عاجل
الأربعاء 28 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
جاءت إلى الدنيا لهذه الأسباب

جاءت إلى الدنيا لهذه الأسباب

جاءت إلى الدنيا لكي تكون جسر الأمان لأبنائها، جاءت إلى الدنيا لكي تكون مظلة الحنان لأبنائها، جاءت إلى الدنيا لكي تكون الحضن الدافئ لأبنائها، جاءت إلى الدنيا لكي تكون قبلة الدعاء لأبنائها، جاءت إلى الدنيا لكي تكون درع الحماية لأبنائها، جاءت إلى الدنيا لكي تكون الأم والأب لأبنائها، جاءت إلى الدنيا لكي تكون ربان السفينة الذي يحلم بالوصول بأفراد الأسرة إلى بر الأمان، جاءت إلى الدنيا لمهام عديدة سخرها الله عز وجل لتؤديها وتنجزها بالقدر الذي يتناسب مع إمكانياتها.



 

في مثل هذا اليوم جاءت إلى الدنيا لكي تتحمل مسؤوليات ومهام عديدة ومتنوعة، تحملتها على عاتقها دون كلل أو ملل، وذلك لأنها عماد الأسرة، كما أنها كانت سندا لزوجها الذي عاهدته على أن تكون الزوجة الصالحة حتى آخر العمر، وبالفعل عاهدت وأوفت، ورغم فراق زوجها الذي ترك لها إرثا ثقيلا من المسؤولية، فإنها استطاعت أن تكمل المشوار، وتتحمل هذه التركة على حساب صحتها وعمرها. 

 

لم تتوقف الساعة بعد فراق زوجها وهي في عز ريعان شبابها، ولم يتقلص دورها بل استكملت مسيرتها في الحفاظ على أسرتها، الأمر الذي جعلها تقوم بدور الأم والأب معاً، قطار الحياة يمر وهي تتحمل عناء ومسؤولية أسرة بأكملها تتضمن أبناء في أعمار ومراحل دراسية مختلفة، وهي تجيد بدائيات القراءة والكتابة التي تؤهلها إلى قراءة كتاب الله، وبرغم ذلك قاومت وتحدت كل الظروف والتحديات التي يصعب أن يتحملها بعض الرجال.

 

 بالمثابرة والدعاء والتقرب إلى الله عز وجل، استطاعت أن تصل بأبنائها إلى بر الأمان، حيث ساندتهم حتى استكملوا دراستهم، وقامت بتجهيز بناتها بالشكل الذي يليق بكل فتاة، كما ساعدت الأبناء حتى تمكنوا من إيجاد فرص عمل وإثبات ذاتهم، وقامت بتزويجهم، ولم يتوقف دورها مع أبنائها عند هذا الحد، بل استمر نبع العطاء مع أحفادها، بالإضافة إلى حرصها الشديد على الدعاء لكل أفراد اسرتها، وتوجيه النصح لهم، وذلك في الكثير من الأمور الحياتية والعملية.

 

الأم هي الملجأ والمأمن لكل أفراد الأسرة، يشعرون بالراحة النفسية عندما تتحدث وعندما ترفع كفوفها بالدعاء لهم، وأحيانا نشعر بأنها وقود قاطرة الحياة لنا، وإن غابت لحظة ستتوقف عجلة الزمن، وسيقل أكسجين الحياة، بوجودها  تشفى الجروح، ولا نسعى في الحياة إلا لإرضائها فهي بلسم العمر، والقمر المنير في عتمة الليالي. 

 

أخيرا وليس آخرا، أتقدم بخالص التهاني وأطيب التمنيات لك يا أمي في هذا اليوم، داعيا الله سبحانه وتعالى بأن يمن عليك بنعمة الصحة والعافية، وأن يبارك في عمرك، ويجعلك تاجا فوق رؤؤسنا، تنيرين دروب حياتنا بدعواتك التي تخترق القلوب وتزيح الهموم وتفك الكروب وتشفي الصدور، كل عام وأنت بخير وصحة وسلامة، وعقبال مليون سنة سعادة وبركة. 

 

ختاماً.. حافظوا على أمهاتكم، اجعلوها تتربع على عرش قلوبكم، ردوا لها الجميل، لأنه مهما فعلتم وقدمتم لها فلن تستطيعوا أن توفوا حقوقها، لا تنسوا أو تتغافلوا السؤال عنها إذا كان البعد حائلا بينكم، واعلموا جيدا أن ما تقدموه اليوم لوالدتكم، سوف تجنوه غداً من أولادكم وأحفادكم.

 

اللهم بارك في عمر أمنا، وانثر العافية في جسدها واسقها لذة الصحة واجعلها سالمة معافاة لا ضرر فيها، وأن تمنّ على كل أم سكن المرض جسدها بالشفاء العاجل، اللهم ألبسها ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل، اللهم أرحم كل أم توفاها الله، واللهم اجبر كسر القلوب على فراقها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز