عاجل
الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
بايدين.. الفساد والديمقراطية على الطريقة الأمريكية

بايدين.. الفساد والديمقراطية على الطريقة الأمريكية

واجه الحزب الديمقراطي انتقادات بسبب قراره دعم مسعى الرئيس جو بايدن لولاية ثانية، رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 80% من الناخبين لا يؤيدون إعادة انتخابه. وقد أثار هذا الوضع تساؤلات حول ديناميكيات الحزب الداخلية، والفساد المحتمل، والمخاطر المرتبطة بترشيح بايدن.



إن مزاعم الفساد داخل الحزب الديمقراطي ليست جديدة، ويقول النقاد إن قيادة الحزب كثيرا ما اتُهمت بإعطاء الأولوية لسلطتها ومصالحها على المبادئ الديمقراطية وإرادة الشعب، على سبيل المثال، تم انتقاد العملية التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2016 بسبب محاباة هيلاري كلينتون على حساب بيرني ساندرز. وتظهر الآن مخاوف مماثلة فيما يتعلق بالدفع من أجل إعادة انتخاب بايدن.

وقد يكون الإصرار على ترشيح بايدن نابعاً من رغبة الحزب في الحفاظ على مظهر من الاستقرار والاستمرارية، وربما تعتقد القيادة الديمقراطية أن وجود رئيس في منصبه، حتى لو كانت شعبيته متراجعة، هو رهان أكثر أمانا من فتح المجال لمعارك أولية قد تؤدي إلى الانقسام. 

ومع ذلك، يمكن النظر إلى هذا النهج على أنه يعطي الأولوية لهياكل السلطة الداخلية على تفضيلات الناخبين.

لماذا الإصرار على بايدن؟

وعلى الرغم من الرفض الواسع النطاق، فإن عدة عوامل قد تفسر سبب إصرار الحزب الديمقراطي على ترشح بايدن لولاية ثانية.

أولاً: يوفر شغل المنصب تاريخياً ميزة كبيرة في الانتخابات، وقد يعتقد الحزب أن الآلية السياسية الحالية لبايدن والتعرف على الاسم يوفران أفضل فرصة لتحقيق النصر.

ثانياً: ربما يدرك الحزب الديمقراطي عدم وجود مرشحين بديلين أقوياء قادرين على توحيد الفصائل المختلفة داخل الحزب، ومن المحتمل أن يكون نائب الرئيس كامالا هاريس وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم من المتنافسين المحتملين، لكن لم يحصل أي منهما على دعم عالمي حتى الآن، الخوف من الانقسام الداخلي وضعف التذكرة قد يجبر الحزب على دعم بايدن.

مخاطر ترشح بايدن

إن دفع بايدن للترشح لولاية ثانية لا يخلو من مخاطر كبيرة.، كان عمره والمخاوف بشأن قدرته العقلية والجسدية على التحمل من نقاط الخلاف الرئيسية.

وإذا تدهورت صحة بايدن بشكل أكبر، فقد يؤثر ذلك بشدة على قدرته على القيام بحملة انتخابية فعالة، والأهم من ذلك، على الحكم إذا أعيد انتخابه.

علاوة على ذلك، فإن تقديم مرشح يحظى بمعدلات رفض عالية من شأنه أن ينشط المعارضة ويقمع إقبال الناخبين الديمقراطيين، وقد يمهد هذا الوضع الطريق أمام تحدٍ قوي من جانب الجمهوريين، وهو ما قد يؤدي إلى خسارة ليس الرئاسة فحسب، بل وأيضاً سباقات الاقتراع.

سلطت العديد من استطلاعات الرأي الضوء على الاستياء المتزايد بين الناخبين بشأن ولاية بايدن الثانية المحتملة، وأشار استطلاع حديث أجرته شبكة ABC News وواشنطن بوست إلى أن 80% من الأمريكيين، بما في ذلك جزء كبير من الديمقراطيين، لا يريدون أن يترشح بايدن مرة أخرى. 

ويتردد صدى هذا الشعور في استطلاعات أخرى، مما يشير إلى وجود قاعدة واسعة من المخاوف بشأن قدرة بايدن على البقاء كمرشح.

إن قرار الحزب الديمقراطي بدعم بايدن لولاية ثانية هو تفاعل معقد بين الفساد الملحوظ، والسياسات الداخلية المرتبكة، والحسابات الاستراتيجية الضعيفة. 

ورغم وجود حجج لصالح الحفاظ على الوضع الراهن، فإن المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها الأمر، بما في ذلك استياء الناخبين والمشكلات الصحية المحتملة، يمكن أن تعرض فرص الحزب في انتخابات عام 2024 للخطر.

 وسوف تكشف الأشهر المقبلة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستؤتي ثمارها أم أنها ستؤدي إلى سوء تقدير سياسي ذي أبعاد تاريخية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز