نيروبي تستضيف المؤتمر العالمي السنوي لكفاءة وترشيد استخدام الطاقة لأول مرة في أفريقيا
أحمد امبابي
مفوضة الاتحاد الأفريقي: “شبكة نقل وتوزيع الكهرباء في مصر تعد الأمثل والأعلى تقنية في العالم”
تستضيف القارة الأفريقية ولأول مرة "المؤتمر العالمي السنوي لكفاءة وترشيد استخدام الطاقة" وذلك لتسريع تبني سياسات وتقنيات كفاءة الطاقة في إطار التنمية المستدامة والتي تعقد في العاصمة الكينية نيروبي على مدى يومي ٢١ و٢٢ مايو الجاري بحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين العالميين من حوالي ٧٠ دولة، نصفهم من أفريقيا.
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقي المعنية بالطاقة قد دعت في السنوات السابقة إلى عقد المؤتمر في أفريقيا لتسليط الضوء على قضايا الطاقة وحسن استخدام المتاح منها في القارة الأفريقية وبحث إمكانات التعاون ونقل التكنولوجيا والخبرات في هذا المجال.
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة الاتحاد الأفريقي لشؤون البنية التحتية والطاقة والرقمنة، على أن الطاقة هي في صميم الأهداف العالمية المشتركة من أجل السلام والازدهار كما هو منصوص عليه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، واستراتيجية التنمية الأفريقية أجندة 2063.
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد: "بالرغم من ذلك، لا يزال الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة يمثل تحديًا كبيرًا في أفريقيا حيث لا يحصل أكثر من ٦٠٠ مليون أفريقي على الكهرباء وحوالي ٩٠٠ مليون شخص دون الحصول على الطهي النظيف في القارة"، مضيفة: "لذا يلزم تحول جذري في تسريع النفاذية للطاقة من خلال تنفيذ مشروعات ضخمة لتوليد الطاقة من ناحية، وحسن استغلال وترشيد استخدام الطاقة الموجودة بالفعل".
وأوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أنه يُطلق على كفاءة استخدام الطاقة مسمى "الوقود الأول" نظرًا لوجوده بالفعل ولكن يمكن تحسين استخدامه وهو ما يسهم في وفورات في الطاقة تتيح النفاذية للطاقة لعدد أكبر من المواطنين وأيضًا تدعم أهداف العمل المناخي لتقليل الانبعاثات الضارة، فضلاً على أن تحسين استخدام الطاقة وترشيدها يقلل من تكاليف الطاقة وبالتالي يحسن القدرة التنافسية التجارية والصناعية ويعزز المساواة في الطاقة.
وقالت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي: "لهذا السبب التزمت الحكومات في العالم خلال مؤتمر الأطراف 28 COP28 بمضاعفة التحسين السنوي لكفاءة الطاقة من 2٪ الحالي إلى 4٪ من الآن وحتى عام 2030. ويتماشى هذا الالتزام مع المساهمات المحددة وطنيًا لمعظم الحكومات الأفريقية والتزام الاتحاد الأفريقي بتحقيق زيادة بنسبة 50٪ في إنتاجية الطاقة بحلول عام 2050 و70٪ بحلول عام 2063 على النحو المتوخى في الاستراتيجية الأفريقية لكفاءة الطاقة (AfEES)".
وأوضحت مفوضة الاتحاد الأفريقي أن أفريقيا تمتلك إمكانات هائلة غير مستغلة لكفاءة الطاقة، والمسار المقترح طموح ويمكن تنفيذه من الناحية الفنية، وقالت: "كما أن إمكانية توفير الطاقة متأصلة في جميع قطاعات حياتنا اليومية سواء كان ذلك في الزراعة أو النقل أو البناء والمباني أو الطاقة أو الصناعة أو الأجهزة والمعدات، ولدى كل مواطن فرصة للمساهمة بشكل فردي وجماعي في تعزيز كفاءة الطاقة في أي من هذه القطاعات.
وحذرت الدكتورة أماني أبو زيد من أن ما تفقده القارة من كهرباء في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في معظم البلدان الأفريقية يتراوح بين 20٪ و40٪ وهذه خسارة وهدر خطير إذا ما قارناه بالمتوسط العالمي البالغ حوالي 10٪.
وأشادت مفوضة الاتحاد الأفريقي بشبكة نقل وتوزيع الكهرباء في مصر والتي تعد الأمثل والأعلى تقنية في العالم والوحيدة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط باستخدام التقنيات الرقمية الذكية.
وقالت: “إن التحليل الذي أجرته لجنة الطاقة الأفريقية (AFREC) للاتحاد الأفريقي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أجل كفاءة الطاقة في أربع من المناطق الجغرافية الخمس في أفريقيا أظهر أن إمكانات وفورات الطاقة تتراوح بين 5٪ إلى 30٪ في عام 2040 و ذلك بأن ترشد أفريقيا استهلاكها من الكهرباء إلى 92 تيراواط ساعة سنويًا بحلول عام 2040، مما يمثل وفورات تراكمية إجمالية قدرها 1500 تيراواط ساعة. وهذا يمثل 170 مليار دولار وفرًا في فواتير الكهرباء وانخفاضًا إجماليًا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من مليار طن، وهذا الوفر في الكهرياء يعادل بناء 710 محطات طاقة تبلغ كل منها 500 ميجاواط، وهذا الوفر يمثل مصدرًا كبيرًا متاحًا وجاهزًا لتعزيز تنمية القارة، يحتاج فقط إلى وضع تدابير وسياسات ولوائح ملزمة وتعزيز تغيير السلوك لتحرير هذا الوقود”.
لذا طالبت الدكتورة أماني أبو زيد تسريع تنفيذ سياسات وإجراءات كفاءة الطاقة في جانبي العرض والطلب والتعاون القاري في مواجهة تحديات التمويل، والبنية التحتية والقدرات المؤسسية، وانخفاض اعتماد المعايير وإنفاذها، والحاجة إلى التعليم والوعي على المستويين السياسات وأنماط الاستهلاك.
وذكرت أنه إدراكًا لهذه التحديات، وضعت مفوضية الاتحاد الأفريقي الاستراتيجية الأفريقية لكفاءة الطاقة وخطة العمل للقارة، وتحدد هذه الاستراتيجية التي تكون جزءًا هامًا من المشروع الرائد للاتحاد الأفريقي لإنشاء سوق أفريقية موحدة للطاقة (AfSEM) والخطة القارية الرئيسية للطاقة (CMP) ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).