23 يوليو.. اليوم ذكرى ثورة نقلت مصر من الملكية إلى الجمهورية
ساره وائل
تُعتبر ثورة 23 يوليو 1952 حدثًا محوريًا في تاريخ مصر الحديث، حيث أطاحت بالحكم الملكي وأسست الجمهورية، فقام تنظيم "الضباط الأحرار" بثورة عسكرية هزّت أرجاء مصر، لتُعلن فجرًا جديدًا على تاريخ هذا البلد العريق.
وفي السطور التالية ستقوم بوابة روزاليوسف برصد أحداث الثورة:
أسباب الثورة:
عانت مصر في العقود التي سبقت ثورة 23 يوليو من أوضاعٍ مزريةٍ على كافة الأصعدة. فكان الفساد مُستشريًا في أروقة الحكم، والملك فاروق الأول لا يهتم سوى بمصالحه الشخصية، تاركًا البلاد تُغرق في بحرٍ من الفقر والجهل.
كما كانت الهزيمة في حرب فلسطين عام 1948 القشة التي قصمت ظهر البعير، فكشفت عن عجز النظام الملكيّ وضعفه، وأثارت غضب الشعب المصريّ الذي ضاق ذرعًا بالهزائم المتكررة وتردّي الأوضاع.
أبطال الثورة:
كان وراء ثورة 23 يوليو شبابٌ من ضباط الجيش المصريّ، آمنوا بضرورة التغيير، وتشكلوا في تنظيمٍ سريٍّ عُرف باسم "الضباط الأحرار".
قاد هذا التنظيم اللواء محمد نجيب، والزعيم جمال عبد الناصر، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للجمهورية المصرية.
نشأة حركة الضباط الأحرار:
فتأسست حركة الضباط الأحرار عام 1942 من قبل مجموعة من الضباط الشباب بقيادة جمال عبد الناصر، بهدف تحرير مصر من الاستعمار وتحقيق العدالة الاجتماعية.
في 23 يوليو 1952، قام الضباط الأحرار بثورة سلمية أطاحت بالملك فاروق الأول، وتم إعلان الجمهورية المصرية، وتولى اللواء محمد نجيب رئاسة مجلس قيادة الثورة، بينما برز جمال عبد الناصر كقائد فعلي للحركة.
مبادئ ثورة يوليو:
ومن الجدير بالبذكر تمحورت مبادئ رئيسية لثورة يوليو في ستة عناصر، وهي:
• القضاء على الإقطاع.
• تحرير مصر من الاستعمار.
• إقامة جيش وطني قوي.
• إرساء قواعد الديمقراطية.
• تحقيق العدالة الاجتماعية.
• الوحدة العربية.
إنجازات ثورة يوليو:
حققت ثورة يوليو العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة، منها:
فعلى الصعيد السياسي : تم إعلان الجمهورية، وإنهاء الاستعمار البريطاني، وتأسيس منظمة الوحدة العربية، وتأميم قناة السويس.
أما على الصعيد الاقتصادي: فتمت عمليات الاصلاح الزراعي، وتأميم الشركات الكبرى، وبناء السد العالي، وتطوير البنية التحتية.
وعلى الصعيد الاجتماعي: توسعت فرص التعليم، وتحسنت الرعاية الصحية، وتوفير السكن للطبقات الفقيرة.
وأخيرا على الصعيد الثقافي: ازدهارت الفنون والآداب، وانتشر الوعي الاجتماعي.
و أخيرا على الصعيد الثقافي: ازدهارت الفنون والآداب، وانتشر الوعي الاجتماعي.
وفي سياق متصل، أثرت ثورة يوليو على مصر والعالم العربي بشكل كبير، حيث ألهمت حركات تحررية في العديد من الدول، فألهمت الثورة شعوب المنطقة للتحرر من الاستعمار والاستبداد، ونضالها من أجل الحرية والكرامة، وساهمت في تغيير موازين القوى في المنطقة.
فتعد ثورة 23 يوليو حدثًا هامًا في تاريخ مصر الحديث، ولها إسهامات كبيرة في تشكيل الواقع المصري والعربي، فمع مرور 72 عامًا على اندلاعها، لا تزال ثورة 23 يوليو مصدر إلهامٍ للأجيال القادمة، ودافعًا لهم للمضي قدمًا نحو تحقيق آمال مصر في التقدم والازدهار.