عاجل
الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

واشنطن بوست: 4 سيناريوهات محتملة للمرحلة المقبلة من حرب غزة مع اقتراب انتهاء القتال "العنيف"

وضعت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تصورا شمل 4 سيناريوهات للمرحلة المقبلة من حرب غزة ، وذلك مع اقتراب انتهاء القتال "العنيف".



 

ونسبت الصحيفة - في تحليل أوردته في عددها الصادر اليوم الثلاثاء - إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن الحرب في قطاع غزة ستدخل قريبا مرحلة جديدة .. مضيفا : "أن المرحلة المكثفة من الحرب مع حماس على وشك الانتهاء ".

 

وقالت (واشنطن بوست) : إنه مهما كان الارتياح الذي قد تجلبه هذه التصريحات بعد أكثر من نصف عام من إراقة الدماء المروعة، فقد أوضح نتنياهو شيئين بسرعة وهما : أن وقف إطلاق النار في غزة ليس في متناول اليد وأن المعركة التالية ربما تكون في لبنان مع قوات حزب الله المتحالفة مع حماس .. قائلا : "بعد سحب قواتنا من غزة سنكون قادرين على نقل جزء من قواتنا إلى الشمال".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يصل إلى حد الإعلان عن غزو لبنان، وهي الخطوة التي رجحت أن تتسبب في خسائر إسرائيلية ولبنانية فادحة وبدلا من ذلك ترك الباب مفتوحا أمام التوصل إلى حل دبلوماسي مع حزب الله.

 

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول : "إن أي حل دبلوماسي في غزة يظل غير مؤكد، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن ائتلاف نتنياهو من المرجح أن ينهار في حال أوقفت إسرائيل القتال في غزة دون إقصاء حماس من السلطة".

 

وفي حين قال القادة الإسرائيليون منذ يناير الماضي إنهم ينتقلون إلى حرب أقل حدة، فإن انتهاء عملية رفح قد يسمح بإكمال هذه العملية، بحسب الصحيفة الأمريكية.

 

ورأت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو والتعليقات الأخيرة لوزير الدفاع يوآف جالانت -الذي كان في واشنطن أمس الاثنين - تشير إلى أن تركيز الخطاب السياسي الإسرائيلي والتخطيط الاستراتيجي يتحول نحو حدودها الشمالية مع لبنان.

 

ومضت الصحيفة تقول إنه منذ أكتوبر تخوض إسرائيل صراعا منخفض المستوى مع حزب الله، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود غير أن الحرب الأكبر في غزة طغت على القتال وربما يكون التحول في الخطاب خلال عطلة نهاية الأسبوع نذيرا لتصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل.

 

ولكن تراجع القتال في غزة يمكن أن يفضي في نهاية المطاف إلى خلق مساحة لتهدئة الأعمال العدائية على الحدود اللبنانية .. وقد انضم حزب الله إلى القتال في أكتوبر تضامنا مع حماس، وأشارت قيادته إلى أنه قد ينهي حملته في حال انحسرت الحرب في غزة.

 

وفي هذا الصدد، استعرضت الصحيفة أربع سيناريوهات يمكن أن يحدث بها التحول في موقف إسرائيل في غزة.

 

أولا: غارات على غزة، ولكن أصغر حجما ، فبمجرد انتهاء الحملة الإسرائيلية في رفح في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يركز الجيش على عمليات تحرير المحتجزين في جميع أنحاء قطاع غزة ، ويقول المسؤولون العسكريون أيضا إنهم سيواصلون مداهمة لفترة وجيزة للأحياء التي استولوا عليها خلال المراحل السابقة من الحرب، لمنع مقاتلي حماس من استعادة الكثير من قوتهم في تلك المناطق.

 

أما السيناريو الثاني وهو "فراغ السلطة في غزة" ، فمن خلال الانسحاب من قسم كبير من غزة دون التنازل عن السلطة لقيادة فلسطينية بديلة قد تسمح إسرائيل لقادة حماس بالاحتفاظ بهيمنتهم على القطاع المدمر على الأقل في الوقت الحالي ، ومن الممكن أن يتمكن الجيش الإسرائيلي - إذا داهم غزة بانتظام من منع حماس من العودة إلى قوتها السابقة - لكن ذلك من شأنه أن يطيل أمد فراغ السلطة .. ومن شأن هذا الفراغ أن يزيد من صعوبة إعادة بناء غزة وتوزيع المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.

 

ويتمثل السيناريو الثالث في "الحرب مع حزب الله، أو التهدئة" ، فمن خلال نقل المزيد من القوات إلى حدودها الشمالية، سيكون الجيش الإسرائيلي في وضع أفضل لغزو لبنان حتى يتمكن من إجبار مقاتلي حزب الله على الابتعاد عن الأراضي الإسرائيلية ، لكن حشد القوات هناك يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الهجمات الصاروخية من جانب حزب الله، مما يزيد من احتمال حدوث خطأ في الحسابات والذي من شأنه يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة.. إذ حذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي من أن الجماعة قد تغزو إسرائيل ويبدو أن خطر التصعيد أصبح أقرب مما كان عليه منذ أشهر.

 

وفي الوقت نفسه فإن إعلان إسرائيل بأنها تنتقل إلى مرحلة جديدة في غزة يمكن أن يوفر أيضا سياقا لتهدئة التصعيد ، إذ أن تقليص القتال في غزة يمكن أن يمنح حزب الله مخرجا ، ففي فبراير الماضي قال نصر الله إن جماعته ستتوقف عن إطلاق النار "عندما يتوقف إطلاق النار في غزة".

 

كما أن فترة من الهدوء النسبي على طول الحدود اللبنانية ربما تدفع الإسرائيليين إلى العودة إلى ديارهم وهذا بدوره من شأنه أن يخفف الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حزب الله ، وأحد الأسباب الرئيسية التي جعلت القادة الإسرائيليين يفكرون في غزو لبنان هو خلق الظروف التي يمكن من خلالها إقناع الإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم.

 

ويتمثل آخر هذه السيناريوهات ورابعها في "استمرار التوترات مع إدارة بايدن" ، فمن خلال الإعلان عن الانسحاب من غزة، يقلل نتنياهو من أحد مصادر الاحتكاك مع الرئيس بايدن لكنه يبقى على مصادر أخرى.

 

وفي هذا الصدد أشارت الصحيفة إلى أن بايدن قد انتقد سلوك إسرائيل في الحرب، حتى مع استمرار إدارته في تمويل إسرائيل وتزويدها بالأسلحة ومن ثم فإن وجود حرب أقل تدميرا في غزة من شأنه أن يتيح فرصة أقل للنقاش مع واشنطن حول الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية ، غير أن رفض نتنياهو لصياغة خطة واضحة لحكم غزة بعد الحرب فضلا عن الاحتمال المتبقي للغزو الإسرائيلي للبنان يترك فرصة كبيرة للخلاف مع واشنطن. ففي حين ترغب إدارة بايدن في إنهاء القتال مع حزب الله، وقد ألقت بالفعل بالضغوط على نتنياهو لعدة أشهر لتمكين قيادة فلسطينية بديلة في غزة ولكن نتنياهو أبقى مستقبل غزة غامضا، وسط ضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني لاحتلال المنطقة وإعادة توطين الإسرائيليين بها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز