عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مهرجان وسوق صناعة الإعلام المرئي.. والمحتوى التليفزيوني  "1"

مصر المبدعة

مهرجان وسوق صناعة الإعلام المرئي.. والمحتوى التليفزيوني "1"

في العمل الصحفي قليلاً ممن يهتم بالكتابة عن الفن التليفزيوني، فالغالبية تجذبهم السينما ببريقها وأضوائها  المسلطة على نجوم لمعانها يفوق نجوم السماء، وأكثر قرباً للقلوب ونفوس معجبيها، ولكني، وجدت في الصورة التليفزيونية تشابهاً وقرباً مع الصورة الصحفية، ورغم أن من الأقوال المأثورة عن لينين "أن السينما هي أهم الفنون على الإطلاق"، وهذه نظرة صائبة من مفكر سياسي يعرف قدر أجهزة الإعلام ووسائله في التأثير في حياة الناس والسيطرة على مشاعرهم. إلا أن التليفزيون وسيلة إعلام واتصال جماهيري، وفن ثقافي وترفيهي، تجد طريقها في يسر وتتسلل لنفوس الجماهير، وقد يكون اهتمامي بالتليفزيون يعود أيضًا لارتباطي به منذ تخرجي في الفنون الجميلة، عندما عرض عليّ المخرج إسماعيل القاضي بعد عودته من أمريكا ودراسته للنص والإخراج التليفزيوني العمل كمذيع بالتليفزيون، ولكني فضلت الإعلام الصحفي المكتوب والعمل بروزاليوسف التي عشقتها منذ الصغر، رغم ان العديد من زملائي  قد عملوا بالشاشة الفضية، منهم النحات مدحت النادي في الديكور، وفهمي عبد الحميد في الإخراج، ومحمود رحمي "رفيق الطفولة" وبابا ماجد "ماجد عبد الرازق" اهتموا ببرامج الأطفال، وغيرهم كثيرون.  



   ومن هذا المنطلق وجدت نفسي وعلى مدى أكثر من 35 عاماً أواظب على الحضور لمدينة كان، إلى MIP-TV   السوق الدولي للبرامج التليفزيونية International Television Market الذي بدأ في ليون، فرنسا، في عام 1963 بعد ثلاث سنوات من بدء MIFED، أول سوق سمعي بصري في العالم، في ميلانو، إيطاليا.  حضر إلى MIP-TV  مئة وتسعة عشر مشاركًا من 19 دولة.

 في عام 1965، وبعد توقف دام عامًا، انتقلت MIP-TV إلى مدينة كان، مستخدمة قصر المدينة "القديم" لأرضيات العرض، وفي عام 1982، انتقل السوق إلى القصر الجديد، بينما أصبح القديم فندقاً. في عام 1987، تم بيع الشركة التي نظمت السوق، MIDEM، إلى تليفزيون الجنوب في المملكة المتحدة (TVS) مقابل 5 ملايين جنيه استرليني. 

بعد ذلك بعامين، باعت TVS MIDEM إلى شركة Reed Exhibitions (مقابل 20 مليون دولار أمريكي)، والتي أعادت تسميتها باسم  Reed MIDEM . وفي شهر أكتوبر "تشرين ثاني" من كل عام تعايشت مع أكبر سوق دولي لبرامج الاتصالات لصناعة التليفزيون ميبكوم MIPCOM TV  الذي بدأت أيضًا شركة Reed التي أنضمت لـ MIDEM للمعارض والمؤتمرات الدولية تنظميه منذ عام 1985 قبل أن تنتقل إدارة تنظيمه لـ RX العالمية، كنت وقتها رئيساً لتحرير مجلة "ستالايت" أول مجلة فى الشرق الأوسط كانت متخصصة في البث التليفزيوني عبر الأقمار الصناعية، قبل أن أنطلق بمؤسستي لنشر ورئاسة تحرير مجلتي المتخصصة في الفنون المرئية ٢٤ ساعة "من الحياة الحلوة"،  24Hours Magazine، ومن خلال التغطية الصحافية ربطتني علاقة صداقة بالعاملين بالهيئة المنظمة، منهم تيد باراكوس مدير التسويق لسوق كان التليفزيوني الدولي، وباسل حجار مسؤول منطقة الخليج والعالم العربي للمنظمة، وفي عام 2017  فاجأني الأصدقاء بقرار من الهيئة المنظمة لمبيكوم باختيار مصر كضيف شرف ودولة رائدة فى صناعة المحتوي التليفزيوني ولعراقتها في الصناعة منذ أوائل الستينيات ليحمل المؤتمر والسوق الدولي شعار "مصر المبدعة"، وخصصت وقتها إدارة الهيئة المنظمة جناح خاص بمصر لاستيعاب ممثلي القنوات الفضائية المصرية وممثلي نايل سات، ومدينة الإنتاج الإعلامي، واتحاد الإذاعة والتليفزيون لعرض وتسويق المحتوي التليفزيوني لهذه الهيئات، على أن يعلو قصر المؤتمرات علم مصر وتغطي واجهته ملصقات مصر المبدعة وتزين طريق الكروازيت الشهير لمدينة كان صور فنانيه وأعمالهم الإبداعية، في وقت كانت مصر في أشد الحاجه لمثل هذا التكريم في احتفالية يحضرها أكثر من 14 ألف (14000) من صناع القرار ومبدعي عالم القوي الناعمة من 110 دول.. ومشاركة المنتجين المصريين والقنوات التليفزيونية وقطاع الإنتاج التليفزيوني المصري واتحاد الإذاعة والتليفزيون ومدينه الإنتاج ونايل سات، تحت مظلة هيئه تنشيط السياحة ووزارت الاستثمار والثقافة ومجلس الوزراء كواجب وطني لاستكمال عودة مصر للمحافل الدولية بقوتها الناعمة لتحسين الصورة.

 كُلّفتْ وقتها  من باسل حجار مسؤول الشرق الأوسط، نيابة عن الهيئة المنظمة لأكبر تجمع عالمي لصناع الإعلام المرئي والمحتوي الترفيهي، بتوصيل رغبة الهيئة الفرنسية للمسؤولين في مصر لتحقيق حلمها في تكريم مصر كضيف شرف، وتدبير الأمر مع أولي الأمر فيها. 

  وقتها لم يكن هناك وزير للإعلام، ولم يكن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أُنشئ لينسق بين الجهات المختلفة لتحقيق ظهور مشرف لمصر فتقدمت وقتها بالعرض للواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" أبهره وأسعده العرض، وأبدى اهتماماً واستعداداً للمشاركة مع الأطراف الأخرى، وكذلك بالتواصل مع ماسبيرو واتحاد الإذاعة والتليفزيون والسيد حسين زين وهو إنسان خجول يكره الظهور الإعلامي، وكان وقتها على وشك تعيينه رئيساً للهيئة الوطنية للإعلام، قال سأدبّر الأمر، ولربما لمشغوليته بالمنصب الجديد لم أسمع منه بعدها!، وضعت أملي في وزارة الثقافة، ومن الطبيعي أن تكون وهي الوزارة المسؤولة عن الإبداع وتعريف العالم بثقافة الدولة المصرية أكثر الناس حماساً، فتوجهت وقتها للسيدة وزيرة الثقافة التي طالبت بقائمة بأسماء كل العاملين بالهيئة المنظمة وسيرتهم الذاتية، كان الطلب شاذاً وغريبا، ورغم هذا فقد نقلت الطلب، وأرسل لي "باراكوس" صفحات وصفحات مما يسمح به من تاريخ الهيئة والتعريف بها ومجلس إداراتها، والمسؤولين فيها، ورفعته لمكتب الوزيرة، ولم أسمع منها شيئاً.    استغرق الأمر سنوات في محاولة التوفيق بين أطراف الشراكة في تمثيل مصر من جهات ومؤسسات مختلفة، ولم أفقد الأمل مع إصرار  Reed MIDEM  والعاملين بها على تكريم مصر، حضر وقتها خصيصا للقاهرة "باراكوس" و"حجار"، ليلتقيا وزير الإعلام السابق ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل الذي أثلج قلوبنا بحرارة اللقاء، وحماسه وفرحته بهذا التكريم، معتذراً عن القيام بأي إجراء وقتها لضيق الوقت، ووعد بتنفيذه العام التالي، ولكنه استقال بعدها بعام.   ..ولم تكرم مصر.  ومن مدينة كان الفرنسية.. سأكمل رحلتي مع السوق الدولي للمحتوي التليفزيوني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز