آداب وسنن عيد الفطر.. تعرف عليها
ساره وائل
يعتبر عيد الفطر من أهم الأعياد الدينية في الإسلام، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك الذي يصوم فيه المسلمون طوال النهار، ويحتفل المسلمون بعيد الفطر لمدة ثلاثة أيام، ويعد هذا العيد فرصة للتواصل والاحتفال مع العائلة والأصدقاء.
وبدأ المسلمون بالاحتفال بعيد الفطر في العام الثاني من الهجرة النبوية المشرفة، وهو العام الذي فُرض فيه الصيام على المسلمين، وكان عيد الفطر بمثابة جائزة للمسلمين على صيامهم وصبرهم وقيامهم وعبادتهم طوال شهر رمضان.
لماذا سمي عيد الفطر بهذا الاسم؟
حيث كان عيد الفطر هو أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام دام لشهرٍ كامل، فقد سمي عيد الفطر بهذا الاسم لهذا السبب؛ حيث يحتفل فيه الصائم بإتمامه للركن الرابع من أركان الإسلام وهو صوم رمضان.
أصل كلمة عيد:
العيد هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد - يعود، أي اليوم الذي يعود في نفس الوقت من كل عام بفرح وذكريات جميلة جديدة.
ما هي آداب عيد الفطر وسننه؟
التكبير: من سنن العيد التكبير، وصيغته (الله أكبر - الله أكبر - الله أكبر) وتكون ثلاثًا تباعًا، وهذا التكبير غير مقيد بالصلوات ومستحب في المنزل والمسجد والشارع وكل مكان يتواجد فيه المسلم من وقت غروب الشمس في ليلة العيد وحتى خروج المسلمين للصلاة للعيد.
قال ابن قدامة: ويظهرون التكبير في ليالي العيدين وهو في الفطر آكد؛ لقول الله تعالى: (ولَتُكَمَلْوَا اَلْعُدَّةَ وَلِتَكْبُرُوا اَللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) - سورة البقرة الآية 185
قال الشافعي: "يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد فيقطعون التكبير".
صيغة التكبير:
أما عن الصيغة المستحبة للتكبير كما قال الشافعي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" كما قال وما زاد من ذكر الله حسن.
الغسل:
الغسل للعيد سنة مؤكدة للكبير والصغير للرجل والمرأة، فروى ابن عباس أنّ الرسول ﷺ كان يغتسل يوم الفطر والأضحى.
وروا أيضًا أنّ الرسول ﷺ قال في جمعة من الجمع: "إنّ هذا يوم جعله الله عيدًا للمسلمين، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك" رواه ابن ماجة.
الإفطار قبل الصلاة:
من السنة أن يبادر المسلم إلى الإفطار قبل موعد الصلاة على تمرات يأكلهن وترًا، فعن أنس قال: كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا. رواه البخاري
صلاة العيد:
صلاة العيد سنة مؤكدة، وهي ركعتان. وقت صلاة العيد في الفترة من طلوع الشمس إلى زوالها، وينبغي تأخير صلاة العيد حتى ترتفع الشمس بمقدار رمح.
السنة في صلاة العيد أيضًا أن تكون في جماعة، ولكنها تصح لو صلاها الفرد ركعتين مثل صلاة الصبح ، وأيضا من السنة التبكير للخروج لصلاة العيد بعد صلاة الصبح.
و بالإضافة الي ذلك المشي إلى مكان صلاة العيد وهو أفضل من الركوب؛ وذلك لتكون الفرصة أكبر لمقابلة المسلمين بعضهم وتوجيه المباركات والتهاني بالعيد وذلك لإفشاء الفرحة بالعيد المبارك.
كما أنه من السنة الذهاب إلى المسجد أو الساحة المقام بها صلاة العيد من طريق ويعود من طريق آخر؛ لكي تكثر خطوات المسلم وبالتالي تكثر حسناته.
كيفية صلاة العيد؟
- صلاة العيد ركعتان فقط، ويسن أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات.
- في الركعة الثانية من صلاة العيد يكبر المصلي خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام.
- بين كل تكبيرتين: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)
- في صلاة العيد يسن خطبتان بعد الصلاة، يكبر الخطيب في الأولى تسع تكبيرات، وفي الخطبة الثانية سبع تكبيرات.
هل يجوز الصيام في يوم عيد الفطر؟
الصيام في يوم العيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى من الصوم المنهي عنه؛ فالعيد يوم للفرح والاحتفال شرعه الله تعالى لعباده. لذلك لا يحل للمسلم أن يصوم في يوم العيد، بل عليه بالتعجل في الإفطار في الصباح الباكر كما علمنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وذلك كما جاء في الحديث:
عن أبي عبيد مولى بن أزهر أنه قال: "شهدت العيد مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فجاء فصلى ثم انصرف فخطب في الناس، فقال: إن هذين يومان نهى رسول الله (ﷺ) عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم.
وعن عمر بن الخطاب وأبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهم أن رسول الله ﷺ نهى عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى.
وقد قال النووي:
"وقد أجمع العلماء على تحريم صوم هذين اليومين بكل حال، سواء صامهما عن نذر أو تطوع أو كفارة أو غير ذلك. ولو نُذر صومهما متعمدًا لعينهما، قال الشافعي والجمهور: لا ينعقد نذره ولا يلزمه قضاؤهما.
بينما قال أبو حنيفة ينعقد نذره، ويلزمه قضاؤهما، قال: فإن صامهما أجزاه، وخالف الناس كلهم في ذلك.