«إمياى».. قلعة صناعة الجريد فى القليوبية
القليوبية- حنان عليوه
بعد صلاة فجر كل يوم، يخرج العمال من المساجد والمنازل قاصدين “العشش” الصغيرة بقرية “إمياى”، حيث تجمع عشرات الورش لصناعة أقفاص الفاكهة والخضروات، ليبدأوا رحلتهم اليومية التي اعتادوا عليها منذ 70 عامًا تقريبًا.
قرية إمياى، هى إحدى قرى مدينة طوخ، بمحافظة القليوبية، التي تبعد عن العاصمة بنها بمسافة نحو 20 كيلومترًا، وتشتهر تلك القرية منذ زمن طويل بصناعة الأقفاص من “الخوص وجريد النخل”، فهى مهنة يعمل بها جميع أبناء القرية بداية من الأطفال وحتى كبار السن، إذ تتوارثها الأجيال “جيلًا بعد جيل”، ليرفعوا شعار “لا للبطالة”، فى وقت تواجه المهنة صعوبات وتحديات أدت إلى غلق تلك الورش بعدما تعرضوا للخسائر، بسبب سيطرة الأقفاص البلاستيكية على السوق.
“روزاليوسف”، رصدت حال صناعة الجريد، والأسر التي تواجه البطالة وتتحدى انهيار الصناعة بالقرية، إذ تعتبر الحرفة مهنة لمن لا مهنة لهم لمواجهة متطلبات واحتياجات الأسرة من المعيشة.
كشف العاملون فى المهنة، أنه يوجد بالقرية أكثر من 150 ورشة يعمل بها المئات من أهالى القرية تضم طلبة وشباب الخريجين، وطلاب كليات قمة من الهندسة والطب وعمال بصناعة أقفاص الجريد اليدوية.
السيد طنطاوى، أحد العاملين فى تلك المهنة منذ 10 سنوات، أوضح أن صناعة الجريد تدخل فى إنتاج القفص الذي يتميز عن البلاستيك، حيث يعمل الجريد على كسب الحرارة ببطء ويفقدها بسرعة ولذلك القفص الجريدى يحافظ على المحاصيل والثمار ويمنع تعرضها للتلف، أما البلاستيك فيكسب الحرارة بسرعة ويفقدها بسرعة مما يعرض المحاصيل للتلف.
وأشار “طنطاوى”، إلى أنه يوجد العديد من أنواع من الجريد فمنها الصعيدى، والقبلاوى، والكرداسى، والدمياطى، وأخيرًا البلدى، موضحًا أن الصعوبات التي تواجه المهنة وضعف الإقبال على شراء أقفاص الجريد، صعوبة كسر الأقفاص البلاستيك مقارنة بالجريد.
فيما صنف محمد مجدى، من العاملين بالمهنة، الجريد إلى جريد أخضر يصنع منه قوائم سميكة للأقفاص، وجريد ناشف لتسديد القفص وتسمى “العيدان” ويحصلون عليه من “سوهاج، وأسيوط، وقنا”، مضيفًا: “أن أدوات التصنيع “لقط، رقيق”، وتختلف كل أداة فى عملها عن الأخرى حيث يوجد لقط ملفوف ومربع، ويتم الاستخدام حسب العود ملفوف أو مستقيم”، مشيرًا إلى أن الجريد يستخدم كذلك فى صناعة “كلينة الأنتريهات”، الذي يصنع من خوص الجريد وتشتهر منطقة “أبوالنمرس” بإنتاجه.