عاجل
الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"واشنطن بوست": احترام وضمان حرية التعبير تساعد في مواجهة معاداة السامية والتعامل مع الاحتجاجات في الجامعات

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العديد من الطلاب وغيرهم مارسوا داخل الحرم الجامعي وحوله بما في ذلك قبل الموجة الأخيرة من المظاهرات، حقهم بشكل سلمي في معارضة سلوك إسرائيل الجائر في غزة، وكذلك الدعم الأمريكي للدولة العبرية، ومثلهم كمثل العديد من الأمريكيين، فإنهم يرون التكاليف الإنسانية الرهيبة التي ترتبت على رد قوات الدفاع الإسرائيلية على ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر وما ترتب عليه من رد إسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين وتدمير البنية التحتية والنزوح الجماعي، فضلا عن الأزمة الإنسانية غير المبررة عسكريا وأخلاقيا التي نشبت في القطاع.



وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء، إنه رغم ذلك ففي مناسبات عديدة، انجرفت الاحتجاجات لتتحول من المخاوف المشروعة إلى ما اعتبرته الصحيفة معاداة للسامية، مشيرة إلى أن الدعوة لوقف إطلاق النار والاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أمر واحد.

ولفت إلى أن الاحتفال أو تبرير أعمال العنف المروعة التي وقعت يوم السابع من أكتوبر الماضي أو تشجيع حماس أو غيرها فهو أمر مختلف تماما، ففي بعض الجامعات، يشعر الطلاب والموظفون وأعضاء هيئة التدريس اليهود بالخوف وعدم الترحيب "على حد وصفها". وأضافت أنه بعض من أسوأ التعبيرات ، التي ربما تكون شملتها بعض المظاهرات ، لا تمثل بالضرورة جميع المتظاهرين الذين لا يشكلون أنفسهم سوى جزء صغير من الطلاب والشباب بشكل عام غير أن أي حركة لحقوق الإنسان من تلك الجديرة بالحصول على هذا الاسم، يتعين ألا تتسامح مطلقا مع معاداة السامية ، وهذا سبب يدعو المتظاهرين للتفكير العميق بهذا الأمر.

ووصفت "واشنطن بوست" معاداة السامية بأنه أمر بغيض ويتعارض مع القيم الديمقراطية، كما أن السلطات التي تدينه تستخدم حقها في "الخطاب المضاد" ..متسائلة : ماذا ينبغي عليهم أن يفعلوا؟ إن حرية التعبير ضرورية للديمقراطية ، فمع استثناءات محدودة للغاية، يحق للأشخاص في الولايات المتحدة الغناء والكتابة وقول ما يريدون، حتى لو وجد الآخرون لغتهم مسيئة أو تبعث على الكراهية .. مشيرة إلى أن العمل الرسمي غير الليبرالي هو رد خاطئ على الكلمات غير الليبرالية.

ومضت الصحيفة تقول إنه لحسن الحظ فإن الدستور الأمريكي ، حسبما تفسره المحكمة العليا ، يوفر توجيهات متوازنة وقابلة للتطبيق بشكل بارز حتى أنها تحمي الخطاب المرفوض للغاية أو المتعصب، باستثناء المضايقات الفعلية أو التهديدات أو التحريض على العنف ، ويسمح بالمظاهرات الاستفزازية -التي تخضع لقيود عقلانية ومصممة بشكل ضيق بشأن كيفية حدوثها ومتى وأين تحدث ، ومن ثم يتعين تطبيق القواعد بشكل عادل، أو ما تصفه المحكمة "بالطريقة المحايدة في وجهات النظر".

وأشارت "واشنطن بوست "إلى أن إقامة مخيمات الاحتجاج لفترة طويلة ربما تمثل معضلة في تمثل قضايا لوجستية مثل: الصرف الصحي والضوضاء والعرقلة المادية للأماكن العامة، وطالما لا يستخدمون مثل هذه المخاوف كذريعة، يمكن للمدارس حظر المعسكرات وتأديب المتظاهرين الذين يصرون على ذلك، بما يتفق مع التقاليد الدستورية للبلاد، وإذا حاول المتظاهرون من خارج المجتمع الجامعي التظاهر دون الحصول على إذن في الحرم الجامعي، فقد تمنعهم المدارس من الخروج.

ورأت الصحيفة أن استخدام جريج أبوت حاكم ولاية تكساس لقوات الدولة بشكل صارخ لعرقلة مسيرة عبر جامعة تكساس في 24 إبريل كان مثالا فاضحا على ما لا يتعين فعله "فقد اعتقل الضباط أكثر من 50 شخصا من بينهم مصور صحفي"، وتشير الظروف إلى أن أبوت "النائب الجمهوري" لم يتخذ إجراءات القمع بسبب الطريقة التي احتج بها المتظاهرون ، مشيرة إلى أن المحافظ كان قد أصدر في السابق أمرا تنفيذيا ، مشكوكا في دستوريته ، يدعو إلى تشديد العقوبة على الخطاب المعادي للسامية والذي ذكر على وجه التحديد مجموعتين مؤيدتين للفلسطينيين، قامت إحداهما برعاية مسيرة الأسبوع الماضي.

وعلى النقيض من ذلك، استدعت جامعة برينستون شرطة الحرم الجامعي يوم الخميس لتطبيق الحظر الذي فرضته تلك المؤسسة على وجود الخيام في الأماكن العامة لوقت طويل. وبعد تحذيرهم من مخالفتهم للقواعد، قام الطلاب بإزالة الخيام واستمروا في الاعتصام، وحدث ذلك بعد أن أوضح رئيس الجامعة كريستوفر إل إيسجروبر أن سياسة المدرسة هي "تعزيز حرية النقاش والتداول الحيوية والجريئة، وليس مجرد تعظيم التعبير بجميع أشكاله، مهما كان مدمرا". 

وأكدت الصحيفة أن الحوار والنقاش والمداولات يعتمدون على الحفاظ على حرم جامعي خالي من التخويف والعرقلة والمخاطر التي تهدد السلامة الجسدية أو غيرها من العوائق التي تعترض مهام الجامعة البحثية والتدريسية.

 

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها إن هذه هي الكلمات التي يجب أن نحتذي بها في جميع الكليات والجامعات، إذ تتعرض الثقافة السياسية الأمريكية لضغوط لكنها يمكن أن تخرج من هذه اللحظة مع تعزيز مقاومتها لمعاداة السامية والتزامها في الوقت ذاته بحرية التعبير.. مؤكدة أنه مع القدر الكافي من الحزم والإخلاص للدستور والوضوح الأخلاقي، فسوف يحدث ذلك.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز