غيرهم بأن يرفع الذي يطلب العلم والذي يعمل به على غيره درجات؛ فقال تعالى: " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة: 11]، أي: يرفع الذين أوتوا العلم من المؤمنين بفضل علمهم درجات على من سواهم في الجنة.
وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ العلم يورث الإنسان خشية اللَّه عزَّ وجلَّ، فقال تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» [فاطر: 28]، وتدل هذه الآية دلالة واضحة على أن العلم يرتقي بصاحبه إلى أعلى مراتب الإيمان باللَّه والخشية منه سبحانه وتعالى، فلا يخشى اللَّه تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوه حق معرفته، وقد بلغ طالب العلم درجة المجاهد في سبيل اللَّه، فعن أنسٍ، رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «من خرج في طلب العلم كان في سبيل اللَّه حتى يرجع» [رواه الترمذي].
وأشار عمارة، إلى أنَّ لشرف العلم أباح اللَّه لنا أكل الصيد الذي صاده الكلب المُعلم، فقال تعالى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة:4] ، فإن صاده كلب غير مُعلَّمٍ لا يؤكل، هذا كلب رفعه اللَّه درجةً عن أقرانه في عالم الحيوانات بالعلم فما بالنا بمن تعلم الكتاب والسنة؟