عاجل
الخميس 15 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أيمن عزت يكتب: الكلمة وتفكك المجتمع

أيمن عزت
أيمن عزت

أصبح مجتمعنا الآن وما نراه يحدث بيننا يوميًا لا يعجب أحدا منا، وكلنا نرى أننا الأفضل، أليس هذا واقعنا يا سادة!



 

ولكن إذا طبق كل منا ما يدعو إليه غيره من أخلاق فضيلة لانصلح حالنا ورأينا صورة مختلفة كليًا عما نراه الآن.

 

 ولذلك عليك نفسك أولًا، ثم انظر لعيوب الآخرين. وأهم ما أريد أن أتحدث عنه (الكلمة)، لما لها من أثر كبير وخطير في نفس سامعها أو متلقيها، فالكلمة كالسهم إذا انطلق من قوسه لا تستطيع أن تسيطر عليه ولا محالة أنه صائب هدفه، فتخيروا كلماتكم، فإن لم يكن منها فائدة فالسكوت هنا من ذهب. 

 

فإن بكلمة يفقد إنسان حياته، وبكلمة تشتعل الحروب، وبكلمة تبني إنسانًا، وبكلمة تحرُم عليك زوجتك ويُهدم كيان كامل اسمه الأسرة، في لحظة غضب، وقد ينعكس الحال تمامًا بكلمة طيبة من الزوجة تمتص بها غضب زوجها أو انفعاله في موقف ما وتجعله يخجل من نفسه، وتهدأ جمرة الغضب الذي حذرنا منه سيد الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، والأمر نفسه للرجل إذا رأى من زوجته ما لا يعجبه وقت غضبها فبكلمة جميلة تحولها من حالٍ إلى حال.

 

أيها الأزواج والزوجات لماذا انتشر الطلاق في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم، مع أنه أبغض الحلال عند الله؟! يا سادة (إن الكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة)، وهذا مع الناس عامة، فما بالك مع أهل بيتك! وكلامى هنا للزوجين وليس لأحد دون الآخر.. والله ما انتشر الطلاق في مجتمعنا إلا لغياب الكلمة الطيبة بيننا وغياب المودة والرحمة، وحل مكانها الكبر والندية. فما أحوجنا جميعًا للكلمة التي تبني لا تهدم، للكلمة التي تحفز لا تحبط، فالحياة أصبحت كالبحر الهائج الذي يضربنا بأمواجه العاتية، فإذا لم يكن كل من الرجل والمرأة في كتف بعض ويدًا واحدة غرقت المركب وسط هذا البحر الهائج، وغرق كل من فيه.

 

نحن فعلًا نعيش حياة صعبة مليئة بالتحديات، فأصبح كل من الرجل والمرأة في صراع لا ينتهى مع ظروف وضغوط الحياة، مما أدى إلى كثير من الضغوط النفسية، وذلك جعلنا في أشد الحاجة لكلمة حانية تخفف عنا ما نحن فيه، لا لكلمات العند والمكابرة والندية التي تهدم البيوت، وهنا أوجه كلامى للمرأة وخاصة التي تعمل.. إنك حين نزلتِ إلى سوق العمل فهذا كان للوقوف بجانب زوجك من أجل هدف مشترك وهو البيت والأولاد. 

فعليك أن تعلمي ما أقسى أن يشعر الرجل بعجزه عن تلبية متطلبات بيته وأبنائه وقبوله بعملك - وأنا أقصد الرجال وليس أشباه الرجال- ولذلك لا داعى أن تسمعيه كلمات قاسية تعددين فيها ما تفعلينه لأجل البيت، لأنه يعلم ذلك جيدًا، ولكن أجعليه يشعر بأنك عون له وليس ندًا، وإلا ستكون العواقب وخيمة، فبكلمة حانية تحصدين أفضل ما بداخله، وبكلمة أخرى تخلقين شيطانًا بينكما، وحشًا قد يلتهم الأسرة بأكملها. 

 

أيتها المرأة أنت (الأم والأخت والابنة والزوجة)، أريدك أن تعلمي أن عزتك وكرامتك في بيت الزوجية، فأنت ملكته وأميرته فحافظى على مملكتك بكل ما أوتيتِ من قوة، وليس كما أرى الآن الطلاق لأتفه الأسباب، فالطلاق ليس فيه فائز وخاسر، بل الكل خاسر وإن كان الخاسر الأعظم الأبناء. 

 

ويجب أن نعلم أن المساواة بين الرجل والمرأة ليست مطلقة، وإنما في أمور دون الأخرى، ولو كانت مطلقة لما قال تعالى ( وليس الذكر كالأنثى)، وفي تشريع الميراث (وللذكر مثل حظ الأنثيين)، فليتنا ندرك ما الهدف من محاولات الغرب المستميتة لتحرير المرأة والمساواة المطلقة مع الرجل وما وصل إليه مجتمعنا وما وصلت إليه نسبة الطلاق.

 

فالإسلام كفل للمرأة جميع حقوقها من حرية ومساواة قبل مئات السنين وقبل مناداة الغرب بها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز