مخاوف إسرائيلية من إعادة حزب الله دراسة رده العسكري على تل أبيب
وكالات
حدث جيش الاحتلال الإسرائيلي تقديراته عن رد حزب الله على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية، واعتبر أن الحزب بدأ إعادة دراسة طبيعة الرد وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية. وشهد الأسبوع الماضي حديثا إسرائيليا متكررا عن مؤشرات لتخفيف حدة الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وبدء عمليات إعادة مراجعة ماهيته. وفي حالة إيران، وقف الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة والضغوط الروسية، والمخاوف من تداعيات الرد الإسرائيلي- الأمريكي المضاد، على رأس الأسباب التي دفعت طهران إلى إعادة دراسة ماهية الرد، وفق التقديرات الإسرائيلية. ولا تختلف تلك الأسباب كثيرًا في حالة "حزب الله"، إذ أشارت الصحيفة إلى أن تعبئة القوات الأمريكية في المنطقة من بين الأسباب التي دفعت حزب الله إلى إعادة دراسة طبيعة رده على اغتيال شكر. وتتزامن تلك التقديرات مع استمرار إسرائيل في تعميم حالة التأهب القصوي على الصعيد العسكري، وعلى صعيد الجبهة الداخلية المدنية، تحسبًا لرد محتمل أو مفاجآت قد تحدث في أية لحظة. يشار إلى أن الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله كان قد ذكر، في آخر خطاباته، أن انتظار إسرائيل للرد في حد ذاته نوع من العقاب. ويشير العقاب الذي تحدث عنه نصر الله إلى الكلفة الاقتصادية التي تتكبدها إسرائيل جراء رفع مستوى التأهب، إضافة إلى الحالة النفسية التي تنتاب الجبهة الداخلية، والتي دفعتها لتغيير أنماطها الاستهلاكية، إذ يهرول الإسرائيليون لتخزين السلع الأساسية. في هذه الأثناء، درس جيش الاحتلال الإسرائيلي الموقف، ووجد أن حزب الله أقرب إلى إعادة دراسة طبيعة الرد العسكري على الاغتيالات الأخيرة. وعلّل ذلك، وفق الصحيفة، بالتعزيزات الأمريكية المكثفة في المنطقة، والاستعدادات الإسرائيلية للرد المضاد، الأمر الذي دفع جماعة حزب الله اللبنانية إلى إعادة مراجعة حساباتها الخاصة بالتداعيات التي ستنجم عن رد غير اعتيادي على اغتيال شكر. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت طرح نظرية عدم رد إيران بشكل مباشر على اغتيال هنية على أراضيها، واقتصار الرد على هجمات عسكرية ينفذها وكلاؤها في المنطقة، وعلى رأسهم "حزب الله". وعقب اغتيال شكر وهنية، وضعت إسرائيل تقديرات بأن "حزب الله" سيُلحق بإسرائيل خسائر وأضرار أكبر مقارنة بالهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية والمسيرات، منتصف أبريل الماضي. خطورة الرد الإيراني كما توقعت أن رد "حزب الله" العسكري يمكنه أن يكون أخطر مما تستطيع إيران فعله من مسافة لا تقل عن 1500 كيلومتر. وسادت تقديرات بأن رد "حزب الله" على اغتيال قائده العسكري الأهم سيكون أسرع من الرد الإيراني على اغتيال هنية، في حين تأخر رد الطرفين قرابة 11 يومًا، حتى الآن. وواجهت حكومة إسرائيل وجيشها انتقادات داخلية عكسها مراقبون عسكريون بشأن "كلفة الانتظار"، وسط تساؤلات بشأن أسباب عدم مبادرتها بهجمات وقائية من شأنها تقليص مخاطر هجوم "حزب الله" وإيران إلى الحد الأدنى، أو تقويضه. التقديرات الجديدة التي ترتبط بالتطورات على الأرض، ومنها التعزيزات الأمريكية، التي توحي بانضمام واشنطن إلى الحرب المحتملة حال اتساعها، تنص على أن "التهديدات الإسرائيلية برد قاصم لو استهدف حزب الله أو إيران أهدافًا مدنية إسرائيلية أو قواعد عسكرية، دفعت إيران للتفكير مرتين قبل ردها على اغتيال هنية، ودفعت حزب الله للتفكير 10 مرات قبل الانتقام لاغتيال شكر"، وفق التعبير الذي استخدمته الصحيفة. في المقابل، بدأ الجيش الإسرائيلي الرد على الانتقادات الموجه ضده، وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، وفق الصحيفة، إن الجيش "لا يقف في حالة انتظار، وإنه بدأ يأخذ زمام المبادرة، ويشن هجمات في جنوب لبنان، إلا أن قضية الرد الوقائي الشامل تتطلب قرارًا سياسيًا، وليست مطروحة على الطاولة حاليًا".