"بوابة روزاليوسف" في جولة تفقدية داخل مركز البيانات والحوسبة السحابية
الحسين عبدالفتاح
في إطار استعدادات مصر لمسايرة التطور العالمي والاستمرار في عالم الحوكمة وتأمين المعلومات بما يتناسب مع الجمهورية الجديدة وإتاحتها لجميع الجهات بغرض الاستفادة منها، ولأن مراكز البيانات والحوسبة السحابية تعد جوهر التحول الرقمي وأحد أهم الأعمدة التي يرتكز عليها الاقتصاد العالمي حاليا، ومواكبة لكل ذلك، أنشأت مركز البيانات والحوسبة السحابية کأول مركز يقدم خدمات " تحليل ومعالجة البيانات الضخمة - الذكاء الاصطناعي"، في مصر وشمال أفريقيا طبقاً لأحدث التقنيات العالمية.
وتسير مصر على خطى واعدة في التحول الرقمي وإرضاء المواطنين وتحسين الخدمات الحكومية المقدمة إليهم، واليوم تشهد الدمج بين مركز البيانات والحوسبة السحابية "P1" بخدماتها الحديثة والشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة من الجيل الرابع والخامس التي تقدم الخدمات الحكومية على منصة واحدة والتي تم إطلاق خدماتها خلال عام ٢٠٢٢، وذلك للخروج بنموذج أكثر نجاحا واستكمالا لنفس المحور التكنولوجي باستحداث خدمات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة ومنصة إنترنت الأشياء وتوصيلها بطريقة مؤمنة وسريعة إلى متخذي القرار لإرضاء المواطنين.
مفهوم الحوسبة السحابية
يتجه العالم كله لتلك التكنولوجيا المعروفة بالحوسبة السحابية لتأمين معلوماته والاستفادة منها، ومصر بموقعها المتميز يمر بها ما يقرب من ٩٥% من الكابلات البحرية المستخدمة في نقل وتبادل المعلومات والبيانات؛ ومن هنا جاءت ضرورة مواكبة هذا التطور العالمي والاستفادة من موقع مصر الفريد في مجال الحوسبة السحابية.
"بوابة روزاليوسف" أجرت جولة تفقدية داخل مركز البيانات والحوسبة السحابية للتعرف على مراحل وإمكانيات التشغيل والأهداف من إنشائه وكيف ستستفيد منه الجهات الحكومية؟ وكيف سيتم التنسيق فيما بينها للاستفادة من تحليل المعلومات وتوافرها؟
15 شركة تشارك في إنشاء المركز
تبلغ مساحة مركز البيانات والحوسبة السحابية ٢٣٥٠٠ م٢ ، وتم استغلال ۱۰۰۰۰ م٢ للإنشاءات الحالية والباقي للتوسعات المستقبلية، وذلك باشتراك أكثر من ١٥ شركة محلية وعالمية ، وأكثر من ۱۲۰۰ مهندس وعامل، وأكثر من ٥٠٠٠ ساعة عمل. ويتكون مركز "P1" من "مبنى الإدارة والتشغيل والتأمين، ومعدات الحوسبة السحابية، وقاعة الحلول الفنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ ومركز التحكم التبادلي للشبكة الوطنية للطوارئ".
أهداف المركز
يهدف إنشاء المركز إلى العمل على تقديم التطبيقات الحرجة والمدفوعات والتطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة لصناعة القرار على كافة المستويات بالإضافة إلى عمله كبديل نشط لمركز البيانات الحكومي بالعاصمة الإدارية، واستخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تحليل البيانات الحكومية، والعمل كمركز وطني موحد لبيانات التعافى من الكوارث، وتوطين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي.
كما يهدف إلى توفير كافة البيانات الدقيقة والموقوتة للجهات الحكومية، وتحليل البيانات الضخمة للجهات الحكومية، وتوفير الإدارة والتشغيل الذاتي، والحفاظ على الخصوصية المصرية كمشروعات الموانئ الذكية التي تساعد على تسهيل حركة الاستيراد والتصدير. ويقدم المركز خدماته طبقاً لثلاث مناطق للبيانات هي "منطقة البيانات الخاصة وعالية الحساسية، ومنطقة البيانات الحكومية، ومنطقة البيانات العامة لتكون منصة تفاعل المواطنين في تقديم خدمات الجهاتالحكومية.
وتتنوع خدمات المركز، فتشمل أكثر من ٤٠ خدمة سحابية حديثة، وتحليل الكم الهائل من البيانات، والذكاء الاصطناعي، ومنصة إنترنت الأشياء، تبادل البيانات الحكومية.
وتأتي هذه الخدمات بالإضافة إلى التعاون مع الشركاء في مجال التدريب والابتكار المشترك مثل "منصة تعليمية رقمية شاملة لأكثر من ۳۰ مسار ومواد تعليمية، اعتماد أكثر من ١٥ تقنية مختلفة، برنامج تدريبي لأكثر من ۱۳۰۰ ساعة لتقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، والابتكار والتطوير المشترك وأكثر من ۹۰ نموذج ASR المصري تحويل الصوت إلى نص مكتوب باستخدام أكثر من ٤٠ لهجة مصرية ، أوكثر من ٤ خوارزميات تحليلية ذكية للفيديو ، ومنصة تبادل البيانات لدعم متخذ القرار".
وهنا بعض الأمثلة للخدمات المقدمة لبعض الجهات الحكومية مثل:
القطاع الصحي نظام المعلومات الصحية وإدارة المستشفيات مركزياً لتسهيل دورة المرضى داخل المستشفيات، وتنفيذ ملف طبي موحد للمرضى وتحويل الإشاعات من ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد لتسهيل أعمال التشخيص، ومساعدة الفرق الطبية. واستخدام منصة إنترنت الأشياء للسيطرة على أسرة الرعايات والحضانات ، وميكنة سيارات الإسعاف لتحسين الخدمات الإسعافية المقدمة للمواطنين من خلال متابعة أسلوب السائقين والمسعفين باستخدام كاميرات للتعرف على السلوك الخاطئ وإرسالها فورا وأتوماتيكيا لغرفة العمليات المركزية، وتسهيل دورة عمل القوافل الطبية وربطها بالمستشفيات في ذات نطاق العمل.
العدل تسهيل إجراءات التقاضي، وتحويل المحاكم الاقتصادية والمدنية إلى محاكم ذكية، والرؤية المستقبيلة للاستفادة من مركز البيانات والحوسبة السحابية، وبناء شبكة فيديو وطنية لتقليل معدل الجريمة والحوادث المرورية.
تعزيز الدور المحوري للدولة
ويعزز المشروع الدور المحوري للدولة المصرية على المستوى الإقليمي وتحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وتعزيز الابتكار في صناعة التكنولوجيا المحلية، وتوفير التكاليف المالية اللازمة لأعمال الصيانة والتشغيل.