عاجل
الجمعة 13 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
قصة الرجوع بقلبه الموجوع

قصة الرجوع بقلبه الموجوع

من منا لم يتابع باهتمام وشغف أخبار اللاعب الراحل أحمد رفعت، الذي تصدرت أخباره كل الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، منذ لحظة سقوطه على الأرض مغشياً عليه أثناء مشاركته في مباراة فيوتشر مع الاتحاد السكندري يوم ١١ مارس ٢٠٢٤م، مروراً باللحظات الحرجة لحالته الصحية بغرفة العناية المركزة، وخروجه منها ومرحلة إفاقته والتحدث مع أسرته والطبيب المعالج، وصولاً إلى خبر وفاته الذي كان صدمة مدوية هزت مشاعر الشارع المصري والعربي، كما أنه كان من الأخبار المفجعة التي أبكت الجميع، خاصة الذين كانوا يتابعون اخباره أولاً بأول، ويدعون له بالشفاء وتخطي الأزمة بسلام.



 

كان اللقاء الأول والأخير للاعب الراحل أحمد رفعت بعد رحلة مرضه الأخيرة مع الإعلامي إبراهيم فايق، لكي يفصح عما تبقى من حطام قلبه الحزين، ويحكي عن أهم الأحداث التي لا تتحمل ذاكرته حفظها، حيث لمح عن السبب الرئيسي الذي أسهم في نكبته الصحية، مؤكداً على أنه واجه ظروفاً قاسية لا يتحملها بشر، حيث رفض رفعت الكشف عن الأشخاص الذين كانوا السبب في انكسار قلبه وإصابته بالأزمة القلبية التي مر بها، واكتفى بالإشارة إلى الأشخاص الذين يعلمون التفاصيل كاملةً، كما أرسل العديد من رسائل الشكر إلى كل من وقف بجانبه وقت مرضه، كما أنه بكى عندما شاهد الكم الهائل من الأدعية والحب الكبير من الجمهور له، وكانت المفارقة الكبرى، أنه عاد إلى الحياة لكي يكشف عن أسباب وفاته، وسبب انكسار قلبه وما أصابه من حزن.

يُعدّ "كسر القلب" تجربةً إنسانيةً صعبةً، حيث إنه ليس تعبيرا مجازياً يتناقلها أو يرددها البعض، بل إنها حقيقة علمية تُؤثّر على صحة القلب، وأن متلازمة "القلب المكسور" تنجم عن تعرض الشخص إلى ضغوط قوية وظروف نفسية صعبة، مثل ما تعرض له اللاعب الراحل أحمد رفعت،  علماً بأن الأشخاص الذين يعانون من "كسر القلب" قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، مثل ما حدث  لرفعت.  

في النهاية، يُعد الحزن شعوراً إنسانياً طبيعياً، لكنّه قد يُصبح مُقلقًا إذا كان حادًّا أو طويل الأمد، لذا من المهم فهم آليات تأثير الحزن على القلب واتخاذ خطوات فعّالة عند التعامل مع مشاعر الحزن وحالة الانكسار، من خلال عدم الاستسلام للظروف القاسية،  ومواجهة كل التحديات ومحاولة وضع حلول لكيفية الخروج من الأزمات والمشاكل بعقلانية دون أن نحمل أنفسنا وقلوبنا  مايفوق طاقتنا. 

أخيراً وليس آخراً، وفاة اللاعب أحمد رفعت كانت سبباً في تحريك المياه الراكدة بمنظومة الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بوجه خاص، وأتمنى ألا يتحول هذا الحدث الجلل إلى تريند ويختفي قبل أن يحقق مبتغاه، حتى لا نرى أحمد رفعت آخر في الملاعب مرة أخرى، رحم الله أحمد رفعت، وأدعو الله أن يصبر قلب والدته وكل محبيه.   ختاماً.. علينا أن نعي جيداً أن "انكسار أو هزيمة القلب" هي تجربة مؤلمة، لكنّها ليست نهاية العالم، مع الوقت والصبر والدعم، سنتمكّن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة ونبدأ فصلًا جديدًا في حياتنا.

 وبعد التجربة المريرة وتوقف قلب رفعت في الملعب، أتمنى توافر وحدة عناية مركزة بكافة المنشآت الرياضية "استاد، نادي، مركز شباب.."، أو تواجد سيارة إسعاف مجهزة بكل أجهزة العناية المركزة، لإنقاذ الحالات الحرجة المصابة أثناء المبارايات أو التدريبات، والتي يكون فيها عنصر الوقت ذا أهمية كبيرة، ذلك لأن عملية نقل المصاب إلى أقرب مستشفى تتطلب الكثير من الوقت، وأعتقد أن وحدة العناية سوف تساهم بشكل كبير في إنقاذ أرواح أولادنا، سواء كانت من الرياضيين أو من بين جمهور المشجعين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز