ذكرى الاحتفال بمولد خير الأنام.. والإفتاء توضح حكم الاحتفال به
محمد جمال
يحتفل العالم الإسلامي والمسلمون كل عام بذكرى المولد النبوي الشريف، الموافق 12 من ربيع الأول من كل عام، والذي يأتي هذا العام يوم الأحد المقبل الموافق 15 سبتمبر 2024، وفي هذه المناسبة تتميز محافظات مصر كلها وسائر المدن المصرية بإحيائها المناسبة بصورة مختلفة وبتقاليد ذات طابع خاص، لأنها ذكرى غالية على قلوب جميع المسلمين في العالم، ذكرى المولد النبوي الشريف.
وما يميز احتفالات المولد النبوي في مصر هو انتشار حلوى المولد للكبار والصغار وانتشار تجمعات الاحتفال (الموالد) والمدائح النبوية.
يختلف الزمان وتتغير ملامح العصر لكن تبقى العادات والتقاليد الشعبية راسخة وثابتة في أرجاء مصر، حيث يظهر ذلك جليا في الاحتفالات السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف، وتنوعت فرحة المصريين على مر العصور بالمولد النبوي الشريف منذ أن دخل الإسلام مصر عام 20 هجريًا، وحتى اليوم.
مظاهر الفرحة عند المصريين بالمولد النبوي الشريف:
تذكر كتب التاريخ أن الفاطميين هم أول من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما أن الدولة الفاطمية احتفلت بعدت موالد دورية عُدت من مواسمها، كان يوزع الحلوى والصدقات. عن
كان أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم كانت الدولة الأيوبية، فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى، الملك مظفر الدين كوكبورى، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا فى كل سنة، وكان يصرف فى الاحتفال الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة.
وفى عهد العثمانيين، كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بيوم المولد النبوي الشريف، إذ كانوا يحتفلون به فى أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبد الحميد الثانى الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدى.
خلال الحملة الفرنسية، عندما احتل الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابرت خلال الفترة ما بين عامي 1798 و1801، انكمش الصوفية وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحيائها، طبقا لما ذكر المؤرخ الجبرتى فى كتابيه "عجائب الآثار" و"مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس".
ويأتي عصر محمد على، تنصب خيام وسرادقات للدراويش الذين يجتمعون كل ليلة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإقامة حلقات الذكر.. ويجتمع الناس في النهار للاستماع إلى الشعراء والرواة، وتنتشر في بعض الشوارع المراجيح، وباعة المأكولات والحلوى، وتكتظ المقاهي بالرواد، ويتجمع الناس لمشاهدة حلقات الذكر، التي تستمر حتى الفجر.
وفى عصرنا الحالي العصر الحديث، لم تنقطع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، رغم فتاوى بعض المتشددين بتحريمها، حيث يقوم علماء الأزهر الشريف بدور فعال فى الرد على هؤلاء، وبيان مدى مشروعية تلك الاحتفالات والتعبير عن الفرحة بمولد النبي الكريم بشتى المظاهر من لبس الجديد وأكل اللحم، والتهادي، وشراء الحلوى المعروفة، وشراء الألعاب للأطفال المتمثلة في الحصان والعروسة المصنوعين من السكر، وتعليق الزينة، وإقامة حلقات الذكر، والإنشاد الديني، وغيرها.
كيفية الاحتفال بالمولد النبوي
أوصى الرسول ﷺ المسلمين بالذكر والتسبيح كي تزداد درجات القرب منه ومن المولى عز وجل خاصة في شهر ربيع الأول شهر مولد النبي الكريم.
فيجب علينا إحياء منازلنا في هذا الشهر الكريم، بمجالس الصلاة على النبي ولو حتى ليلة في كل أسبوع، فما أجمل من أن يجتمع الناس على حب الرسول ﷺ.
و أهمية الصلاة على النبي في هذا الشهر الكريم كما بشرنا النبي ﷺ في حديثه الشريف "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرة" مؤكدا أن اجتماع المسلمين على حب الرسول وذكره، يصلح الاحوال والأولاد والزوجات ويجعلنا نتقرب من الله سبحانه وتعالى.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
وقد أوضحت دار الافتاء أن الاحتفالُ بالمولد النبوي مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الاثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.