بعد 17 عامًا من الزواج.. معلمة تذبح زوجها وتطعن ابنهما والمحكمة تعاقبها بالإعدام.. القصة الكاملة
إيهاب علي
بعد 17 عامًا من الزواج عاشت فيها المتهمة "أمل" مع زوجها المجني عليه "يسري" ورزقهما الله بـ5 أبناء من البنات والبنين وكانا يعملان مدرسان بإحدى مدارس قرية مسارة بمركز ديروط في أسيوط ويقيمان بمنزل عائلة زوجها وظلا يجمعان راتبهما حتى أن قررا بناء منزل صغير لأبنائهم وقامت الزوجة ببيع مصوغاتها وإعطائها لزوجها وقاما ببناء منزلهم الصغير وانتقلا بصحبة أبنائهم للسكن بمنزلهم وتحولت حياتهم من سعادة إلى نكد ومشاكل زوجية حتى أن قامت الزوجة بذبح زوجها وطعن نجلها الأصغر أثناء نومه لتقودها جريمتها إلى حبل المشنقة.
بداية الواقعة عندما تلقى مامور مركز شرطة ديروط بلاغا بقيام " أمل . م . ز " 41 عاما معلمة بذبح زوجها وطعن نجلها بقرية مساره بمركز ديروط وألقت قوات الشرطة القبض عليها واعترفت بارتكاب الواقعة .
وأمام النيابة العامة اعترفت المتهمة بارتكاب الواقعة وقالت في تحقيقات النيابة العامة ان زوجها طلب منها معاشرتها فيما حرمه الله وطلب منها الصعود إلى الطابق الثاني بمنزلهم وقامت المتهم بإحضار سكين من المطبخ وصعدت لزوجها وأثناء قيامه بالعلاقة قامت بذبحه وتركته غارقا في دماءه وقامت بإحضار سكين آخر من المطبخ وقامت بطعن نجلها الأصغر أثناء نومه حتى توهم قوات الشرطة بان زوجها طعن نجلهما وبعدها أقدم على الانتحار ولكن عناية الله أنقذت الصغير من الموت واقر بان والدته من قامت بطعنه.
وأحال المحام العام لنيابات شمال أسيوط الكلية المتهمة الى محكمة الجنايات ووجهت النيابة العامة للمتهمة " أمل . م . ز " انه في يوم 16 نوفمبر 2023 بقرية مساره بمركز ديروط قتــلت زوجها المجني عليه " يسري . ع . ع " عمدا مع سبق الإصرار بسبب خلاف سابق بينهما وعقدت العزم فأعدت لذلك سلاحين أبيضين وما أن ظفرت به حتى قامت بذبـحه وإصابته والتي أودت بحياته كما شرعت في قتـل نجلهما " عمر . ي . ع " 5 سنوات عمدا مع سبق الإصرار وقامت بطعنه في بطنه إلا أن أثر جريمتها قد خاب لسبب لا دخل لإرادتها فيه إلا وهو علاج الطفل.
وامام هيئة الدائرة السادسة بمحكمة جنايات أسيوط عدلت عن اقوالها التي ادلت بها امام النيابة العامة وقالت:" أنا كنت أعيش مع زوجي وأبنائنا الـ 5 حياة مستقرة وكان زوجي أيضا يعمل معلم أول بالمدرسة وقمنا بادخار رواتبنا من اجل بناء منزل يجمعنا نحن وأبنائنا وبالفعل قمنا بادخار مبلغ وقمنا ببناء المنزل وقال لي زوجي وقتها " أنا حاسس إننا مش هنقعد في المنزل ده" لأن الناس كانت تحسدنا إننا استطعنا جمع المال لبناء المنزل وحياتنا المستقرة.
وأضافت ذهبت الى محافظة المنيا لزيارة احدى زميلاتي أعطتني كتاب قالت لي انه سوف يحفظنا ويحمينا من الحسد وبالفعل أخذت الكتاب وبدأت القراءة فيه ولكن وجدت فيه عبارات غير مفهومة لم استطع فهما ودخل على زوجي وأنا اقرأ في الكتاب وعندما نظر فيه قال لي انه سحر وسوف يقلب حياتنا ويدمر منزلنا ولكن لم أكن أومن بالسحر والشعوذة ولكن بالفعل تبدل الحال وبدأت الخلافات بيننا وذهبت إلى أطباء واجمعوا إنني لا أعاني من مرض عضوي ولكن أعاني من مرض نفسي وزاد الأمر تدهورا حتى يوم الواقعة طلب مني زوجي ممارسة العلاقة الزوجية وبعد نوم أبنائنا كنت في طريقي للصعود للطابق الثالث بمنزلنا لممارسة العلاقة ولكن بدون إدراك وجدت نفسي ذهبت إلى المطبخ وأخذت "سكـين" وأخفيتها خلفي وصعدت بعد ذلك إلى زوجي وأخفيت السكـين أسفل الكنبة التي كنا نجلس عليها وبعد انتهاء ممارسة العلاقة قمت بإخراج السكـين وذبحت بها زوجي دون أن أدري ونزلت لغرفة نوم أولادي وقمت بإحضار سكين أخرى وطعنت بها ابننا الأصغر.
وبعد سماع هيئة المحكمة لأقوال المتهمة قررت المحكمة بإيداعها بإحدى منشآت الصحة النفسية والعقلية التابعة للمجلس الإقليمي للصحة النفسية لمدة 45 يومًا وندب لجنة ثلاثية من الأطباء لفحص حالتها النفسية والعقلية وبيان مدى مسؤوليتها عن تصرفاتها وما إذا كانت تعاني من أمراض نفسية أو عقلية تفقدها الشعور أو الإدراك من عدمه ومدى مسؤوليتها جنائيا عن أفعالها وورد تقرير إدارة الطب النفسي الشرعي التابع لإدارة المجلس الإقليمي للصحة النفسية بوزارة الصحة أن حالتها لا تستدعي حجزها بمستشفى الصحة النفسية لعدم ثبوت المرض النفسي أو العقلي.
وكانت المفاجأة في تقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية بأن المتهمة لا تعاني من أي أمراض نفسية وإنها بكامل قوها العقلية واستمعت المحكمة إلى مرافعة دفاع المتهمة والذي قال ما حدث منها كان طارئا وجاء بعد زيارتها لمحافظة المنيا والتقت بأحد الأشخاص ودار الحديث بينها وبين من التقت معه ومنحها كتابا وبعد قراءتها لهذا الكتاب تبدل الحال إلى حال وهي الآن باكية ندما والدموع تنهمر من عينيها واطلب من حضراتكم أن تبعثوا الأمل في أمل قبل أن يموت بداخلها الأمل بشان أولادها التي تركتهم ومرافعتي اليوم ليست مرافعة قانون بل هو حديث قلب واعلم أن المحكمة إن عزفت على وتر قلبها في الأمور الإنسانية ستتجاوب لأن بين الضلوع قلب مرهف الحس وما دفعني لقبول هذه القضية للترافع فيها لأنني أعلم أن قاضيها طبيب والحكم في هذه القضية هو عبارة عن روشته لعلاج يرد الأمور يلملم شتات من تبقى منها وبعد استطلاع رأي المفتي أسدلت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات أسيوط أوراق القضية اليوم بمعاقبة المتهمة بالإعدام شنقا.