فضل الأضحية.. ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يواصل ترسيخ القيم الأخلاقية لدى النشء
محمد جمال
عقد الجامع الأزهر الشريف حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: "الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، وذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، وحاضر في الملتقى الدكتور محمد أبوجبل، الباحث بوحدة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، والدكتور محمود أبوالعلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.
قال الدكتور محمد أبوجبل أن الله تبارك وتعالى قد حث وحض على تعظيم شعائره، ويكفي في ذلك قوله تبارك وتعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، وقد أضيفت التقوى إلى القلوب؛ لأن القلب هو محل التقوى.
وأوضح الباحث فضل الأضحية قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.
وأشار إلى حكم مشروعية الأضحيةوذكر منها التقرب إلى الله تعالى بها، قال تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وقال تعالى ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ والنسك هنا هو الذبح تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى. وقال تعالى: ﴿لنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾، وهي إحياء سنة إبراهيم الخليل - عليه السلام -؛ إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل؛ ثم فداه بكبشٍ فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾، ومنها التوسعة على النفس والأهل يوم العيد، وإشاعة الرحمة والمودة بين الفقراء والمساكين وإدخال السرور على المسلمين، وشكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام.
ثم بين الباحث بوحدة شؤون الأروقة، أن حكم الأضحية والراجح في هذه المسألة هو القول الثاني، أن الأضحية سنة مؤكدة في حق الموسر، وأقوى ما استدل به الجمهور هو حديث أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ"؛ فالتعليق بالإرادة ينافي الوجوب، موضحا شروط صحة الأضحية، ومنها أن تكون من بهيمة الأنعام، وبلوغ السن المعتبرة شرعًا - والراجح هو قول الجمهور أي: السن المعتبرة في الإبل خمس سنين، فما دون الخمس لا يجزئ؛ والإبل لا تثنى إلا إذا تم لها خمس سنين، والبقر سنتان، والمعِزُ سنة، والضأن ستة أشهر، وسلامتها من العيوب في وقت الذبح.
ومن جانبه تناول الدكتور محمود أبوالعلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، شرح أسماء الإشارة، حيث قام بتعريفها وبين أنواعها ومواضع إعرابها ودلل علي ذلك بالأمثلة التوضيحية.
وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.