الجارديان: تصعيد إسرائيل في لبنان مبني على اعتقاد محفوف بالمخاطر بأن قصفها لحزب الله سيقود لوقف إطلاق النار
وكالات
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أنه بات من الواضح الآن أن قيام إسرائيل بعملية تفجير أجهزة النداء (البيجر) في لبنان كانت مجرد خطوة أولى وأن ما يتكشف الآن هو استراتيجية إسرائيلية للتصعيد العسكري ضد حزب الله، تقوم على اعتقاد محفوف بالمخاطر بأن الحزب يمكن أن يصل إلى حد وقف إطلاق النار قبل انتهاء القتال في غزة.
وقالت الصحيفة -في تحليل أوردته اليوم الأربعاء- إن موجة الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل أمس الأول الاثنين على جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 558 شخصا على الأقل ونزوح آلاف، ولا توجد أي إشارة على تباطؤ الحملة. فقد قالت القوات الجوية الإسرائيلية إنها أسقطت 2000 قنبلة في غضون 24 ساعة ــ ولا شك أن هذه الحرب أصبحت الآن حربا شاملة، وإن كانت لم تتحول بعد إلى صراع شامل .
وأضافت أنه في الوقت نفسه، يعيش حزب الله حالة من الفوضى. ففي البداية أصيب المئات من عناصره في هجوم أجهزة النداء والهجوم اللاحق باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكية ثم قُتل قادة في وحدة رضوان العسكرية إثر غارة إسرائيلية على جنوب بيروت يوم الجمعة الماضي. ففي يوم الثلاثاء، زعمت إسرائيل أنها قتلت إبراهيم القبيسي رئيس أنظمة الصواريخ في حزب الله، مرة أخرى في هجوم في جنوب العاصمة اللبنانية.
وقالت الصحيفة أنه مع ذلك، يصعد حزب الله أيضا من هجماته. واستشهدت بتصريحات يهوشوا كاليسكي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التي قال فيها إن هجمات حزب الله بالصواريخ والطائرات بدون طيار على شمال إسرائيل لدعم حماس كانت بمثابة ضربات ضد "أهداف ومجتمعات في الجليل الأعلى" وشملت الأسلحة المستخدمة "صواريخ قصيرة المدى تحمل حوالي 20 كجم من المتفجرات" وهي كمية متواضعة.
وأضاف "لكن منذ يوم الأحد الماضي، بدأ حزب الله في استخدام صواريخ قصيرة المدى، فادي-1 وفادي-2، بمدى 50 و 65 ميلا على التوالي - تستهدف محيط مدينة حيفا الشمالية. ورغم أنها ليست دقيقة بشكل خاص، إلا أن فادي-2 يحمل حمولة متفجرة تبلغ حوالي 170 كيلوجراما، وهي جزء من مخزون قصير ومتوسط المدى يقدر أنه يصل إلى "عشرات الآلاف".
وأشارت الجارديان إلى أنه بينما قتلت اسرائيل مئات الاشخاص، لم يتمكن حزب الله الا من جرح أعداد صغيرة في المقابل. وهذا لا يرقى الى رادع لاسرائيل، لذا فليس من المستغرب أن يعد القائد العسكري الاعلى، هيرتسي هاليفي، "بتسريع وتيرة العمليات الهجومية اليوم".
وقال عساف أوريون، المسؤول السابق في الجيش الاسرائيلي ورئيس الاستراتيجية بين عامي 2010 و 2015، ان دينامية الصراع تتجه الان "صوب المزيد من التصعيد". وقال: "لا ارى حزب الله يستسلم ويخضع".
ومضت الصحيفة تقول إن الحقيقة هي ان حزب الله يتعين ان يستمر في تشكيل تهديد لشمال اسرائيل للحفاظ على استمرار الصراع وفقا للشروط التي يتم بموجبها. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية هدفا جديدا للحرب وهو: العودة الآمنة لنحو 65 ألف شخص نزحوا من الشمال ـولكن الصراع الحالي يهدد بتشريد المزيد من الإسرائيليين من منازلهم مع تزايد نطاق الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال استمر الصراع المتصاعد لفترة أطول كثيرا، فإن السؤال سيتمثل في ما إذا كانت إسرائيل سوف تفكر في غزو بري لجنوب لبنان عبر التضاريس الوعرة إلى خط نهر الليطاني، حيث بنى حزب الله شبكة أنفاق واسعة النطاق، غير أن هذا خيار محفوف بالمخاطر، في مواجهة مجموعة مسلحة جيدا وذات خبرة، وربما يبلغ عدد مقاتليها ثلاثين ألف مقاتل وأعدادا مماثلة في الاحتياطي كما أن محاولة نزع السلاح من المنطقة قد لا توقف الهجمات الصاروخية من الشمال.
واختتمت الصحيفة البريطانية تحليلها قائلة إنه من الواضح أن الوضع أصبح أكثر خطورة. إن حزب الله لديه حلفاء. ورغم أن قِلة من الخبراء يعتقدون أن إيران تريد أن تجر إلى مواجهة مع إسرائيل، فسوف يكون هناك قلق في إيران إذا استمر حزب الله في التعرض لضربات شديدة. ونسبت إلى أوريون قوله إنه على الصعيد الدبلوماسي، يبدو أنه "لا يوجد مخرج الآن" في حين فشلت أشهر من الجهود الرامية إلى إحلال السلام في غزة في إحراز أي تقدم.