د. أحمد فاروق عبدالقادر يكتب: لماذا علوم الرياضة؟
كثر الحديث والجدل حول أيهما أفضل لمستقبل الرياضة المصرية في مسمي الكليات المتخصصة التي يتخرج منها المتخصصين في كافة أوجة وتخصصات الرياضة، وتمركز الجدل والحوار حول هل مسمي كليات علوم الرياضة أم مسمي كليات التربية الرياضية أم مسمي كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة أفضل للمستقبل وبالطبع نجح مسمي كليات علوم الرياضة في أكتساح المناقشات وإنهاء الاختلافات بموافقة مجلس الوزراء علي تعديل المسمي الحالي إلي المسمي الأكثر رشاقة، وذلك لأن تعديل مسمي كليات التربية الرياضية إلي كليات علوم الرياضة يهدف إلي تقليل الفجوة مع جامعات العالم وتقدم قطاع الكليات المتخصصة في علوم الرياضة في التصنيفات العالمية، بالإضافة إلي ربط الخريجين بسوق العمل وبالوظائف المناسبة حالياً ومستقبلاً، للحصول علي فرص عمل في الأسواق العربية والإقليمية.
كما أن الربط بين العلوم المختلفة وبين كليات علوم الرياضة مثل علوم الطب وعلوم الكيمياء الحيوية في "فسيولوجيا الرياضة، والتشريح الرياضي وبيولوجيا الرياضة، وعلوم التغذية الرياضية"، والهندسة في علوم الحركة الإنسانية ... وغيرها حيث لن يتحقق هذا الربط إلا من خلال المسمي الجديد الأكثر مرونة ورشاقة تطويرية لتداخل هذه التخصصات البينية مع طبيعة الآداء البشري في الرياضة ولربطها بأهداف التنمية المستدامة، والمساهمة في زيادة الاقتصاد المحلي، وجذب الاستثمار الأحنبي المباشر إلي الدولة المصرية، كما أن التحول إلي مسمي علوم الرياضة يحقق التميز للرياضة المصرية وتكوين مدرسة رياضية علمية تهدف للحفاظ علي الريادة العربية والقارية وإختراق السوق الدولي والإقليمي.
وفي تحليل للمسميات الموجودة في الجامعات المتقدمة في التصنيفات العالمية جاءت نتائج التحليل الذي أشتمل بصفة مباشرة علي (171) مسمي علوم الرياضة، بينما جاء (18) مسمي يشتمل علي التربية الرياضية، وجاءت (142) مسمي يرتبط بالعلوم الأخري وبعلوم الرياضية بصفة غير مباشرة، واستكمالاً تم حصر المسميات الموجودة في الجامعات العربية والتي جاءت مسميات الكليات فيها حسب الدراسة المسحية التي تمت لعدد (26) كلية، حيث جاء مسمي التربية البدنية وعلوم الرياضة في الترتيب الأول ، والتربية في الترتيب الثاني (تحتوي علي أقسام بمسمي علوم الرياضة) ثم علوم الرياضة في الترتيب الثالث، والإرتباط جاء نتيجة تكليف معلم الرياضة المدرسية في الدول العربية وإنتماء التخصص لكليات التربية، وجاءت بعض التخوفات من تغيير المسمي الحالي للكليات متمركزة حول إحتمالية إلغاء برنامج التعليم والتدريس بكليات علوم الرياضة، وإحتمالية حدوث مشاكل مستقبلية في توظيف العديد من الخرجين كمعلمين بالمدارس، بالتالي قلة توافر فرص العمل بمهنة التدريس بالدول العربية، علي الرغم من أن هناك العديد من الخريجين ولم يتم تعيينهم في المدارس سواء الحكومية أو الخاصة وتوجه العديد من العاملين إلى مجالات عمل رياضية غير التدريس، وبرنامج معلم الرياضة المدرسية، وتمركزت آراء المؤيدين للمسمي الجديد حول أهميته نتيجة إرتباطة بوظائف الرياضة في المستقبل، حيث أجريت بعض الدراسات لتحليل الوظائف الحالية والمستقبلية معتمدة علي قائمة مجالات ووظائف جامعة اولستر ، ودليل التصنيف المهني الموحد الذي تم إعداده من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وزارات القوى العاملة والجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء والتربية والتعليم والتعليم الفني والصناعة والتجارة، وجاءت وظائف الإدارة الرياضية مجمعه (25) وظيفة والترتيب الثاني في وظائف إعادة التأهيل الرياضي وفي الترتيب الثالث مجال التربية والتعليم متضمنا مدارس التدريب الخاصة والتعلم والنمو الحركي والتربية البدنية الخاصة ، وأظهر الحصر أن أكبر سوق وظيفية حالياً في مصر هو الهيئات والأندية والمنشآت التابعة لوزارة الشباب والرياضة، وهي تحتاج إلي خريجين بمواصفات معينة تنطبق علي خريجي علوم الرياضة، وانتهت الدراسة إلي قائمة تحتوي علي أهم (22) وظيفية مستقبلية وأهم هذه الوظائف في العالم هي التخصص في العلوم الصحية وعلم وظائف الأعضاء والحركة وتكنولوجيا الرياضة.
ونري من خلال ما سبق أن مسمى علوم الرياضة هو المسمي الأكثر شمولاً ، كما أنه يساعد في تغير الصورة الذهنية تجاه الكليات العاملة في المجال، وتحويلها إلى رؤية جديدة تُبنى على أسس علمية تساعد في إعداد كوادر لتلبية احتياجات سوق العمل من حيث المجالات المستعرضة المختلفة التي تكون الرياضة أحد عناصرها الهامة مثل الصحة العامة، الاقتصاد، الأمن القومي.
أستاذ الإدارة الرياضية – كلية علوم الرياضة للبنين بالقاهرة