خليل الذوادي يكتب: تكريم مستحق

إننا كأبناء لهذا الوطن العزيز نفخر بما يحققه أبناء الوطن من إنجازات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهذه الإنجازات على تنوعها تعطي الانطباع بأن مجالات العمل في الأوطان تتنوع، وبالإمكان أن يحقق المواطنون إنجازات هي محل تقدير واحترام من قبل من نتعاون معهم في مختلف المجالات.

وفي الأيام القليلة الماضية تم في مملكة البحرين تكريم إحدى المواطنات المتفانيات في خدمة الوطن في المجال الصحي، فقد تسلمت الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية «وسام فارس جوقة الشرف المرموق» من سعادة إيريك جيرو نيلم سفير الجمهورية الفرنسية بمملكة البحرين نيابة عن فخامة رئيس جمهورية فرنسا إيما نويل ماكرون، وذلك في حفل أقامته السفارة الفرنسية بمملكة البحرين.

والدكتورة مريم كما أعرفها مخلصة لمهنتها، وفي المناصب التي تقلدتها أبرزت إخلاصًا وتفانيًا وتفوقًا في الأداء الإداري والمهني، وكنا في عملنا بهيئة الإذاعة والتليفزيون نستعين بها في الاستفسارات الطبية، واقترحت عليها يومًا بعد أن تابعنا نشاطها الطبي أن تقدم في تليفزيون البحرين برنامجًا طبيًا تستضيف من تشاء من الأطباء المختصين ويتم الإجابة عن أسئلة المشاهدين، فوافقت دون تردد إيمانًا منها بتقديم مثل هذه الخدمة للمشاهدين ومن خلال تليفزيونية الوطني، وقامت يحفظها الله بجهد كبير وكانت المشاهدة لبرنامجها «صحتك سعادة» كبيرة واكتسبت ولله الحمد شعبية كبيرة، ما حدانا للمشاركة في برنامجها ضمن البرامج المتخصصة في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي ينظمه جهاز تليفزيون الخليج بالرياض كل عامين بمملكة البحرين، ونال برنامجها الجائزة الأولى للبرامج المتخصصة في المجال الطبي، كما قدمنا برنامجها في مسابقة البرامج المتخصصة في مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون بجمهورية مصر العربية الذي يقام سنويًا بالقاهرة، ونال البرنامج الجائزة المستحقة والتي تفردت بها هيئة الإذاعة والتلفزيون بمملكة البحرين في مجال البرامج الموجهة والتي تخدم المجال الطبي، وظلت الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة مواظبة على تقديم البرنامج إلى أن أسندت لها مهمات كبيرة في وزارة الصحة بمملكة البحرين.  وحصول الدكتورة مريم الجلاهمة على وسام جوقة الشرف المرموق تستحقه عن جدارة واقتدار، وقد أعربت عن شكرها واعتزازها بهذا الوسام الذي أقيم الاحتفال بتسليمه بالسفارة الفرنسية بمملكة البحرين، وبحضور معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، واعتبرت الدكتورة مريم الجلاهمة الوسام إضافة متميزة تضاف إلى الإنجازات التي حصلت عليها مسبقًا نظير خدماتها الاستثنائية، وتقديرًا لتفانيها واخلاصها في العمل ودورها القيادي والفعال في مجال التعاون الصحي بين جمهورية فرنسا ومملكة البحرين.

وقالت الدكتورة في حفل التسليم إن هذا الإنجاز لا يعد إنجازًا فرديًا لها، بل يعد إنجازًا يتمتع بالروح الجماعية للتفاني والمرونة والابتكار في جميع مجالات الحياة على هذه الأرض الطيبة والتي تعدها مصدر إلهامها وقلب هويتها، فإن تراثها الثقافي الغني أسهم في وصولها إلى هذه المناصب والمراتب العليا.

 

ووفاء لعائلتها الكريمة، أعربت الدكتورة مريم عن شكرها وامتنانها لعائلتها، وذلك لتشجيعهم ودعمهم اللامحدود وتضحياتهم وإيمانهم بأحلامها، والذي تعده حجر الأساس في رحلتها المهنية والعملية مؤكدة على العمل الدؤوب في رفع اسم مملكة البحرين عاليًا، ما يعود بالنفع على جميع من في هذا البلد المعطاء.

وكان سعادة السفير الفرنسي إيريك جيرو نيلم المعتمد في مملكة البحرين قد أعرب عن فخر وامتنان جمهورية فرنسا للدكتورة مريم عذبي الجلاهمة، وذلك لالتزامها ودورها البارز في خدمة الآخرين، بالإضافة إلى دورها الفعال في مكافحة جائحة فيروس كورونا وتعاونها الدائم في بحث سبل التعاون المشترك في القطاع الطبي بين جمهورية فرنسا ومملكة البحرين، متمنيًا لها دوام التوفيق والنجاح.

إن ما يحققه أطباؤنا البحرينيون في عدة مجالات طبية يعد مفخرة لنا نحن أبناء الوطن، وما تقدمه المملكة من خدمات طبية شاملة ومستشفيات عامة وخاصة ومتخصصة ينهض دليلاً على ما يحظى به المجال الصحي من رعاية أبوية شاملة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه.

إن تاريخنا الطبي في مملكة البحرين يشهد العدد الكبير من الأطباء البحرينيين من الجنسين الذين برعوا في مهنتهم وكان إسهامهم ليس في مملكة البحرين فقط، وإنما كان إسهامهم في بلادنا العربية وبعض الدول الأوروبية، والأسماء كثيرة وكنت وما زلت أتمنى أن يتصدى أحد المختصين بالتاريخ الوطني باستعراض إنجازات أطبائنا البحرينيين في مختلف التخصصات، وبذلك نسدي لهم المعروف ونؤكد على أن المقبل من الأيام يبشر بالخير، خصوصًا أننا نشهد هذا الإقبال الكبير من أبناء البلاد في التخصص في مجالات الطب المتنوعة، وباتت المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات المتنوعة تشهد إقبالاً نحتاج إليه، خصوصًا مع السعي لتطوير الخدمات الطبية وتنوعها. إن السعي الحثيث لتشجيع أبنائنا على مهنة الطب والتمريض ومساعدي التمريض، والحرص على النظافة في المراكز الصحية الحكومية والمراكز الطبية الخاصة، يعطي مملكة البحرين إمكانية نجاح السياحة العلاجية فيها، كما شهدنا وشهد الأجداد والآباء كيف كانت البحرين في تاريخها الطبي مقصدًا لأبناء خليجنا العربي وبعض بلادنا العربية للعلاج والاستشفاء في مؤسساتنا الطبية البحرينية.

إن الجهد المبذول والتعاون في مجال تحسين الخدمات الطبية بات واجبًا وطنيًا، ومملكة البحرين جديرة بأن تقوم بهذا الواجب الوطني.

نبارك للدكتورة مريم عذبي الجلاهمة هذا الإنجاز في حقل الطب، ونتمنى أن يكون لزملائها أيضًا النصيب في تكريمات يستحقونها بالفعل عن جدارة واقتدار..

وعلى الخير والمحبة نلتقي