عاجل
السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
القدس عربية
البنك الاهلي

إبادة تعليمية

امتحانات الثانوية العامة بلا طلاب.. الاحتلال يمنع نحو 800 ألف فلسطيني من التعليم

المدارس بغزة
المدارس بغزة

مع بداية امتحانات طلاب الثانوية العامة في جميع أنحاء العالم، يعاني طلاب فلسطين من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.



 

حرمت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 260 يوماً، 39 ألف طالب وطالبة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة، وذلك لعدة أسباب، إما بسبب سقوط المئات منهم شهداء في العدوان أو لانقطاعهم عن التعليم بفعل الحرب وما تسببت به من تدمير شامل لبنية العملية التربوية وتفجير المدارس.

 

وكان من المقرر، أن يبدأ اليوم السبت، نحو 89 ألفاً من طلبة فلسطين امتحان الثانوية العامة في دورته الأولى للعام الدراسي 2023 - 2024، إلا أن نسبة من سيتقدمون لاجتياز الاختبارات تصل إلى نحو 56% فقط.

 

 

 

 

 

 

 

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، فإن 430 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استشهد في الضفة الغربية 20 آخرين، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر أغسطس الماضي.

 

وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هنالك ما لا يقل عن 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، عدا عن المفقودين، وهنالك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.  

 

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن أكثر من 76% من مدارس قطاع غزة بحاجة إلى "إعادة بناء أو تأهيل بشكل كبير" لتتمكن من العمل مجددا.  

 

وذكرت "الأونروا" على منصة "إكس" توتير سابقا إن " غزة تحتاج الي أكثر من 76%من إعادة البناء أو تأهيل كبير للمدارس، كي تتمكن من العمل مرة أخرى، وفقا لمجموعة التعليم العالمية".

 

وأوضحت الوكالة أنه "رغم ذلك، تواصل فرق الأونروا الوصول إلى الأطفال من خلال أنشطة اللعب والتعلم".  

 

وأكدت أن "التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان"، مطالبة بـ"وقف إطلاق النار فورا" في القطاع الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.

 

 

 

وأوضح الوكيل المساعد للشؤون الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي، الناطق باسم الوزارة صادق الخضور،  في تصريحات تليفزيونية، أن في قطاع غزة 307 مبان مدرسية حكومي، 286 منها تعرضت لأضرار تتراوح بين البالغة والطفيفة، وطال الهدم الكامل عدداً يقدر بالعشرات.

 

وذكر الخضور أن هذه الإحصائيات القابلة للارتفاع مع مضي الاحتلال في حربه على قطاع غزة، تعبر عن أضرار كمية قابلة للإحصاء، وتقابلها أضرار نوعية لا ترصدها التقارير، وأهمها الفاقد التعليمي المتصل بعدم توجه الطلبة لمدارسهم لتعطل العام الدراسي.

 

وأكد أن أضرار البنية التحتية لا تقتصر على الأبنية، فهناك التدمير الذي طال شبكات الاتصالات والكهرباء، وبالتالي صعوبة تبني فكرة التوجه للتعليم الالكتروني على المدى القريب حتى بعد انتهاء العدوان.

 

وقال الخضور: "يجب أولاً أن يتوقف العدوان والمجازر حتى نبدأ بتطبيق الخطط التي وضعتها الوزارة، وتم اعتمادها من مجلس الوزراء، لنتمكن من تجميع الطلبة وإعطاء المادة التعليمية بشكل مكثف لفترة من الزمن، ومن ثم التفكير بتحديد موعد لعقد الامتحان الخاص بطلبة التوجيهي".

 

وأشار إلى أن الخطوط العامة للخطة تقوم أولاً على تنفيذ مسح شامل للوقوف على حجم الخسائر وطبيعة الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية الناجمة عن العدوان، واستيضاح أماكن تجمع المواطنين لإقامة وحدات صفية بديلة عن تلك المهدمة تراعي التوزيع الديمغرافي.

 

ونوه إلى أن التقديرات تشير إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى 4500 غرفة صفية على الأقل، تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية.

 

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومة في قطاع غزة، فإن الاحتلال دمر قرابة 110 مدارس وجامعة بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وارتفع عدد المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" المخصصة كمراكز إيواء واستهدفها الاحتلال بالقصف، إلى نحو 150 مدرسة، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.

 

وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم التزامها الكامل إزاء طلبة "التوجيهي" من أبناء قطاع غزة، وأقل ذلك عقد دورة خاصة لهم لتقديم الامتحانات حال توفر الظروف الموضوعية والوصول للحد الأدنى من المادة التي يجب أن يمتحنوا فيها.

 

ووضعت الوزارة خططاً لإنقاذ العام الدراسي بالوسائل المتاحة لكل المراحل التعليمية، والتي يتطلب الشروع بتنفيذها وقف العدوان.

 

 
 

 

ويعاني 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من حرمانهم من حقهم في التعليم منذ السابع من أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل في بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.

 

وفي أبريل الماضي، أكد 19 خبيرا ومقررا أمميا أن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال  تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يعرف باسم "الإبادة التعليمية" التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية. وأكد الخبراء في بيان مشترك أن تلك الهجمات لا تمثل حوادث معزولة، وإنما تعبر عن نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني، وقالوا: "عندما يتم تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك".

 

وجاء في البيان أن "الهجمات القاسية المستمرة" على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، مما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم".

 

من جانبها دعت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، إلى ضرورة تواجد طلبة الثانوية العامة الفلسطينية المتواجدين في جمهورية مصر العربية، لحضور الامتحانات بدء من اليوم السبت في مقر مدرسة "تحيا مصر ٢" الكائنة في منطقة الأسمرات بحي المقطم بمدينة القاهرة؛  وذلك في تمام الساعة الثامنة والربع صباحا.

 

وأعربت السفارة عن خالص شكرها وتقديرها للدولة المصرية ممثلة بقيادتها وشعبها وأجهزتها العاملة على كافة المستويات والتي لم تتوانَ عن بذل كل الجهود للتيسير على أبناء شعبنا الفلسطيني، ودفع المسيرة التعليمية والأكاديمية بعد ما تعرض له قطاع التعليم من تدمير وإبادة، كما ثمّنت السفارة دور القيادة والحكومة الفلسطينية وحرصها على بذل كل المساعي لدعم ومساندة أبنائنا الطلبة في بناء مستقبلهم العلمي والعملي، في مواجهة حرب الإبادة الممنهجة التي يشنها الاحتلال على شعبنا.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز