عاجل
الإثنين 15 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إنجلترا تستيقظ .. وتحاول إنقاذ أطفالها!

إنجلترا تستيقظ .. وتحاول إنقاذ أطفالها!

استيقظت المملكة المتحدة فجأة على مخاطر الإنترنت على أطفالها بعد أن أصبح جزءا أساسيا من حياة جميع البشر بمن فيه أطفالها، فهذا جيل ولد ليكبس زرا ويفتح شاشة. 



والآباء سعداء فأطفالهم في أمان بعيداً عن رفقاء السوء ومخاطر الطريق، كل منهم فى غرفته مع أجهزته، وهم لا يدرون أن المحتوى الذي يشاهدونه أخطر من الطريق، وأن رفقاء السوء يتسللون إلى منازلهم من كل أنحاء العالم.

 وهم لا يعلمون، أن الصمت قد يكون مضللاً، وأن البعض منهم ينامون في الصف الدراسي، ولا ينتبهون لدراستهم، لأنهم كانوا مستيقظين طوال الليل وهم يلعبون على أجهزتهم وهواتفهم.

 وبلغ الأمر ببعضهم تنظيم مسابقة على واتساب (WhatsApp) أيهم يلعب مدة أطول ويمكنه البقاء مستيقظا أطول وقت، وكان الفائز طفلا أرسل آخر رسالة في الساعة الرابعة فجرا.   كما وجد أن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة والنصف و11 عاماً يمكن أن يصابوا بصدمة نفسية بسبب مقاطع الفيديو المروعة التي يشاهدونها على الإنترنت، وأن الأطفال يحتاجون إلى دواء للنوم، وهذا أمر مقلق جداً وأكدت  "المفوضية الأوربية" (European Commission) إن واحدا من كل 3 مستخدمين للإنترنت هو طفل، أي نحو 33% من مستخدمي الإنترنت في العالم أطفال، وهؤلاء الأطفال يدخلون إلى الإنترنت في سن أصغر من أي وقت مضى عبر مجموعة متنوعة من الأجهزة.

وعليه تم حظر الهواتف المحمولة في المدارس في إنجلترا بموجب التوجيهات الصادرة مؤخراً إلى مديري المدارس في محاولة لتقليل الاضطراب و«تحسين السلوك في الفصول الدراسية».  وستمنح القواعد الوطنية الدعم للمعلمين في حظر استخدام الهواتف المحمولة طوال اليوم الدراسي، بما في ذلك في أوقات الاستراحة.  ويواجه التلاميذ الذين ينتهكون الحظر العقوبة، بالإضافة إلى مصادرة هواتفهم للمدة التي يراها مدير المدرسة ضرورية.   ويمنح التوجيه أيضاً المعلمين القدرة على تفتيش حقائب الطلاب والحماية القانونية من رفع دعوى قضائية من قبل الآباء بسبب فقدان أو تلف الأجهزة المصادرة. وتأتي القواعد الخاصة بالمدارس الابتدائية والثانوية بعد أيام من تدخل والدة الفتاة  "بريانا غاهي"، التي دعت إلى أن يكون مقتل ابنتها «نقطة تحول» في إصلاح «الفوضى» في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت الشرطة البريطانية أوقفت صبيا وفتاة، يبلغان من العمر 15 عاما، مع الايام الأخيرة من شهر ديسمبر "كانون ثان" من العام المنصرم للاشتباه في ارتكابهما جريمة قتل بعد طعن مراهقة  حتى الموت في إحدى الحدائق العامة. 

وكانت السلطات قد عثرت على جثة الفتاة بريانا غاهي (16 عاما)، وهي مصابة بـ 28 طعنة في حديقة عامة في فبراير "شباط" بقرية تقع في شمال غرب إنجلترا، حيث جرى نقلها إلى المستشفى قبل أن تفارق الحياة متأثرة بجروحها، ووفقًا للادعاءات المحلية. قالت النيابة العامة في المملكة المتحدة إن المراهقين الاثنين، اللذين يبلغان من العمر 16 عامًا واللذين يشار إليهما من قبل الادعاءات فقط بأسماء “فتاة إكس” و“صبي واي”، كانا قد خططا بعناية للقتل في سلسلة من رسائل الواتساب ، قبل محاولة تغطية جريمتهما.

وقدمت الحكومة التعليمات للمدارس 4 أساليب مختلفة لضمان مراعاة القواعد الجديدة. الخيار "الأبسط" هو فرض حظر كامل على استخدام الهواتف المحمولة في أراضي المدرسة.

 ويضم الخياران الثاني والثالث تسليم الهواتف لموظفي المدرسة أو تركها في خزائن خاصة خلال الدروس. أما الأسلوب الرابع فيسمح بالاحتفاظ بالهواتف المحمولة، لكن بشرط "عدم استخدامها أو رؤيتها أو سماعها". أصدرت السلطات البريطانية توجيهات لحظر استخدام الهاتف المحمول في المدارس خلال اليوم الدراسي، بما في ذلك في أوقات الاستراحة.

وبحسب موقع الحكومة البريطانية gov. UK، أعلنت وزيرة التعليم البريطانية جيليان كيجان أنه يجب حظر استخدام الهاتف المحمول في المدارس في جميع أنحاء إنكلترا لتحسين السلوك. وستدعم التوجيهات الجديدة الصادرة عن وزارة التعليم مديري المدارس لحظر استخدام الهاتف المحمول طوال اليوم الدراسي، بما في ذلك في أوقات الاستراحة، لمعالجة السلوك التخريبي والتنمر عبر الإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز تركيز الطلاب خلال الحصص الدراسية.

ويهدف ذلك إلى دعم جهود الحكومة البريطانية لرفع المعايير في المدارس من خلال زيادة تركيز الطلاب وتقليل الانحرافات. وسيحظى قطاع التعليم بتمويل بقيمة 60 مليار جنيه استرليني هذا  العام 2024 . وبهذا الإعلان، تنضم بريطانيا إلى الدول الأخرى التي طبقت الحظر بالفعل، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا والبرتغال. 

توقفت عند الخبر وتبادر إلى ذهني، أبناؤنا في مصر من طلاب المدارس الذين لم يعودوا قادرين على الجلوس مع والديهم لينهلوا من حنانهم، أو يمنحوا عقولهم بعض الراحة للتفكير فى مستقبلهم، دون أن يفتحوا تطبيقات هواتفهم، أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

لقد أكدت الأبحاث أن فرط الانتباه والتركيز المتواصل مع وابل القادم عبر إلإنترنت قد يؤثر على تطور العقل ويضر بالدماغ.. فهل تستيقظ وزارة التربية والتعليم، وتحاول أن تنقذ جيلنا الجديد القادم لحكم هذه البلد من أضرار الإنهاك الذهني من كل ما هو خاطئ يضر عقولهم ومشاعرهم، وهوس واوهام كل ما هو شرير من  التقنيات المتسللة لحياتنا؟!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز