عاجل
الأحد 1 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

عاجل| "سي إن إن": أدلة جديدة على محاولة المصريين القدماء علاج السرطان بالجراحة

جمجمة مصري قديم
جمجمة مصري قديم

نشر موقع شبكة "CNN" الأمريكية تقريرا عن تطور الطب والعمليات الجراجية في عهد المصريين القدماء.



 

وأبرز الموقع أنه على الرغم من اعتبار السرطان مرض العصر الحديث، إلا أن النصوص الطبية من مصر القديمة تشير إلى أن المعالجين في ذلك الوقت كانوا على علم بهذا المرض.

وأشار الموقع إلى اكتشاف أدلة جديدة من جمجمة عمرها أكثر من 4000 عام تؤكد أن الأطباء المصريين القدماء ربما حاولوا علاج بعض أنواع السرطان بالجراحة.

وتعود الجمجمة إلى رجل كان عمره حوالي 30 إلى 35 عامًا عندما توفي، وهي موجودة في مجموعة مختبر داكوورث بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة.

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، درس العلماء سطح الجمجمة المتندب، بما في ذلك الآفات المتعددة التي يُعتقد أنها تمثل تلفًا في العظام بسبب الأورام الخبيثة.

ويعتبر علماء الآثار هذه الجمجمة، التي تحمل الرقم 236 في المجموعة، واحدة من أقدم الأمثلة على الأورام الخبيثة في العالم القديم، ويعود تاريخها إلى ما بين 2686 قبل الميلاد و2345 قبل الميلاد.

وذكر الموقع، أنه عندما نظر الباحثون مؤخرًا عن كثب إلى ندبات الورم باستخدام المجهر الرقمي والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، اكتشفوا علامات القطع حول الأورام، مما يشير إلى أنه تم استخدام أدوات معدنية حادة لإزالة الورم.

 ونشر العلماء النتائج يوم الأربعاء في مجلة فرونتيرز إن ميديسين.

وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور إدغارد كاماروس، الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في كورونيا بإسبانيا: "كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعامل فيها الإنسانية جراحيا مع ما نسميه اليوم السرطان".

ومع ذلك، من غير المعروف ما إذا كان المعالجون حاولوا إزالة الأورام بينما كان المريض لا يزال على قيد الحياة، أو إذا تمت إزالة الأورام بعد الموت لتحليلها، حسبما قال كاماروس لشبكة CNN.

وأوضح الدكتور كاماروس: "إذا تم إجراء هذه العملية مع هذا الشخص وهو على قيد الحياة، فإننا نتحدث عن نوع من العلاج يرتبط مباشرة بالسرطان. ولكن إذا كانت علامات القطع قد تم إجراؤها بعد الوفاة، فهذا يعني أن هذا هو استكشاف طبي للجثة فيما يتعلق بذلك السرطان".

وتابع كاماروس: "في كلتا الحالتين، من المدهش الاعتقاد بأنهم أجروا تدخلاً جراحيًا. لكننا لا نستطيع في الواقع التمييز بين العلاج وتشريح الجثة".

"المعرفة والإتقان" الطبي

وقال الدكتور إبراهيم بدر، الأستاذ المشارك بقسم ترميم وحفظ الآثار بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمحافظة الجيرة، إن الطب في مصر القديمة، الموثق على نطاق واسع في النصوص الطبية مثل بردية إيبرس وبردية كاهون، كان متطورًا بلا شك، وتقدم النتائج الجديدة دليلًا مهمًا ومباشرًا على هذه المعرفة.

وتابع بدر، الذي لم يشارك في البحث الجديد بحسب CNN: "يمكننا أن نرى أن الطب المصري القديم لم يكن يعتمد فقط على العلاجات العشبية مثل الطب في الحضارات القديمة الأخرى. لقد اعتمدت بشكل مباشر على الممارسات الجراحية."

وأضاف بدر أنه على الرغم من أن هذه الأدلة من العصور القديمة تمت دراستها جيدًا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، فإن تقنيات القرن الحادي والعشرين، مثل تلك المستخدمة في الدراسة الجديدة، تكشف عن تفاصيل لم تكن معروفة سابقًا حول الفنون الطبية في مصر القديمة.

وأكد: "يوفر البحث اتجاهًا جديدًا وقويًا لإعادة تقييم تاريخ الطب وعلم الأمراض بين المصريين القدماء. وأساليب مؤلفي الدراسة  تنقل نتائجها من عالم عدم اليقين والإمكانيات الأثرية إلى عالم اليقين العلمي والطبي”.

كما عثر العلماء على آفات سرطانية في جمجمة ثانية من مجموعة داكوورث. تحمل العلامة E270 ويعود تاريخها إلى الفترة من 664 قبل الميلاد إلى 343 قبل الميلاد، وهي مملوكة لامرأة يبلغ عمرها 50 عامًا على الأقل. حدد الفريق ثلاث آفات في العينة حيث تسببت الأورام الخبيثة في إتلاف العظام.

وعلى عكس الجمجمة 236، لم تظهر على E270 أي علامات لعملية جراحية تتعلق بالمرض. لكن جمجمة المرأة تحتوي على كسور ملتئمة منذ فترة طويلة، مما يدل على نجاح التدخل الطبي المسبق لإصابات الرأس.

وقال كاماروس: "لقد نجا هذا الشخص بعد سنوات عديدة من تلك الصدمة".

كتابة "السيرة الذاتية" للسرطان

وأكد الدكتور المصري بدر أن تحليل الجمجمتين “يعد بحثا مميزا يقدم أدلة علمية جديدة وواضحة حول مجال علم الأمراض وتطور الطب بين قدماء المصريين”.

وشرح بدر، الذي يتعاون مع علماء من أوروبا والولايات المتحدة لدراسة تصلب الشرايين (تراكم اللويحات في جدران الشرايين) في المومياوات المصرية القديمة، أن عمله يتبع نفس الاتجاه العلمي الذي يتبعه فحص الجمجمة. ومن خلال إجراء فحوصات تفصيلية للمومياوات باستخدام تقنيات القرن الحادي والعشرين مثل الأشعة المقطعية وتسلسل الحمض النووي، يأمل بدر وزملاؤه في زيادة إلقاء الضوء على مدى المعرفة الطبية في عصور مصر القديمة.

وقال بدر: "هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم تاريخ الطب المصري باستخدام هذه المنهجيات العلمية. وباستخدام هذه التقنيات الحديثة، سنكون قادرين على دراسة واكتساب فهم أكثر شمولاً ودقة للطب في مصر القديمة."

وأضاف كاماروس أن النتائج الجديدة تساعد أيضًا في استكمال جزء من "السيرة الذاتية الغامضة" للسرطان عن طريق إضافة فصل كتب منذ آلاف السنين، موضحا أنه كلما نظرنا إلى ماضينا، كلما عرفنا أن السرطان كان أكثر انتشارا، وأكثر حضورا بكثير مما كنا نعتقد.

إنجاز طبي

كان تصور المصريين القدماء للسرطان يتمحور حول الأورام المرئية التي ينتجها المرض. أول ملاحظة مسجلة للسرطان موجودة في نص طبي مصري قديم يُعرف باسم بردية إدوين سميث الجراحية، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 قبل الميلاد إلى 2500 قبل الميلاد.

 يحتوي هذا النص على 48 دراسة حالة تغطي أمراضًا متنوعة، بما في ذلك وصف واحد لسرطان الثدي.

وبحسب كاماروس، في حين أن المعالجين في مصر القديمة ربما كانوا على علم بالسرطان، فإن علاجه كان قصة أخرى. تضمنت معظم الحالات الطبية في بردية إدوين سميث ذكر أدوية أو استراتيجيات للشفاء، لكن لم يكن هناك أي علاج لأورام مريضات سرطان الثدي.

وأكد: "تقول البردية على وجه التحديد أنه لا يوجد علاج. لقد أدركوا أن هذا كان الحدود عندما يتعلق الأمر بمعرفتهم الطبية."

ومع ذلك، فإن الشقوق الموجودة حول أورام الجمجمة تشير إلى أن المعالجين في مصر القديمة كانوا يحاولون تغيير ذلك، عن طريق إزالة الأورام جراحيا إما لشفاء المريض، أو لفحص الأورام عن كثب.

وأزاد كاماروس: "لدينا هذين الاحتمالين: بطريقة حاولوا علاجها، أو بطريقة حاولوا فهمها طبيا، من حيث علاجها على الأرجح في المستقبل. أعتقد أن هذا علامة فارقة في تاريخ الطب."

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز