عاجل
الخميس 22 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

التفاني في العمل وحب الوطن والأخذ بالأسباب وتعظيم دور المرأة.. أهم الدروس المستفادة من الهجرة

الدكتور رجب الأزهري الداعية الإسلامي
الدكتور رجب الأزهري الداعية الإسلامي

أكد العلماء أن حب الوطن والتفاني في العمل والتكافل الاجتماعي والاستعانة بالخبرات من أهم الدروس المستفادة من الهجرة والتي أسهمت في نجاحها.

في البداية يقول الدكتور رجب الأزهري من علماء وزارة الأوقاف والداعية بالإذاعة والتليفزيون.



 تعريف الهجرة هي: الانتقال من مكان الي اخر وقد عرفنا معاني عدة عن طريق الهجرة هي التضحية والصبر والتخطيط الجيد وهناك أيضا معنى سامي وهي هجرة القلوب للحقد ومن الكسل الي النشاط ومن المعصية إلي الطاعة قال تعالى:

إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:40].

هذا الموكب المتواضع، الذي لا يزيد على ثلاثة أفراد، أحدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والثاني صاحبه في الغار، الذي خلد الله ذكره، ورفع قدره، فأشار إليه في القرآن إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ [التوبة:40].

والثالث: دليلهم عبدالله بن أريقط، هذا الموكب المتواضع، قد وقف التاريخ كله مشدوهاً، متجهاً، قبالة هذا الموكب، يرقبه، وينظره، ويسجل أحداثه لحظة فلحظة، وساعة فساعة، إنه موكب كبير مهيب،

لقد نسي الناس كل الأحداث الكبرى، والمعاصرة لذلك الحدث، فنسوا المعارك الطاحنة، ونسوا الدول الكبيري، ونسوا التغيرات الجذرية التي طرأت على أمم الأرض، وحضارتها، ليرقبوا ويدوّنوا ويسجّلوا في ذاكرتهم هذا الحدث، وهذا الخبر، خبر ذلك الشريد الطريد الذي غادر مكة فغير التاريخ بإذن الله العزيز الحكيم

مضيفا: أن النبي ﷺ خرج من مكة البلد التي نشأ فيها، وأحبها، وعرف فضلها، ولذلك خرج عليه الصلاة والسلام وقلبه يلتفت إلى تلك البقاع الطيبة الطاهرة، فلما غادرها وقف بـالحزورة، وهو مكان قريب من البيت العتيق، ثم التفت إلى مكة، وقال: {والله إنك لخير بلاد الله، وأحب البلاد إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت} والحديث رواه الترمذي والحاكم وغيرهما عن عبد الله بن عدي بن الحمراء، وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو حديث صحيح.

 

ويقول الأزهري أن هناك دروسا مستفاد من الهجرة وهو أن يكون لدينا اليقين بالنصر اذا أخذنا بالأسباب فقد خرج النبي ﷺ فيطيب الرب عز وجل قلبه، ويدله على أنه خرج من مكة اليوم شريداً طريداً، وسوف يعود إليها غداً فاتحاً منصوراً مظفراً: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص:85] قال المفسرون: في هذه الآية بشارة للنبي ﷺ أنه سوف يعود إلى مكة قاهراً لأعدائه، منتصراً عليهم، وهذا قول الأكثرين كما قال القرطبي: وهو مذهب جابر، وابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، وغيرهم من المفسرين إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص:85] أي: مرجعك إلى مكة مرة أخرى، كما خرجت منها، وقيل المعنى: لرادك إلى الجنة، وقيل المعنى: لمتوفيك بعدما تستوفي عمرك في هذه الدنيا.

 

خرج النبي ﷺ من مكة مكرهاً، بسبب الحصار على دعوته، وبسبب المضايقة لأصحابه، وعاد إليها بعد ثمان سنوات فحسب، عاد إليها في كتيبة خضراء من المهاجرين والأنصار، لا يرى منهم إلا حدق العيون، يُفَدُّون رسول الله ﷺ بأنفسهم، وآبائهم، وأمهاتهم.

ومن الدروس المستفادة أيضا من الهجرة الاستعانة بأهل الخبرة حتى ولو لم يكن مسلما فقد كان دليل الهجرة هو عبدالله بن أريقط، وكان على دين أهل الجاهلية، ولا أشك أنه لو كان ثمة مسلم عالم بالطريق، بصيرٌ به، ملائم للمهمة، لاختاره النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما اختاره لأنه كما ذكرت الرواية (خريت) بصيرٌ بالطريق، ومع ذلك كان رجلاً مأموناً أمنه الرسول ﷺ عن خبرة ودراية وممارسة، وعرف أنه لا يفشي سراً، ولا يخضع للترهيب والترغيب، ولا يستجيب لتلك الأعطيات التي وضعتها قريش لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك دلالات لابد من مراعاتها:

أولها: أن الكفار وإن كانوا في الجملة أعداء لنا كما ذكر الله عز وجل: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89].. وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217]..

إلا أنهم مع ذلك يتفاوتون في حجم عداوتهم، وقد يوجد من بينهم أفراد، أو جماعات قليلة، أو جمعيات، أو فئات خاصة، لا تحمل في ذاتها حقداً معيناً على الإسلام والمسلمين، بل قد تكون متعاطفة مع الإسلام، أو مستعدة لسماع الدعوة أو قبول كلمة الحق، ومن هؤلاء من يسلم بعد حين كما نعرفه في أعداد غفيرة ممن أسلموا، ويضيف الشيخ محمود غيظ من علماء وزارة الأوقاف ان للمرأة دورا بارزا في الدعوة،

فنجد أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ذات النطاقين، هي نموذج للفتاة الملتزمة، التي تسارع إلى الإيمان، حتى يستقر الإيمان في قلبها، ثم لا ترضى أن تقعد في بيتها بعيداً عن المشاركة في الدعوة، والقيام بالتكاليف الشرعية التي يقتضيها دينها ويقتضيها العمل لهذا الدين، بل تنطلق لتقوم بتلك المهمة التي لا يستطيع أن يقوم بها الرجال، إما لأنها مهمة نسائية،

وإما لأن المرأة أقدر على القيام بها، وإما لغير ذلك من الأسباب، وكم قامت امرأة بأعمال جليلة لا يطيقها أشداء الرجال!

ولفت غيط أننا أمام أعداد متزايدة من الفتيات المتدينات الصالحات، تسمع بأخبارهن المشجعة المفرحة في المدارس، أو تسمع بها في البيوت، أو تسمع بها في الوظائف، أو تسمع بها في قطاع من القطاعات الاجتماعية.

و يستكمل حديثه الشيخ محمود غيط بقوله ان الله خلق الناس من ذكر وأنثى، وكانت الدعوة تقوم على الرجل والمرأة، فإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يستطيع أحد قط أن ينسى دور خديجة وهي أول بشر يلقاه بعدما نـزل عليه الوحي، فتثبت قلبه وتقول: [[كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق]] ثم تذهب به إلى ورقة بن نوفل.

ولا أحد يذكر الهجرة إلا ويذكر أسماء بنت أبي بكر، ولا أحد يتحدث عن حياة النبي ﷺ وتاريخه، وسيرته، إلا ويذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي ارتبطت برسول الله ﷺ أعظم الارتباط، وصحبته في حله وترحاله.

 

أهمية المال للدعوة

يستكمل الشيخ محمود حديثه قائلا ان من الدروس المستفادة من الهجرة التكافل الاجتماعي ومساندة الدولة بالمال وتثميره، وإنفاقه أو إنفاق بعضه في سبيل الله عز وجل إنه ليس ضروريا أن يكون أولياء الدعوة وأهل الخير والصلاح ورواد المساجد وعمار حلق الذكر، أن يكونوا دائماً من الفقراء والمحاويج، ولو أن المسلمين في أي مكان من الأرض، الذين يجاهدون في إقامة دينهم، وإحياء شريعة ربهم، ومنازلة عدوهم، لو أنهم كانوا يمسكون بأزمة الاقتصاد، أو يملكون الشركات الكبرى، أو حتى بعضها، أو يستحوذون على رؤوس الأموال، لما استطاع أحد أن يقف في طريقهم، لأنه لا أحد يقبل أن يهاجر التجار، أو تهاجر رؤوس الأموال، أو تقوض الشركات التي منها يأكل الناس، ومنها يلبسون، ومنها يركبون، وهي قوام حياتهم وعيشهم، إذاً لو أن المسلمين أمسكوا بأزمة الاقتصاد في بلادهم، لما استطاع أحد أياً كان، أن يقف في وجوههم، فهل نعي ذلك جيداً؟!

ودلل بموقف سيدنا ابا بكر الصديق رضي الله عنه لقد كان غنياً، ثرياً، تاجراً شهيراً في قريش، كما يبدو من وجه آخر من تلك الأعطية القرشية الجزلة التي وضعتها قريش لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

لقد أدركوا فعلاً أهمية المال أيضاً في شراء الضمائر، وتغيير العقول والقلوب، ومحاولة صد الناس عن الاسلام.

ومن جانبه يوضح الشيخ فوزي عباس القوصي مدير أوقاف حجازة بقنا سابقا الأسباب والدوافع التي كانت وراء هجرة النبى صلى الله عليه٠

شدة الأذى الذي لحق بالنبى ﷺ الذي تحمل الكثير والكثير من كفار قريش فى سبيل الدعوة الاسلامية فالاسلام لم ينتشر بسهوله كما يزعم بعض الناس إنما هناك رجال باعوا دنياهم واشتروا اخرتهم رجال دافعوا دفاعا شديدا حتى يصلوا به إلى بر الأمان ويأتي فى مقدمة الذين اشتد عليهم الأذى حتى وصل إلى مالايطاق هو صاحب الدعوة محمد ﷺ ولقد ورد فى سيرة بن هشام انة يأتى فى مقدمة المستهزءين بالنبى أبو جهل وعقبة بن أبى معيط وكان عقبة من أشد الناس كرها وحقدا على النبى ولقد ورد أن النبى كان يصلى فى حجر الكعبه وحولة ناس من اصحابة ومن قريش إذ جاء عقبة بسلا جزور ووضعها على رأس الرسول وهو ساجد لله رب العالمين فلم يرفع النبى رأسه ولم يستطع واحد من أصحابه أن يرفع هذه القاذورات من على رأسه حتى جاءت السيدة فاطمة بنت محمد ﷺ ورفعت هذه القاذورات من على رأسه وقالت ياابتى ادعوا عليهم فقال لابل ادعوا لهم فقال (اللهم اهدى قومى فإنهم لايعلمون).

حقًا هل هناك عفو أفضل من هذا العفو المحمدى لقد ضربت لنا أروع الأمثله فى عفوك وصفحك يارسول الله.

ومن جماعة المستهزءين عمة أبولهب وزوجته أم جميل كان أبو لهب يرمى القازورات والاشواك أمام باب النبى وكانت تشاركه فى هذا العمل زوجته أم جميل التي سميت حماله الحطب لأنها هى التي كانت تحمل الحطب والأشواك وتلقيها أمام بابه ولقد روى أن أم جميل جاءت فى يوم وفى يدها حجر لكى تضرب النبى وكان النبى جالس بجوار أبى بكر الصديق فاخذ الله بصرها فلم تر النبى، وأخذت تقول ياأبا بكر أين صاحبك وهو جالس بجوار أبى بكر، فإنه يهجونى فتعجب الصديق من قولها وقال للنبى صحيح ماتقول يارسول الله قال نعم إن الله أخذ بصرها عنى).

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز