عاجل
الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

أزمة السودان «التوافق» فى مواجهة «مخطط التقسيم»

حذر دبلوماسيون وسياسيون من مصر والسودان، من تداعيات الحرب الداخلية فى السودان، الدائرة منذ شهر أبريل من العام الماضى، وطالبوا بضرورة التصدى لمشاريع التقسيم التي تحيط بالسودان، فى ظل كثرة التدخلات الخارجية بالأزمة السودانية.. وناقشت نخبة موسعة من دبلوماسيين وسياسيين وأساتذة علوم سياسية، فى مؤتمر للمجلس المصري للشؤون الخارجية، الاثنين الماضى، تداعيات الأزمة السودانية، والدور المصري فى مواجهة تلك الأزمة، وتقييم مبادرات الحل التي ظهرت للعمل على وقف الاقتتال الداخلى، وطالب المشاركون فى المؤتمر بضرورة العمل على تحقيق الاندماج الوطني الداخلى بالسودان، حفاظًا على وحدة الدولة السودانية.



 

كما أكدوا على ضرورة العمل على توافق النخبة السياسية والمجتمعية فى السودان، حول مشروع وطني واحد لحل الأزمة فى بلادهم، والتصدى لمشاريع التقسيم الداخلية، والتدخلات الخارجية، كما اعتبر دبلوماسيون أن تدخلات بعض الأطراف الدولية والإقليمية، تستهدف السيطرة على ثروات السودان الداخلية.. ومن منطلق، أهمية المناقشات التي تناولها مؤتمر المجلس المصري للشؤون الخارجية، بتشخيص الأزمة السودانية، وتقديم توصيات لحلول شاملة لها، والتأكيد على الدور المصري الفاعل فى تلك الأزمة، «روزاليوسف»، تنشر أهم مواقف وآراء النخبة المشاركة فى المؤتمر.

 

 

 

 

( 1 )

 

السفير محمد العرابى: استقرار السودان جزء من الأمن القومى المصري

 

 

أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد العرابى أن مصر تبذل قصارى جهودها لمساعدة الشعب السودانى الشقيق على إنهاء الحرب وحقن الدماء وإعادة الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أن أمن السودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.

 

وقال العرابى: إن مصر ومنذ اندلاع الصراع المسلح فى أبريل 2023 وضعت الأزمة السودانية على رأس أولوياتها وشددت على احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، مشيرا إلى أن مصر تتعامل مع الأزمة بخصوصية، دون التدخل فى شؤون السودان الداخلية، فى ظل وجود تدخلات إقليمية ودولية فى المشهد السودانى.

 

ونوه بالاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية المصرية لمساندة الشعب السودانى فى أزمته الراهنة وإيجاد حل شامل وعادل فى إطار السياسة الخارجية المصرية وثوابتها المتمثلة فى وحدة السودان وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية، ولفت إلى أن مصر مستمرة فى تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للشعب السودانى، بجانب مساعيها فى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين ولم شملهم ودفعهم نحو رؤية موحدة تفضى إلى تسوية الأزمة وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

 

وأضاف أن مصر اضطلعت إزاء جارتها الجنوبية الشقيقة بمسؤوليتها الإنسانية والسياسية والجغرافية والتاريخية منذ بدء الأزمة بالبلاد، حيث استضافت ولاتزال مؤتمرات وندوات لتشجيع الحوار السودانى السودانى والبحث عن خارطة طريق وحلول تحفظ وحدة السودان، علاوة على احتضان مصر على أراضيها لأعداد كبيرة من السودانيين.

 

(2)

 

السفير صلاح حليمة:  التدخلات الخارجية تستهدف السيطرة على ثروات السودان

 

أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن توافق القوى والأطراف السودانية، حول مشروع للحل السياسى الشامل، هو السبيل الوحيد لمواجهة أزمة الحرب الداخلية فى السودان، وإنهاء الأزمة الداخلية المعقدة.

 

وقال :إنه يجب أن يكون هناك حالة توافق بين الأطراف السودانية، وأن يكون هناك إجماع حول مشروع وطني داخلى للحل فى السودان، مشيرا إلى أن مصر اتخذت خطوات جادة فى هذا الصدد، بدأت بمؤتمر قمة دول الجوار، فى يوليو من العام الماضى، لدعم التسوية الشاملة للأزمة السودانية، واستكملت تلك الجهود، باستضافة مؤتمر القوى السياسية السودانية فى بداية شهر يوليو الجارى.

 

وحذر حليمة، من تأثير المبادرات الدولية على الحل فى السودان، مشيرا إلى أن هناك حالة استقطاب داخلى لتلك المبادرات، حيث هناك مبادرات تدعم أطرافًا بعينها بالحرب السودانية، ومبادرات تدعم الطرف الآخر، مشيرا إلى أن تلك المبادرات تستهدف السيطرة على ثروات السودان. 

 

وأوضح حليمة، أن تدخلات أطراف دولية بالأزمة السودانية، تأتى من منطلق الاستفادة من ثروات السودان الطبيعية، فهناك من يريد الاستفادة من موانئ السودان على البحر الأحمر، وهناك أطراف تسعى للاستفادة من القدرات الزراعية بالسودان، وأخرى تستهدف الاستفادة من ثروات المعادن بالدولة السودانية.

 

(3)

 

سيد فليفل:  السودان يواجه مخططات تقسيم

 

حذر الدكتور سيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب السابق، وعميد كلية الدراسات الأفريقية السابق، من مخططات التقسيم التي تواجه الدولة السودانية، بضرورة توافق النخبة السياسية السودانية والسودانيين أنفسهم على ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية فى السودان.

 

وأوضح فليفل، أن السودان أمام مشروعات للتقسيم، مشيرا إلى أن مصر استطاعت أن تواجه هذا المخطط من قبل فى ثورة 30 يونيو، وعلى السودان أن يعمل على مواجهة مخطط التقسيم، للحفاظ على السودان الموحد.

 

وقال فليفل :إن الأزمة السودانية تتجاوز، فكرة مسؤولية النظام الواحد، وإنما الإشكالية فى رؤى السياسيين فى السودان، وقال إن هناك مفاهيم خاطئة لدى النخبة السياسية فى السودان، منها مثلا أن الاستقلال هو الانفصال، وانتقد حالة الاستقطاب حول الأطراف المتحاربة فى السودان، مطالبا بضرورة الاصطفاف خلف المؤسسات الوطنية فى السودان.

 

واعتبر فليفل أن فى مصر استقرار السودان، مشيرا إلى ضرورة العمل على برنامجين أساسيين، الأول كيف تتقدم مصلحة الدولة على مصلحة الحزب والطائفة، والثانى هو كيف تنظر النخبة السياسية السودانية إلى مفهوم الدولة الوطنية، للحفاظ عليها.

 

وطالب بضرورة أن يكون هناك تفكير على المستوى الوطني، وأن تكون هناك مشروعات تنموية لربط أطراف الدولة السودانية ببعضها، بمشروعات بنية تحتية، مشيرا إلى ضرورة العمل على إصلاح ما تم إفساده فى السنوات الماضية.

 

(4)

 

الصديق الهندى: «الحفاظ على السودان» من ثوابت السياسة المصرية الخارجية

 

أكد القيادى بالحزب الاتحادى السودانى، الصديق الهندى، أن العلاقات المصرية - السودانية، هى علاقات أزلية بين الشعبين، وأشار إلى تأثير التعليم المصري على السودانيين، فى نقل الخبرات المصرية فى مجال التعليم منذ عقود طويلة.

 

وأوضح القيادى بالحزب الاتحادى السودانى أنه على مر العقود الماضية، كانت هناك ثوابت لم تتغير للسياسة المصرية تجاه السودان، تتضمن المحافظة على مؤسسات الدولة السودانية، والتوازن فى العلاقات، مشيرا إلى أن مصر حريصة دائما، على الحفاظ على السودان، مهما كانت درجة ومستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وأوضح الهندى، أن مصر دائما، ما تقف إلى جانب السودان منذ استقلاله عام 1956، مشيرا إلى أن مصر حافظت على علاقاتها مع السودان حتى مع بداية حكم ثورة الإنقاذ فى السودان عام 1989، بتولى نظام إسلامى برئاسة عمر البشير السلطة فى السودان، لكن الموقف المصري تغير فى منتصف التسعينيات بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا.

 

وأشار إلى أن مصر عادت مرة أخرى لدعم السودان فى محنته الداخلية، سريعا، فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، بعد فرض عقوبات دولية عليها، حيث كانت القاهرة إلى جانب الخرطوم فى مواجهة التحدى الخارجى.

 

(5)

 

أمانى الطويل: يجب توافق النخبة السودانية لمنع الحرب الأهلية

 

حذرت مدير البرنامج الأفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، من خطورة عدم التوافق بين مختلف الأطراف السودانية، وأكدت على ضرورة تحقيق الإجماع الوطني الداخلى بين السودانيين، لتجاوز الأزمة الحالية.

 

وأوضحت الطويل، أنه فى حالة تقاعس النخبة السودانية عن التوافق، وغياب الإرادة السياسية لتوحيد رؤى السودانيين، فعليهم الاستعداد للسيناريو الآخر وهو تقسيم السودان، فى ظل تفاقم الأزمة الداخلية، وفى ظل التدخلات الدولية فى الأزمة السودانية.

 

وأشارت إلى أننا نتعامل حاليا مع حالة حرب داخل السودان، وعلى الجميع التعاطى مع الوضع الداخلى فى السودان، بهدف الحفاظ على الدولة السودانية، وأشارت إلى مواجهة السودان لسيناريو التقسيم، أو أن تواجه الحرب الأهلية، وتساءلت الطويل، عن دور النخبة السياسية السودانية، فى مواجهة مثل هذه المخططات.

 

وطالبت الطويل بضرورة دعم الجهود الإنسانية لإغاثة المتضررين من الحرب فى السودان، كما طالبت بضرورة النظر لأوضاع اللاجئين والمهارجين السودانيين، مع مواجهة الشائعات التي تنتشر فى هذا الصدد، كما دعت لضرورة الاهتمام بالشباب السودانى وزيادة الوعى للسودانيين، فى محاولة لتأسيس اندماج وطني داخلى.

 

 

(6)

صديق تاور: مصر تتعامل مع تطورات الوضع فى السودان باعتباره شأنًا داخليًا

 

أكد عضو المجلس السيادى السودانى السابق، صديق تاور، أن مواقف مصر داعمة للدولة السودانية، طوال السنوات الأخيرة، وأشار إلى أن القاهرة تعاملت مع الأوضاع بالسودان بعد ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام عمر البشير فى أبريل 2018، على أنه شأن داخلى، كما أكد على دعم العلاقات الشعبية الأزلية بين البلدين.

 

وأشار إلى مواقف دعم الدولة المصرية للسودان، خلال الفترة الانتقالية، منها دعم موقف الجيش السودانى فى أزمة الشفقة فى الشرق مع إثيوبيا، كما أشار إلى مجالات التعاون الأمنى والعسكرى والتجاري والثقافى بين البلدين.

 

ودعا تاور إلى ضرورة العمل على وجود غرفة مصرية - سودانية مشتركة، على المستوى الشعبى، تعمل على متابعة تطورات العلاقات بين البلدين، فى مختلف المجالات، إلى جانب مسار العلاقات السياسية.

 

وطالب بضرورة إجراء حوار موسع على مستوى النخبة، بين البلدين، لدراسة مسار العلاقات المصرية السودانية، بعد انتهاء الحرب، بحيث تكون دراسة شاملة، تتضمن مختلف المجالات، والمسارات.

 

كما دعا إلى ضرورة، العمل على تقنين أوضاع السودانيين الفارين من الحرب، إلى مصر، لمنع أى ممارسات تغذى شعور العداء، مشيرا إلى أن الموقف الرسمي المصري يؤكد على الدعم الكامل لكل السودانيين فى مصر، كما طالب بالعمل على دعم مسار التبادل التجاري بين البلدين.

 

 

 

 

بخبرات مصرية

تدريب طلاب مدرسة الشرطة فى غينيا الاستوائية

 

شارك السفير حداد عبد التواب الجوهرى، سفير مصر فى غينيا الاستوائية، كلا من وزير الداخلية نيكولاس أوباما، ووزير الدفاع الغيني، فيكتورينا بيبانج أوكومو، فى افتتاح الدورة التدريبية لطلبة مدرسة الشرطة فى غينيا الاستوائية والتي تعقد لأول مرة تحت إشراف عدد من الضباط المتخصصين المصريين من وزارة الداخلية المصرية. وحظى الافتتاح بمشاركة واسعة من قبل كبار قيادات الدفاع والشرطة فى غينيا الاستوائية، كما حظى بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية.

 

وأكد وزير الداخلية الإكواتورى فى كلمته على حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع مصر فى مجال تدريب كوادر الشرطة وتأهيل الطلبة بأيدٍ وخبرات مصرية، لما تملكه وزارة الداخلية المصرية من إمكانيات كبيرة وخبرات هائلة من خلال أكاديمية الشرطة المصرية والمعاهد والمراكز البحثية والتدريبية التابعة لها.

 

وأكد السفير الجوهرى فى كلمته على ترحيب مصر بالتعاون مع غينيا الاستوائية فى مجال بناء القدرات وإعداد كوادر الشرطة بكافة احتياجاتها، مشيراً إلى أن البرنامج التدريبى الذي أعده الضباط المصريون يتضمن العديد من مراحل التدريب فى مجالات متنوعة مثل اللياقة البدنية، الانضباط العسكرى، الأمن العام، مكافحة الإرهاب، مكافحة القرصنة البحرية، وحماية الشخصيات المهمة، فى ضوء ما يملكه الضباط المصريون من كفاءات وخبرات عالية من خلال عملهم فى العديد من المراكز والمعاهد الشُرطية والتدريبية بوزارة الداخلية المصرية.

 

 

 

 

مصر تُهدى شُحنة مُساعدات غذائية لمالى

 

قام السفير طارق عبد الحميد سفير جمهورية مصر العربية فى مالى، بتسليم شُحنة مُساعدات غذائية لمؤسسة “تومانى تورى للطفولة” وهى المؤسسة التي تترأسها السيدة الأولى سابقاً حرم رئيس الجمهورية الأسبق لمالى «أمادو تومانى تورى»، حيث تركز المؤسسة جهودها على مجالات تنمية المجتمع، والقضاء على الجوع، وتقديم سُبل الرعاية الصحية.

 

وأكد السفير المصري، أثناء مراسم تسليم شُحنة المساعدات الغذائية، أن مصر لا تدخر جهداً فى مساعدة الأشقاء الماليين، وأضاف أن هذه الخطوة تأتى ضمن سلسلة من أطر التعاون المُستمرة بين مصر ومالى، حيث سبق أن قدمت مصر مُساعدات طبية ساهمت فى افتتاح قسم للأذن والحنجرة فى أحد كبرى المستشفيات المالية، فضلاً عن المساهمة فى افتتاح قسم آخر للولادة، وكذلك تقديم نحو 14 جهازا لغسيل الكلى وعدد من حضانات الأطفال.

 

ومن جانبها، أعربت رئيسة المؤسسة عن تقديرها لمبادرة الجانب المصري، مُسلطة الضوء على أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها مصر يد العون للشعب المالى، وأنها تتطلع لمزيد من الدعم المصري، خاصة فى ظل الظروف والتحديات الراهنة، مؤكدة على خصوصية العلاقة التي تجمع الدولتين الشقيقتين.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز