عاجل
الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات أبناء النيل
البنك الاهلي

الأمن المائى .. أمن البحر الأحمر.. التكامل الاقتصادى والتجارى مع دول القارة السمراء

«الدائرة الإفريقية».. شراكة من أجل المستقبل

اجتماعات بين القادة الأفارقة ـ صورة أرشيفية
اجتماعات بين القادة الأفارقة ـ صورة أرشيفية

تحتل «الدائرة الأفريقية» أولوية فى السياسة الخارجية للحكومة المصرية، ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية قبل عشر سنوات، تبنت الدولة المصرية سياسة الانفتاح على القارة الأفريقية، لتعزيز التعاون والشراكة مع دول القارة، تستعيد من خلالها مصر تواجدها وتأثيرها فى محيطها القارى.



 

 

وقامت الرؤية المصرية على التعاطى مع واقع التحديات الجديدة فى القارة، وجرى ترجمتها فى مسارات تعاون وشراكات متعددة، استطاعت أن تقفز بمكانة التواجد المصري إلى موضع متقدم، من دولة كانت عضويتها معلقة بعد 30 يونيو 2013، إلى رئاسة الاتحاد الأفريقى فى 2019.

ووضع الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال تكليفه للدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة، مجموعة من الأهداف، تتعلق بالسياسة الخارجية المصرية، وحماية الأمن القومى المصري، حيث جاءت على رأس تلك الأهداف الحفاظ على محددات الأمن القومى المصري فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية.

ويأتى التكليف الرئاسى للحكومة، تطبيقًا، للمستهدفات السبعة التي تحدث عنها الرئيس السيسي فى خطابه أمام مجلس النواب، عقب أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة فى بداية أبريل الماضى، حيث أكد الرئيس أن الدولة تستهدف على صعيد علاقات مصر الخارجية حماية وصون أمن مصر القومى، فى محيط إقليمى ودولى مضطرب، ومواصلة العمل، على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه، وتقوم فيه مصر، بدور لا غنى عنه، لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.

من هذا المنطلق، تضع الحكومة المصرية «الدائرة الأفريقية» ضمن أولويات سياساتها الخارجية، بأجندة عمل تستهدف حماية الأمن القومى المصري، لاسيما الأمن المائى، وتنويع الشراكات المصرية مع دول القارة الأفريقية، ويمكن إجمال أهم نقاط أجندة مصر تجاه القارة الأفريقية فى المحاور التالية.

 

5 ملفات تتصدر مجالات الشراكة السياسية والاقتصادية

 

تتنوع مجالات التعاون والشراكة بين مصر ودول القارة الأفريقية، ويتصدر هذه الملفات، ملف التعاون فى مجال الأمن المائى، خصوصًا مع دول حوض النيل، والمشاركة فى مجالات التنمية، ومجالات التعاون الاقتصادى والتجاري، ويمكن إجمال أهم مجالات التعاون فى النقاط التالية:

1- الأمن المائى: تتبنى الدولة المصرية رؤية قائمة على الشراكة المتعددة مع دول حوض النيل، لتحقيق المنفعة المشتركة، فيما يتعلق بمياه النيل.

وتتصدر قضية الأمن المائى أولويات التعاون المصري مع دول حوض النيل، وأشار إلى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال مشاركته فى المنتدى العربى الصينى فى بكين نهاية شهر مايو الماضى، حيث أكد أن «الأمن المائى على رأس أولويات التعاون المستقبلى، نظرًا لما تحمله هذه المسألة من مخاطر ترقى إلى حد التهديد الوجودى«.

وفيما يتعلق بتحدى «سد النهضة الإثيوبى»، تتبنى مصر رؤية ثابتة على مدار العشر سنوات الماضية، قائمة على ضرورة وجود اتفاق قانونى ملزم بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، ويؤمن حقوق شعوب الدول الثلاث فى الحياة والتنمية.

2- أمن البحر الأحمر: وهو من الملفات الحيوية للدولة المصرية لتأمين حركة الملاحة فى البحر الأحمر، وتتشارك فى هذا الهدف مع دول شرق أفريقيا، خصوصًا الصومال وجيبوتى وإريتريا والسودان، فى ظل تحديات أمنية متعددة بهذه المنطقة.

وتستهدف الدولة المصرية مزيدًا من التنسيق الأمنى والعسكرى مع تلك الدول لتأمين سلامة وأمن الملاحة الدولية فى البحر الأحمر باعتبارها من الملفات الحيوية للأمن المائى والقومى المصري.

3- التعاون السياسى: وتحظى الزيارات السياسية والدبلوماسية المتبادلة مع أفريقيا، بأولوية كبيرة لدى الدولة المصرية، بهدف تعزيز سياسات التنسيق فى كل القضايا، ومُعالجة الأزمات المشتركة. وقد تجلت ثمار هذه العلاقات الوطيدة فى أهمية التوافق حيال قضايا وأزمات القارة الأفريقية.

وجاءت الدائرة الأفريقية فى ترتيب مقدم باهتمامات السياسة الخارجية، بعد الدائرة العربية، فى زيارات الرئيس السيسي خلال العشر سنوات الماضية، حيث قام الرئيس السيسي بنحو 30 زيارة إلى الدول الأفريقية خلال التسع سنوات، وهى فى المرتبة الثانية بعد الدائرة العربية، حيث أجرى الرئيس السيسي 41 زيارة للدول العربية.

4- قضايا السلم والأمن الأفريقى: المحور الرابع الذي تهتم به مصر، ما يتعلق بقضايا السلم والأمن بأهمية كبيرة فى أبعاد العلاقات المصرية الأفريقية، فى ضوء قدرات مصر فى دعم منظومة وهيكل السلم والأمن الأفريقى، وأهمية عضوية مصر فى مجلس السلم والأمن الأفريقى للفترة (2024-2026)، بعد تحقيقها نجاحات كبيرة فى دعم وتعزيز بنية السلم والأمن فى القارة الأفريقية، فى ظل تصاعد تهديدات الجماعات الإرهابية، وتنامى نشاط الجماعات المسلحة.

وفى هذا الإطار أعلنت مصر عن عقد النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يوميّ ٢ و٣ يوليو المقبلة فى القاهرة تحت عنوان «أفريقيا فى عالم متغير... إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية».

5- التكامل الاقتصادى: تسعى مصر فى علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأفريقية إلى تحقيق التنمية المشتركة وتعزيز فرص التجارة والاستثمار؛ إذ تعد رئاسة مصر لمبادرة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (النيباد) خلال (2023- 2025) بمثابة فرصة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى القارة الأفريقية، ودفع مسار مشروعات البنية التحتية وتمويلها بالقارة.

 وتستخدم مصر مجموعة من الأدوات، وتقوم بالعديد من المبادرات والمشروعات المشتركة لتحقيق هذه الأهداف التنموية.

 

برامج تدريب وتأهيل للأشقاء الأفارقة

برامج تدريب وتأهيل للأشقاء الأفارقة

 

 

5 مكاسب حققها التعاون المصري مع أفريقيا

 

وعلى مدى عشر سنوات، تبنت الدولة المصرية سياسة الانفتاح والشراكة مع دول القارة الأفريقية، بمنظور جديد للعلاقات قائم على التعاون والشراكة والدعم فى مواجهة التحديات المختلفة، ونجحت من خلاله الدولة المصرية أن تغير من واقع حضورها الأفريقى، من حالة قطيعة لدول القارة فى 2013، وتجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى، وخلاف محتدم مع دول حوض النيل، إلى حضور دبلوماسى رفيع زادت معه دائرة التأثير المصري، وشراكات متعددة على الصعيد الثنائى وعلى الصعيد الإقليمى، تكلل برئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فى 2019، وعضوية مجلس الأمن عن أفريقيا لمدة عامين، ورئاسة تجمع الكوميسا، وغيرها من المكاسب.. ويمكن إيجاز أبرز هذه المكاسب فى النقاط التالية:

1- مصر صوت أفريقيا:

أهم ما ميز مجال التعاون مع أفريقيا، كان استخدام الدبلوماسية الرئاسية (رفيعة المستوى) للتواصل مع زعماء دول القارة الأفريقية، من خلال حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة فى مختلف القمم والمؤتمرات الأفريقية، وأيضًا فى المؤتمرات الدولية التي عقدت بالشراكة مع أفريقيا وشركاء دوليين مثل الصين وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبى.

وكان من ثمار ذلك، رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فى عام 2019، وتصويت الدول الأفريقية لعضوية مجلس الأمن الدولى لمدة عامين، 2016 و2017، كما ترأست مصر تجمع الكوميسا، وهو تجمع اقتصادى للتجارة الحرة دون جمارك، وهى مقدمة لاتفاقية التجارة الأفريقية لاعتماد دول القارة على التجارة فيما بينهم والاستفادة من القدرات الذاتية.

2- رائد إعادة الإعمار:

- يتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مجموعة »النيباد« وإعادة الإعمار، حيث يتولى الرئيس ريادة إعادة الإعمار فى أفريقيا ما بعد النزاعات، بفضل جهود مصر لاستضافة لجنة الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار فى القارة، وإقامة مقر لها فى العاصمة الإدارية الجديدة.

وفى نفس الوقت، كانت الدولة المصرية، صوت القارة فى عديد من الفعاليات، بداية من قضية التغيرات المناخية، حيث عبرت مصر عن شواغل القارة فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية cop27، والتي نجحت خلاله فى إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، وهو كان حلمًا يراود الدول النامية.

3- زيادة التبادل التجاري:

بدأت مصر فى تفعيل العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف على مستوى القارة الأفريقية، حيث شهدت العلاقات نموًا ملحوظًا على مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية والتكاملية، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والدول الأفريقية لتبلغ 8.6 مليار دولار خلال عام 2022، مقارنة بـ 7.5 مليار دولار فى عام 2021، بنمو نسبته 14.4%، وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

كما أسهمت مصر بشكل أساسى فى عملية التكامل الإقليمى مع دول القارة الأفريقية لتعزيز معدلات التبادل التجاري وزيادة التجارة البينية، وفى هذا الإطار استضافت مصر فى عام 2015، قمة التجمعات الثلاثة الكوميسا والسادك وجماعة شرق أفريقيا بشرم الشيخ، والتي تم خلالها إطلاق منطقة التجارة الحرة الثلاثية، والتي تستهدف تعزيز الانفتاح المصري تجاه السوق الأفريقية وتعزيز التجارة الأفريقية لدول العالم.

4- برامج متعددة للتدريب والتأهيل:

حديث الأرقام يشير لعشرات المشاريع وأشكال الدعم مع دول القارة الأفريقية ودول حوض النيل خلال التسع سنوات الماضية، من أهمها برامج التدريب والتأهيل ونقل الخبرات المصرية للأشقاء الأفارقة، حيث قدمت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى الفترة من 2014 وحتى 2021، أكثر من 340 دورة تدريبية بإجمالى 13 ألف متدرب.

ولعل من أبرز هذه البرامج كان البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى على القيادة بالأكاديمية الوطنية للتدريب، حيث تم تخريج ثلاث دفعات من هذا البرنامج ليضم شبابًا من مختلف الدول الأفريقية، بجانب برنامج التعاون المصري الأفريقى فى مجال الفضاء، والمنح التعليمية فى الجامعات المصرية.

هذا بجانب التعاون فى المجال الطبي، من خلال قوافل ومساعدات طبية ودوائية تقدمها مصر لدول أفريقيا، وكانت واضحة فى جائحة كورونا، حيث قدمت مصر مساعدات عينية وطبية بقيمة 4 ملايين دولار لحوالى 33 دولة أفريقية.

5- مواجهة الإرهاب:

دفع النجاح المصري فى مقاومة الإرهاب فى الداخل وسيناء للتحرك على مستوى الساحة الأفريقية لمقاومة الإرهاب والتطرف الدينى، خاصة أن الظاهرة أصبحت تمثل خطورة على القارة الأفريقية، ذلك أن 10 دول أفريقية تعتبر من أكثر 20 دولة فى العالم تأثرًا من الإرهاب والتطرف.

وبدت تلك الجهود فى التعاون مع دول الساحل والصحراء، لمواجهة الإرهاب والتطرف الدينى والجريمة المنظمة، العابرة للحدود ومعالجة أسبابها سواء كانت فكرية أو اقتصادية أو حتى دولية، حيث تمت استضافة اجتماع وزراء دفاع دول الساحل والصحراء فى شرم الشيخ، وتنظيم تدريبات مشتركة فى قاعدة محمد نجيب العسكرية مع القوات المسلحة بهذه الدول، وفى فبراير 2020، أعلن الرئيس السيسي تشكيل قوة أفريقية مشتركة لمقاومة الإرهاب، إرساء لمبدأ أن الحل الأفريقى هو المدخل الصحيح للمشكلات الإرهابية بأفريقيا.

 

لدعم التعاون الأفريقى

القاهرة تستضيف النسخة الرابعة لمنتدى أسوان للسلام

 

تستضيف القاهرة، النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يوميّ ٢ و٣ يوليو المقبلين، تحت عنوان «أفريقيا فى عالم متغير... إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية».

وقال أحمد نهاد عبد اللطيف المدير التنفيذى للمنتدى ومدير مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، أن انعقاد هذه النسخة من منتدى أسوان يأتى فى توقيت دقيق يشهد خلاله العالم والقارة الأفريقية تفاقمًا للنزاعات المسلحة، وتصاعدًا لحدة الاضطرابات، وتناميًا لخطر الإرهاب، فضلًا عن توالى الأزمات الإنسانية الحادة التي باتت تعصف بها وتقوض دعائم السلم والاستقرار، وهو ما يؤشر إلى الضرورة الملحة لإعادة تصور منظومة العمل متعدد الأطراف، بما يأخذ بعين الاعتبار الشواغل ووجهة النظر الأفريقية خاصة فى إطار قمة المستقبل التي سوف تنعقد فى الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل. 

وأوضح السفير عبد اللطيف، أن النسخة الرابعة من المنتدى تستهدف المساهمة فى صياغة رؤى أفريقية محددة من خلال حوارات بناءة وتبادل للخبرات والدروس المستفادة بما يسهم فى بلورة استجابات شاملة لمواجهة التحديات ذات الطبيعة المتشابكة والمعقدة التي تواجهها القارة مع مراعاة مبدأ الملكية والوطنية وخصوصية السياقات واتساقًا مع أجندة الاتحاد الأفريقى ٢٠٦٣ وأجندة الأمم المتحدة ٢٠٣٠ فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة.

 

تقديم الدعم والمعاونة للأشقاء

تقديم الدعم والمعاونة للأشقاء

 

 

مصر تسلم 3 ملايين جرعة من لقاح الحمى القلاعية لأوغندا

 

تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بتقديم كل سبل الدعم والمعاونة للأشقاء فى أوغندا لمواجهة الآثار الناجمة عن تفشى مرض الحمى القلاعية ومساعدتهم فى السيطرة على المرض.

أقلعت طائرة نقل عسكرية من طراز (C 130) من قاعدة شرق القاهرة الجوية إلى دولة أوغندا محمّلة بعدد 3 ملايين جرعة من اللقاح الثلاثى للحمى القلاعية من إنتاج معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى وإدارة الخدمات البيطرية للقوات المسلحة.

وأعرب المسؤولون الأوغنديون عن عميق الشكر والامتنان على المعاونة المقدمة من جمهورية مصر العربية للسيطرة على الموقف الوبائى الذي تمر به دولة أوغندا، حيث يمثل التطعيم باللقاح الثلاثى للحمى القلاعية الوسيلة الأساسية للوقاية ومكافحة المرض الذي يعد من أخطر الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز