محمد سعد.. من ظلام البصر إلى نور البصيرة

أخرجه الله من ظلام البصر إلى نور البصيرة، وحباه قدرات خاصة وذاكرة استثنائية لتكون عوضًا له فى الدنيا ونبراسًا له فى الآخرة.

الدكتور محمد سعد عبدالمحسن، من مواليد 1990 فى الحامول، الدقهلية، وُلِد كفيف البصر، لكن الله أبدله بنعمة البصيرة، مما مكَّنه من حفظ القرآن الكريم وهو فى الخامسة من عمره. 

انتقلت أسرته إلى قرية أويش الحجر، حيث نشأ وأظهر علامات النبوغ المبكرة، وبفضل جده الراحل الشيخ محمود جمال شرارة، أتم حفظ القرآن فى عام واحد.

رحلته فى العلم والتفوق

التحق الدكتور محمد بالمعهد الأزهرى فى سن السادسة، ودرس علم القراءات تحت إشراف الشيخ أحمد شاكر..  بعد حصوله على الليسانس فى التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين بالمنصورة عام 2011، عُيِّن إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف، ثم تابع مسيرته الأكاديمية ليحصل على الماجستير والدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى.

موهبة فريدة وإرادة لا تلين

لم تتوقف مواهب الدكتور محمد عند حفظ القرآن فقط؛ فقد تميز بقدرته على تلاوة الآيات فور سماع أرقامها وتحديد تفاصيلها الدقيقة. 

إلى جانب ذلك، يتمتع بذاكرة استثنائية تُمكنه من تحديد تواريخ ميلاد الأشخاص ميلادياً وهجرياً بدقة.

تكريمات وإنجازات دولية

حقق الدكتور محمد العديد من الإنجازات، حيث حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية فى الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية الأزهرية.

كما تميز فى مسابقات محلية وعالمية، مثل مسابقة الخرافى وهيئة البريد. تم تكريمه من قِبل الإمام الأكبر شيخ الأزهر وسافر إلى دول عديدة، منها تنزانيا والكويت، لحصد الجوائز العالمية.

إرث العائلة ودعم المشايخ

يعزو الدكتور محمد نجاحه إلى دعم والده الراحل ومشايخه الكرام. تأثر بوالده الذي حرص على شراء شرائط تسجيلية للقرآن الكريم، مما ساعده على حفظ القرآن بطرق مختلفة وتقليد كبار المشايخ فى إلقاء التواشيح والمدائح النبوية.

 كما أكد أن جده كان له دور كبير فى مناقشته فى التجويد والقراءات.

رؤية مستقبلية وأثر البصيرة

أوضح الدكتور محمد أنه بفضل الله ودعم عائلته ومشايخه، تمكن من تجاوز كل التحديات..  يعتبر نفسه نموذجًا يحتذى به لشباب اليوم، محققاً بذلك معجزة من معجزات العصر الحديث بتحدى الظلام وتحطيم كل الصعاب بنعمة البصيرة.