الرابحون والخاسرون في اليوم الثالث من المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأمريكي

 قبل حاكم ولاية مينيسوتا الامريكية تيم والز ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس لعام 2024 يوم الأربعاء في أول ظهور له في المؤتمر العام للحزب، حيث صور نفسه على أنه رجل عادي من الغرب الأوسط الأمريكي ويمكنه جذب شريحة واسعة من الناخبين في الانتخابات الرئاسية يوم 5 نوفمبر المقبل. 

 

ألقى والز الخطاب الرئيسي في ليلة شارك فيها عدد من المتحدثين من بينهم الرئيس السابق بيل كلينتون وجيل جديد من نجوم الحزب الديمقراطي الصاعدين. 

 

وبحسب التوقيت المحلي الأمريكي في شيكاغو، ويعاد خطاب "والز" على المنصة لليلة الأخيرة من المؤتمر اليوم الخميس، عندما تقبل نائبة الرئيس كامالا هاريس ترشيح الحزب لمنصب الرئيس. 

 

وفيما يلي الفائزون والخاسرون من الليلة الثالثة للمؤتمر الديمقراطي في شيكاغو. 

 

الفائزون

 

تيم والز 

 

ألقى والز أحد أكثر خطابات قبول منصب نائب الرئيس فعالية في تاريخ المؤتمرات الحديثة. 

 

خدم "والز" في الكونجرس لمدة 12 عامًا قبل انتخابه حاكمًا في عام 2019. لكن هذا كان أكبر خطاب في حياته السياسية على الإطلاق وكان والز على مستوى الحدث. 

وأمضى "والز" الجزء الأول من خطابه في تقديم نفسه للمشاركين في المؤتمر والمشاهدين في منازلهم الذين لا يعرفون سيرته الذاتية. 

كان "والز" مدرسًا في مدرسة عامة ومدرب كرة قدم في مانكاتو بولاية مينيسوتا، وخدم لأكثر من عقدين من الزمان في الحرس الوطني الأمريكي. 

لم يقض "والز" الكثير من الوقت يوم الأربعاء في الحديث عن السنوات التي قضاها في الخدمة في مجلس النواب، بل أشاد بسجله كحاكم في خفض الضرائب وتكلفة الأدوية الموصوفة. 

وبعد أن استعرض قصته الخاصة، قدم "والز" حجة قوية لصالح هاريس. 

وتماشيًا مع علامته السياسية المبهجة، تجنب "والز" إلى حد كبير مهاجمة الرئيس السابق دونالد ترامب وزميله في الترشح جيه دي فانس على المستوى الشخصي.

 وبدلًا من ذلك، رسم "والز" مقارنة بين الجمهوريين والديمقراطيين، مجادلًا بأن الحزبين لديهما مفاهيم مختلفة للغاية عن الحرية الفردية. 

وقال "والز": عندما نتحدث نحن الديمقراطيون عن الحرية فإننا نعني الحرية في صنع حياة أفضل لنفسك وللأشخاص الذين تحبهم.

 وأكد الخطاب على السمات التي دفعت “هاريس” إلى إضافة والز إلى القائمة، فصحيح أن مينيسوتا ليست ولاية رئيسية في ساحة المعركة، لكن والز أظهر أن شخصيته كمدرب كرة قدم تحول إلى سياسي قد يلعب دورًا جيدًا مع المستقلين والجمهوريين المعتدلين في جميع أنحاء الغرب الأوسط وخارجه.

 

ويس مور

 

 حقق حاكم ولاية ماريلاند ويس مور إنجازًا تاريخيًا في عام 2022 عندما انتُخب كأول حاكم أسود لولايته وثالث حاكم أسود منتخب في البلاد. 

وأيد الرئيس جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما وغيرهما من كبار الديمقراطيين، ولكن على الرغم من فوزه التاريخي، فإن "مور" ليس معروفًا جيدًا لمعظم الأمريكيين. 

ولكن هذا تغير يوم الأربعاء، فقد تحول خطاب "مور" في المؤتمر على الفور إلى نجم في الحزب الديمقراطي، وأصبح من المرشحين المحتملين للرئاسة في المستقبل. 

و"مور"، الذي كان كاتبًا ورجل أعمال قبل دخوله عالم السياسة، هو أحد أكثر المتحدثين موهبين في الحزب، إذ نجح في نسج قصة حياته المقنعة في خطابه يوم الأربعاء مع التركيز على هاريس. 

وفي عمر 45 عامًا فقط، يتمتع "مور" بمستقبل مشرق في السياسة الديمقراطية، سوف يحتاج إلى الفوز بإعادة انتخابه في عام 2026 للبقاء في دائرة الضوء.

 وإذا فازت هاريس في نوفمبر، فمن المرجح أن يجذب "مور" أيضا الانتباه كاختيار محتمل لمجلس الوزراء. 

وعلى أي حال، أثبت "مور" نفسه يوم الأربعاء كشخصية تستحق المتابعة.

 

جوش شابيرو

 

ولم يكن "مور" الحاكم الديمقراطي الوحيد الذي أثار ضجة يوم الأربعاء. فقد حظي حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو ــ الذي كان ضمن القائمة المختصرة لمنصب نائب الرئيس التي اختارتها هاريس ــ بإشادة واسعة النطاق لخطابه في المؤتمر، والذي جاء قبل وقت قصير من إلقاء "والز" لخطاب قبوله. 

كان التوقيت محرجًا إلى حد ما، فقد أعطى خطاب شابيرو في وقت الذروة في نفس الليلة التي ألقى فيها "والز" الديمقراطيين مقارنة جنبًا إلى جنب لما كان من الممكن أن تبدو عليه تذكرة "هاريس" لو اتجهت في اتجاه مختلف. 

وبينما كان تيم والز محور الاهتمام يوم الأربعاء، ربما ترك شابيرو بعض الديمقراطيين يتساءلون عما إذا كانت "هاريس" قد اتخذت الاختيار الصحيح، وإذا ما كان تجاهل اختيار شابيرو لمنصب نائب الرئيس نعمة أو نقمة.

 ويبقى أن نرى كيف سيؤثر ذلك على مسيرة شابيرو المهنية، ولكن بصفته حاكم ولاية رئيسية، يمكن لـ"شابيرو" على الأقل أن يتوقع البقاء في مركز السياسة الديمقراطية خلال ما تبقى من ولايته الأولى في منصبه إن لم يكن لفترة أطول. 

 

الخاسرون

 روتين كوميدي لمشروع 2025  

 منذ فترة طويلة تم اختيار كينان تومسون عضوًا في  فريق Saturday Night Live لتقديم روتين كوميدي يوم الأربعاء في "Project 2025" ولم يكن العرض جيدًا. 

وظهر تومسون على منصة المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأمريكي بصفته أحد الدعامات ومعه كتاب كبير الحجم يحتوي على دليل مؤسسة Heritage Foundation المحافظ المكون من 900 صفحة لولاية ترامب الثانية.

 هل رأيتم من قبل وثيقة يمكنها قتل حيوان صغير والديمقراطية في نفس الوقت؟" لقد أضفت نكات تومسون الليلة بعض البهجة، ولكنها قوضت أيضا الرسالة الأساسية للمؤتمر وحملة هاريس: وهي أن الناخبين يجب أن يأخذوا مشروع 2025 على محمل الجد باعتباره مخططًا لكيفية حكم ترامب إذا عاد إلى السلطة. 

وبدا أن تومسون أدرك هذا قرب نهاية ظهوره، قال: "كل ما تحدثنا عنه للتو حقيقي جدًا".  

كوري بوكر 

 

سلطت الكلمة المبكرة التي ألقاها السيناتور كوري بوكر عن ولاية نيوجيرسي يوم الأربعاء الضوء على مدى خفوت نجمه منذ أن بدأ حملته الانتخابية للبيت الأبيض في عام 2019. 

ظهر" بوكر" على خشبة المسرح لتقديم عمل موسيقي، ثم عاد لإلقاء خطاب ردد فيه الموضوعات المفعمة بالأمل في حملته الرئاسية القصيرة. 

وكانت لحظات "بوكر" طيبة، فقد قاد جمهور المؤتمر في نداء واستجابة "أنا أؤمن بأمريكا". 

وتلقى تصفيقًا حارًا من وفد ولايته، ولكن "بوكر كان قد رحل منذ فترة طويلة بحلول الجزء الرئيسي من البرنامج الذي يضم كلينتون وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز ونجوم الحزب الصاعدين مثل مور وشابيرو.