عاجل
الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

المهندس إيهاب زيان يكتب: نحو نهضة صناعيه كبرى

لا نختلف أننا نمتلك مصانع وصناعة، لا نختلف أننا نمتلك كوادر علمية وجامعات ومراكز البحوث بكل التخصصات.



نعم مثلنا مثل كثير من الدول الصناعيه الكبرى، وأقول مثل، ولكن هل لدينا صناعة واعدة متقدمة رائدة قادرة علي دفع عجلة التنمية الاقتصادية؟ للأسف الإجابة لا.

فللأسف ما عندنا من منظومة صناعية يشبه الموجود في هذا الدول ولكنه ليس هو.

والسؤال، ماذا تعني المنظومة الصناعية وما هو تعريفها؟! للمنظومة الصناعية ثلاثة أضلاع تمثل مثلث الصناعة.

وهم المنشأة الصناعية والتعليم والبحث العلمي، ومن المفترض أن يربط هذه الأضلاع ببعضها وزارة الصناعة، فهي الجهه المنوطة بإدارة تلك المنظومة كي تخلق منها قاطرة للتقدم والتنمية.

ولكي تنجح تلك المنظومة لا بد أن تري تلك المؤسسات بعضها بمعنى أن يكون هناك دولاب عمل مشترك لتلك المؤسسات.

فالتعليم لا بد أن يعمل علي تخريج الكوادر المطلوبة لسوق العمل والمراكز البحثية لا بد وأن تقوم علي وضع حلول للمشاكل الصناعية ووضع الخطط لتطوير الصناعات وجعلها تواكب بل وتتفوق على ما ينافسها في الأسواق العالمية كذلك تقوم علي إرساء صناعات جديدة تغنينا عن الاستيراد للمستلزمات الصناعية والخامات وذلك بالشراكة مع الجامعات.

ودعوني اضرب مثلا في مجال صناعة المنسوجات وهو مجال خبرتي علي مدار أكثر من ثلاثين عاما.

فناهيك عن استيراد أغلب الماكينات وقطع الغيار من الخارج نجد أن أكثر من ٦٠٪ من الخامات النسيجيه تستورد من الخارج بالتحديد الألياف الصناعية.

هل يعقل أننا نستورد أكثر من ٩٥٪ من احتياجاتنا من الألياف الصناعية من الخارج مثل ألياف البوليستر والأكريلك والنايلون والفسكوز مما يزيد من الأعباء الاقتصادية ويزيد الفاتورة الاستيرادية في ذات الوقت لم نجد مشروع واحد من أجل توطين هذا الصناعات لسد احتياجاتنا من تلك المنتجات، بالرغم من عمل مجمع صناعي ملياري ضخم بالمحلة الكبرى دون أن يكون هناك منشأة واحدة لهذه التكنولوجيا المهمة.

ذلك بالرغم من توفر القدرات البحثية والكوادر العلمية سواء في مراكز البحوث أو الجامعات.

فلدينا في المركز القومي للبحوث خيرة العلماء والمتخصصين وكذلك لدينا اعلي المستويات من أساتذة الغزل والنسيج في جامعتي الإسكندرية والمنصورة ناهيك عن أساتذة متخصصين في هذا المجال في كليات العلوم المنتشرة في ربوع مصر.

إذا حللنا هذا الموقف تجد النتيجة أن كل ضلع في المنظومة لا يرى الآخر ولا يوجد التوجيه السليم من الجهة المنوطة بإدارة تلك المنظومة وهي الحكومة ممثلة في وزارة الصناعة.

والسؤال هل في استطاعتنا تحقيق ذلك؟ الإجابة: نعم. فالجيل الماضي من آبائنا وأجدادنا استطاعوا أن يعبروا في أكتوبر ٧٣ من الهزيمة والانكسار إلى المجد والانتصار في ست ساعات فعلينا ونحن أبناؤهم وأحفادهم أن نعبر من أكفان الجهل والتخلف إلى آفاق التنمية و الازدهار. 

نعم خليق بنا نحن أبناء وأحفاد أولئك الأبطال الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم ليسلموا لواء هذا الوطن خفاقة أن نسلم للأجيال القادمة مصرنا الغالية فهي ليست أم الدنيا فحسب بل كل الدنيا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز